يغفل الكثيرون عن أهمية ثروة النخيل بالنسبة لمصر. فهي تمثل ثروة قومية ضخمة تقدر قيمتها بحوالي 12 مليار جنيه. وهذه الثروة مهددة بالفناء. لأن السوسة الحمراء أو ما يسمي بمرض "ايدز النخيل" تهدد لفناء 12 مليون نخلة تنتج ما يزيد علي 680 ألف طن بلح سنويا. والمعروف ان مصر تعد ثاني دولة في العالم في إنتاج البلح. السوسة الحمراء غزت بلادنا منذ عام1992. عندما تم جلب نخيل لمنطقة القصاصين بالإسماعيلية وللأسف كان مصابا بهذه الآفة. وبدأت تنتقل الي الشرقية والجيزة وأسيوط ثم الي كل المحافظات. انتبهوا الي هذا الخطر الذي يهدد ثروة قومية كبري يعيش علي ريعها أفراد 31 ألف أسرة فضلا عن الآلاف الذين يعملون في الصناعات المرتبطة بالنخيل والتمور. يتهاوي.. في قنا قنا- عبدالرحمن أبوالحمد: في البداية يقول محمد برعي عبدالمطلب "مزارع" إن سوسة النخيل بدأت تنتشر بعد انتقالها من نخلة مصابة إلي الحقول المجاورة لها لدرجة أنك تري النخيل يسقط علي الأرض بعد أن تكون السوسة قد دمرت القلب بالكامل مشيرا إلي أن النخيل يعد مصدر الرزق الوحيد لآلاف المزارعين الذين يعملون في تجارة البلح أو صناعة الأقفاص والكراسي الجريد وإذا لم تتم السيطرة علي الحشرة فإنها لن تبقي شيئا بعد زيادة حالات الإصابة. يضيف طلعت محمد محمود "مزارع" إن الإدارات الزراعية تعيش بمعزل عن المزارعين ولم تقم بفحص النخيل ولا رش المبيدات العلاجية وكنا نتمني أن يقوموا علي الأقل بتوعيتنا بشكل الحشرة وكيفية مواجهتها قبل أن نصل لمراحلة الخطر بدلا من تركنا نضرب كفا بكف ونحن نشاهد أشجار النخيل تتساقط بشكل يومي. من جانبه أوضح المهندس أشرف عبدالرازق محمد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بمديرية الزراعة بقنا أن الحشرة عبارة عن سوسة يبلغ طولها حوالي 4سم وعرضها حوالي 1سم لونها بني مائل للإحمرار مع وجود نقط سوداء علي الحلقة الصدرية وتعيش الحشرة الكاملة حوالي 2-3 أشهر مؤكدا أن الإصابة تلحق بالنخيل في حالة وجود أي جرح بها وقد ينتج الجرح عن وضع مسمار أو منجل مما يجعل المكان الذي حدث به الجرح يخرج مادة تسمي "الكريمون" وهي مادة جاذبة للحشرة التي تتميز بأن لها خرطوما طويلا هو أقصر في الذكر منه في الأنثي كما يتميز الذكر عن الأنثي بوجود زغب علي السطح العلوي للخرطوم. أضاف أن عملية تقليم النخيل التي تتم عادة في شهري ديسمبر ويناير تكون فيها أشجار النخيل معرضة للإصابة بعد أن يتعمد المزارع وضع الفأس التي يستخدمها في التقليم في أكثر من موضع ويحدث بها جروح عديدة كما أن عدم القيام بتعقيم النخيل بالكبريت الزراعي بعد التقليم يعد بداية مراحل الإصابة. كشفت المهندس إيمان محمد علي وكيل وزارة الزراعة بقنا عن أن إجمالي عدد النخيل علي مستوي المحافظة 622 ألفا و983 نخلة وعدد النخيل المصاب 2865 نخلة تم علاج 714 وتقليع 475 ومنها 1676 نخلة تحت التقليع بعد أن تم رصد خطورة إصابتها كما تم عمل رصد وقائي لعدد 963 نخلة في الحقول المجاورة للمواقع المصابة وأكدت أن المحافظ قرر تشكيل غرفة عمليات مركزية بمديرية الزراعة