شعور بالإحباط ينتاب الإنسان عندما يتجول بمنطقة "التكوين" التي يشعر قاطنوها بالغربة داخل الوطن الأم مصر من لعنة التهميش والإقصاء والحرمان من الخدمات الأساسية وأبسط الحقوق الأولية حالها كحال كثير من التجمعات والقري البدوية. يقول إسماعيل محمد في العقد السابع من العمر إن المنطقة التي نعيش بها تمثل نموذجاً صارخاً للفقر والحرمان من الخدمات والتهميش والإقصاء فأهالي التجمع ومعظمهم من أصحاب البشرة السمراء يعيشون في عشش متجاورة مبنية من الخصوص وأوراق الأشجار بالرغم من أننا لا نبعد سوي دقائق عن مدينة العريش السياحية عاصمة محافظة شمال سيناء وقاطنو المنطقة يعيشون حياة بدائية وسط تجاهل المسئولين في الحكومات المتعاقبة لمطالبنا والمحافظ السابق قرر تخصيص المنطقة وبناء منازل بدوية عليها لقاطنيها وتوصيل المرافق الأساسية لها من مياه وكهرباء وصرف صحي ليرحل المحافظ وترحل معه قرارات التخصيص لتظل حبيسة الأدراج المكتبية بعد إغلاقها بالضبة والمفتاح ولتكون تلك الزيارة هي أول وآخر زيارة لمسئول حكومي للتجمع. أوضح محمود إسماعيل شاب في العشرين من عمره أن الأسر البدوية التي تقطن التجمع تعيش بدون إنارة بالرغم من مرور التيار الكهربائي علي مقربة من منازل التجمع فالكهرباء وكذلك المياه مقطوعة وممنوعة العذبة منها والمالحة فالعذبة تأتي إلي التجمع عن طريق سيارات شركة المياه كل فترة ونقوم بشراء المياه منها والمياه المالحة تبعد عن القرية عدة كيلو مترات ونقوم بجلبها عن طريق عربات "الكارو" من أحد الآبار في مشهد أشبه بالعصور الوسطي. أضاف أن المنطقة ليس بها مسجد لتأدية فروض الله وأقرب مسجد يبعد عنا 5 كيلو مترات ونذهب إليه سيراً علي الأقدام كل جمعة مشيراً إلي أن فرائض الله كانت تؤدي في مسجد تابع لمعسكر قوات الشرطة القريب من التجمع وبعد تفجيرات طابا وشرم أغلقت أبواب المعسكر الشرطي في وجوهنا ولم نعد نذهب للصلاة به بعد توتر العلاقة بين الشرطة وأهل سيناء. وقال يوسف فرج أحد الأهالي معظم أهالي المنطقة لم يتلقوا قسطاً كافياً من التعليم فأقرب مدرسة تبعد عن التجمع نحو 10 كيلو مترات وأكثر شيء هو مشاهدة أطفالهم يذهبون إلي المدرسة سيراً علي الأقدام لذلك يقررون ترك أبنائهم للتعليم بعد أن ينال الطفل قسطاً من القراءة والكتابة. يضيف أن مطالبنا مشروعة فنحن نطالب الحكومة ببناء وحدات سكنية لنا علي الأرض التي نقيم عليها منذ عشرات السنين وتوصيل المرافق لها من مياه وكهرباء وصرف صحي ونطمع في أن يكون بالتجمع مسجداً نؤدي فيه الصلوات الخمس كما نطالب بتوفير فرص عمل للشباب المقيمين بالتجمع.