وأخري فرعية بالإدارات الزراعية وتتلقي البلاغات بشكل يومي حول حالات الإصابة وحصرها ويتم التعامل معها برش المبيدات. انتشار سرطاني .. بالأقصر الأقصر عمر شوقي: يقول مهندس زراعي مصطفي بدوي إن آفة السوسة موجودة منذ سنوات ولكنها انتشرت في الفترة الأخيرة بسبب الإهمال وعدم معرفة المزارع أو صاحب النخلة بمخاطرها مما بات يهدد بفقدان ثروة مصر من النخيل وإنتاج البلح الذي يتميز به صعيد مصر. أوضح أن سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل في العديد من دول العالم خاصة دول الخليج العربي والشرق الأوسط. يؤكد باسم رضا "مزارع" علي أهمية النخلة ومنتجاتها سواء من البلح أو "الجريد أو الكرناف" فالنخلة قيمة كبيرة لدي قطاع كبير من المزارعين. والسوسة تتسبب في خسارة كبيرة بعد إتلاف النخلة بالكامل مما يضطرنا الي اعدامها حتي لا تنتقل السوسة الي النخيل المجاورة. مشيرا إلي أن بعض المزارعين قام باقتلاع 50 نخلة في يوم واحد نتيجة لعدم المعرفة المسبقة بالآفة الخطيرة وطرق علاجها. مطالبا بضرورة التدخل الفوري والعاجل من وزارة الزراعة والأجهزة المعنية لإنقاذ ثروة صعيد مصر المهددة بالدمار. وأشار حسام عبد الستار "مزارع" من قرية المدامود إلي عدم معرفتهم بوسائل المقاومة أو أي معلومات عن هذه الحشرة. فالإرشاد الزراعي والجمعيات الزراعية لم تنبهنا إلي هذه الآفة الخطيرة. كما أنها لم تقم بتوفير وسائل المقاومة والعلاج بالمجان لجميع المزارعين وهو ما يقع علي عاتق وزارة الزراعة. خاصة أن المتوقع علي المدي الطويل ألا نجد نخلة واحدة سليمة في الأقصر. فالسوسة تنتشر كالسرطان ولابد من التصدي لها. أكد محمد عبد الله لبيب "مسئول بمشروع سلاسل" أن مصر هي ثاني أكبر منتج للتمور في العالم. ولكن صادراتها ضئيلة مقارنة بالدول الأخري. كما أن لديها تشكيلة واسعة من التمور ذات الخصائص المختلفة والمذاق المميز. أكد أن الأقصر من المحافظات التي انتشرت بها سوسة النخيل وزادت ضراوته بشدة في الفترة الأخيرة وقاموا وأكد رشدي عرنوط نقيب الفلاحين بالأقصر أن فرع النقابة يتابع مع مديرية الزراعة حالات الإصابة. كما يقوم بتنظيم ندوات إرشادية للفلاح. أوضح المهندس محمود الزغبي وكيل وزارة الزراعة بالأقصر أن المحافظة بها 4 آلاف نخلة مصابة في مختلف مدن ومراكز المحافظة معظمها بمدينة القرنة. مشيرا الي استمرار أعمال المقاومة للسوسة التي تقوم بها المديرية. المركب الحيوي الجديد.. أنقذ أسيوط أسيوط- محمود وجودي: قطعت محافظة أسيوط شوطا كبيرا في محاربة سوسة النخيل الحمراء المعروفة إعلاميا بإيدز النخيل والتي تقضي علي أشجار النخيل فور بداية إصابة النخلة بالمرض. يقول علام شداد من قرية جزيرة مجريس بمركز صدفا إن إصابة النخيل بهذا المرض افقدنا بعض الأسجار في السنوات الماضية ومع عمليات المكافحة من خلال الرش الظاهرة في الانحسار. يضيف راعي علي من مركز الغنايم كنا نشاهد أشجار النخيل وهي تتساقط بعد ذبول سعفها وانحناء رأسها علي الجذع في مدة قليلة ولم نكتشف المرض إلا من خلال المسئولين بالزراعة الذين قاموا بعمل جولات مستمرة وتوعية المواطنين بهذا المرض وبدأنا بعدها نراقب أحوال النخيل. قال محمد سيد من قرية عزبة رويشد بمركز الفتح إن هذا المرض ظهر منذ عدة سنوات وقضي علي كثير من أشجار النخيل دون سابق إنذار حيث كانت تتداول الكلمات بين المزارعين بأن النخلة ماتت ثم يقوم المزارع بقلعها وإحراق الجذع المتهالك سواء باستعماله كوقود أو حرقه في الحقل. وأظهر جابر حماد من أهالي قرية الرويشد فرحته الكبيرة بالتخلص من هذا المرض عن طريق اكتشاف المركب الحيوي. من جهة أخري جاء اهتمام المسئولين بمحافظة أسيوط وعلي رأسهم المحافظة الدكتور يحيي طه كشك الذي أكد أن مديرية الزراعة بالمحافظة اختبرت مركبا حيويا يستخدم لمكافحة سوسة النخيل الحمراء. وذلك بقرية عزبة رويشد التابعة لمركز الفتح بعد تفشي تلك الظاهرة في المزارع والذي يهدد الثروة القومية بخسائر كبيرة وعليه كان التصدي من خلال الأبحاث العلمية المستمرة التي توصلت أخيرا لهذا المركب الحيوي المهم والذي بدأ في استعهماله في تلك القرية وأثبت حيويته بالإضافة إلي عدم وجود أي أضرار له علي الزراعات أو الإنسان. من جانبه قال أحمد رفعت وكيل وزارة الزراعة بأسيوط إنه تم تشكيل لجنة من المديرية بمشاركة مركز البحوث الزراعية واجتمعت بحضور المحافظ لاطلاع علي التجربة ونتائجها بعد أن توجهت إلي عزبة رويشد حوض الأبعدية للوقوف علي مدي تأثير المركب الحيوي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء علي حميع أطوار الحشرة للنخيل المصاب بإصابات بالغة. أكد رفعت أنه تلاحظ خروج بعض الحشرات الحية أثناء معاملة النخلة بالمركب الحيوي وموتها بعد دقائق معدودة وذلك أمام اللجنة وبعض المزراعين وأصحاب النخيل بالمنطقة. قال وكيل وزارة الزراعة إن المركب الحيوي فعال في قتل جميع أطوار الحشرة وله تأثير طارد عليها بالإضافة إلي زنه آمن علي الإنسان والحيوان. قبل أن تضيع 5 ملايين شجرة بدمياط دمياط- لمعي ماضي: دمياط بها حوالي 5 ملايين نخلة تنتشر بكثافة في السنانية أكبر قري المحافظة وتمتد من مدينة دمياط إلي حدود رأس البر وتبلغ مساحتها 25 ألف فدان وعدد سكانها 45 ألف نسمة. ويقوم اقتصادها في المقام الأول علي بلح النخيل. ثم تأتي قرية البساتين الملاصقة لها في المرتبة الثانية ثم عزب الإصلاح الزروازعي. وقري أم الرضا القديمة والجديدة والهواشم والرياض والعوامر وجمصة والركابية والشباروة الأولي والثانية وجميع تلك القري موازية لساحل البحر الأبيض ويطلق عليها قري خط الرمل عكس الجانب الآخر من شريط السكة الحديد يطلق عليها أرض الطين ويقوم اقتصاد هذه القري علي محصول البلح ومنتجات النخيل كالجريد الذي يستخدم في صناعة الأقفاص وكراسي الجريد وبيع سعف النخيل الذي يستخدم في تنجيد الصالونات والانتريهات من الأثاث الدمياطي. وقد ارتبطت مواسم الزواج وبناء المنازل الجديدة والكساء لأفراد العائلة بموسم جني البلح. أكدت مجموعة من المزارعين أنهم لم يتلقوا أي مساعدة جدية لإنقاذ ثروتهم من هذه السوسة فبعد فترة من انتشارها بدأ المسئولون في وزارة الزراعة بإيجاد دواء يرش علي المنطقة الموبوءة في النخلة. يقول سعد غانم أحد أصحاب الحدائق بقرية البساتين إن سعر لتر المبيد يبلغ 12 جنيها من خلال الجمعيات الزراعية وكان هناك إقبال من المزارعين لاستخدامه إلا أن الوزارة رفعت سعره إلي 65 جنيها وطالبتنا بشراء من محلات البذور علما بأن السعر في المحلات لا يزيد كثيرا عن سعر الجمعية لكن الفرق أن المبيد الموجود بالمحلات غير صالح ومغشوش وليس له مقاومة للحشرة ونرجو من المسئولين توفير ذلك المبيد ويكفوا عن تعمد إخفائه وهذا حال الجمعيات الزراعية بدمياط بعد أن قاموا برفع الدعم عن هذا المبيد دون مراعاة الخسائر التي أصابت جميع القري. بعد أن قضت السوسة علي معظم أنحاء النخيل بالمحافظة. ويؤكد محمد أبوعامر فلاح أن الموضوع أكبر من إمكانيات الفلاحين بكثير. فالفدان فيه 100 نخلة وبإكاننا القضاء عليها لكن يجب أن تكون هناك إرشادات وتنظيم من المسئولين في وزارة الزراعة ومنها تحديد ميعاد واحد للقضاء علي هذه الحشرة ومقاومتها لأنه قمت بشراء المبيد وقاومت فهناك حدائق مجاورة لم تقوم بالمقاومة لذلك تأتي إلي الحشرة من الآخرين وأطالب الحكومة بالتدخل الجاد لإنقاذ ثروة قومية للدولة وليس لنا كأفراد فقط. ويقول جودة الصياد -عامل- إن السوسة انتشرت مؤخرا عندنا ولابد من إجراءات صارمة من وزارة الزراعة ومتابعة فرض المقاومة علي الفلاحين جميعا في وقت واحد للقضاء علي الحشرةوعدم انتقالها موضحا أن طريقة المعالجة للنخلة المصابة يتم بإيجاد ثقب نصف متر في جذع النخلة ووضع خرطوم يثقب منه الدواء لعدة مرات ويكون سليما وليس مغشوشا ويجب رش النخلة عند تقليمها وبالممارسة العملية تبين أنه يجب توقف عملية التقليم في الفترة من أول مارس حتي نهاية مايو لأنها الفترة التي ينشط فيها حشرة السوسة ويضيف إن زجاجة المبيد للسوسة تستعمل لعدد عشر نخلات فقط والفدان دائما به ما بين 80 و100 نخلة لذا تبلغ تكلفة المبيد حوالي 500 جنيه علاوة علي أجور العمالة القائمة مشكلة كل موسم.. بالقليوبية القليوبية- أحمد منصور: يقول محمد عمارة صاحب مزرعة نخيل بالقلج إن المشكلة التي تواجهنا كل موسم هي انتشار سوسة النخيل الحمراء بالأشجار مما أثر بشكل مباشر علي إنتاجية الفدان من التمر في الوقت الذي انفقنا فيه أموالا باهظة في أعمال المكافحة وشراء المبيدات لكن راحت بدون فائدة مما كبدنا خسائر فادحة العام الماضي. أضاف محمد وجيه إن المشكلة التي تواجه أصحاب مزارع النخيل بطوخ هي ارتفاع منسوب المياه الجوفية بباطن الأرض الزراعية إلي جانب تهالك شبكة الصرف الزراعي المغطي والتي حدث بها انسداد ولم تشهد أي أعمال تجديد منذ سنوات مما تسبب في إتلاف شجر النخيل وتوقف نموه وموت جذوره وبالتالي قلة إنتاجه الثمري وهو ما يحدث ويتكرر في باقي المحاصيل الزراعية الأخري..أكد المهندس حسن زايد مدير عام الإرشاد الزراعي بالقليوبية إن سوسة النخيل الحمراء من أخطر الأمراض التي تصيب النخلة وتؤثر عليها اقتصاديا فهي تصيب جميع أجزائها من بداية سطح الأرض وحتي منطقة التاج فجميع أطوار الحشرة تتم بداخلها بداية من البيضة لليرقة والعذراء ثم حشرة كاملة مشيرا إلي أن أخطر طور من هذه الأطوار هو اليرقة الذي يؤثر علي النخلة لافتا إلي أنه يتم السيطرة علي جميع الأطوار بداخلها في حالة الإصابة البعيدة عن منطقة التاجة "الجمارة" كما أن معالجة المرض تتم طوال السنة لأن النخيل من الأشجار مستديمة الخضرة. أشار المهندس محمد سعد وكيل وزارة الزراعة القليوبية إلي أن زراعة النخيل بالقليوبية تمثل 600 فدان بواقع 300 ألف نخلة تقريبا من 171 ألف فدان هي إجمالي مساحة الرقعة الزراعية بالمحافظة. أضاف أن العدو اللدود للنخيل هو مرض السوسة الحمراء التي دخلت مصر عام 2000/2001 من دول الخليج إلي محافظة الشرقية أولا ثم انتشرت لباقي المحافظات الأخري ومنها القليوبية التي وصلت نسبة الإصابة بها إلي حوالي 10%.أوضح وكيل وزارة الزراعة أن هناك طرقا متعددة لمكافحة المرض منها المكافحة الحيوية وهي لا تستخدم في مصر لارتفاع تكلفتها وحاجتها لظروف بيئية معينة من درجات حرارة ورطوبة وموعد للمكافحة وهذه العناصر يتعذر اكتمالها تحت الظروف المصرية مشيرا إلي أن المكافحة التي تتم حاليا هي المكافحة اليدوية بتركيب مواسير بلاستيكية في الاتجاه العلوي حول منطقة الإصابة.وأضاف المهندس سامي سعد مدير عام الزراعة بالقليوبية أن المديرية بصدد تحديث طرق المكافحة باستخدام أجهزة حقن هيدروليكي تقوم بضخ المبيد بطريقة أكفأ. 30% نسبة الإصابة.. في السادات السادات عبدالغني عباس: تتعرض 60 ألف نخلة في مزارع مركز السادات الي الهلاك بسبب "إيدز النخيل" وهو ما يعرف بسوسة النخيل بعد أن وصلت نسبة الإصابة الي 30% وهذا يعني حدوث إصابة من 01 الي 51 نخلة جديدة يوميا. ظهر هذا المرض في بداية عام 0002 ومعه بدأت الحملة القومية بقرار وزير الزراعة بالبحث عن الأشجار المصابة وقلعها ودفنها في التربة.. سرعان ما تغير القرار بضغط من المستثمرين الزراعيين الي الرش الوقائي والعلاج. وتم توفير المبيدات المدعمة للحملة وقام المهندسون بالتنفيذ لأعوام قليلة وبعدها لم تستطع الوزارة توفير المبيدات واقتصرت علي مرور المهندس المختص علي المزارع وتوجيه النصيحة والتعليمات للمتواجدين بالمزارع الموجود بها نخيل مصاب دون الزامهم بالعلاج. يقول المهندس صادق الشيمي رئيس قسم أمراض النبات بالإدارة الزراعية بالسادات ان سوسة النخيل تمر بثلاث مراحل في دورة حياتها. أضاف ان أعراض المرض تبدأ بظهور سائل أسود لزج علي جذوع النخيل ورائحة كريهة مع سماع أصوات اليرقة داخل النخلة وسرعان ما تجف القمة النامية وتموت. أوضح المهندس محمد شفيق انه في بداية الحملة كان قرار وزير الزراعة باقتلاع النخلة المصابة من جذورها ودفنها والقرار تحميه الشرطة وينفذه المهندسون ولكن ذلك لم يرض المستثمرين فقاموا بتعديل قرار الوزير الي المقاومة بمبيدات مدعمة من الوزارة حيث يتم القيام برش وقائي لجميع النخيل ثلاث مرات في العام والتعفير بمبيد الدروسيان المسحوق أو الرش بالملاثيون وفي حالة الإصابة يتم الحقن بالمبيد. أضاف أحد المهندسين ان الحملة القومية كانت في البداية جيدة وكفيلة بالقضاء علي المرض وذلك لدعم المبيدات وتحفيز المهندسين وتوفير وسائل المواصلات ولكن سرعان ما تقلص كل ذلك وتم وقف حافز المهندسين وبدل المواصلات. وتساءل كيف يقوم المهندس بالمرور علي المزارع المترامية الأطراف ليعطي النصيحة ومن يلزم المستثمر صاحب الأشجار بالتنفيذ حتي لا ينتشر المرض وقد ارتفعت نسبة الإصابة الي 30% من اجمالي 60 ألف نخلة في السادات. المقاومة بالحرق.. في سيوة سيوة محمد السيد: يعد النخيل ثروة سيوه الأولي والنشاط الزراعي والصناعي الأول في الواحة ورغم ذلك ليس هناك إحصاء دقيق لعدد النخيل في سيوه. وإن كانت بيانات الإحصاء الزراعي تشير الي أن سيوه تمتلك أكثر من 500 ألف نخلة وربما يكون هذا الرقم قد زاد. حيث تزرع النخيل بصفة دائمة ومستمرة. إلا أن اهالي سيوه اكتشفوا إصابة بعض النخيل بالواحة بسوسة النخيل. يقول المهندس أحمد خليل مدير المكافحة بسيوه إنه تم تشكيل لجنة زراعية فنية. اكتشفت ان هناك 15 نخلة فقط مصابة إصابات بالغة. وأن سوسة النخيل تمكنت منها فتم قطع هذه الاشجار وحرقها ورشها بالمبيدات ودفنها طبقا للإجراءات الوقائية الفنية المتبعة لمنع انتشارها في باقي الأشجار. كما تم رصد أعداد أخري من النخيل بالواحة مصابة إصابات خفيفة وتمت مقاومة السوسة بالمبيدات اللازمة وتكليف إدارة سيوه الزراعية بمتابعة حالات الإصابة ومقاومتها برش المبيدات لمنع انتشارها في باقي أشجار النخيل. الذي يعد الثروة الأولي بالواحة. أوضح المزارعون أن هذه المرة الأولي التي تتعرض الواحة فيها للإصابة بسوسة النخيل. حيث كان الوصول لسيوه قبل إنشاء الطريق المرصوف صعبا ولا يتم إدخال أي انواع النخيل من خارج. لكن بعد قيام بعض المحافظين السابقين من إدخال نخيل الزينة داخل مدينة مرسي مطروح أدي لإصابة بعض النخيل المثمر بمطروح وقد انتقلت هذه الإصابة لواحة سيوه ربما مع الرياح. ويؤكد يوسف محمد يوسف مزارع من أنه يوجد مئات الآلاف من أشجار النخيل لم تعرف طوال تاريخها سوسة النخيل الحمراء التي بدأت في الظهور منذ اكثر من 3 أشهر فقط والحمد لله تمت السيطرة عليها بفضل وعي المواطن السيوي بأهمية النخيل في حياته وضرورة المقاومة. أضاف : أن المقاومة للنخيل المصاب لا تكون بالمبيدات الكيماوية ولكن بحرق النخيل المصاب حتي نقضي علي الإصابة تماما خاصة أن جميع منتجات سيوه "أورجانيك" سواء من البلح أؤ أي من الزراعات الأخري. بحيث يحرص الأهالي علي عدم استخدام المبيدات او الكيماويات بشكل قاطع حرصا علي استمرار تميز منتجات سيوه التي تلقي رواجا محليا ودوليا.. مشيرا إلي أنه من الطقوس الجميلة التي يحرص عليها اهالي واحة سيوه هي ان يقوم العريس السيوي بإهداء حماته قلب النخلة "الجمار" في اليوم السابع من العرس والحكمة من ذلك هو أن مصدر رزق المزارع في سيوه هو النخيل. لذلك فإن العريس يهدي حماته أغلي ما يملك "قلب النخلة" . حيث إنه يضحي بها للأبد في سبيل أن يرضي حماته. يطالب أهالي سيوه بإقامة مركز أو معمل للأنسجة للحفاظ علي الأصناف النادرة ومضاعفة أعدادها حتي لا تنقرض. كان المحافظ اللواء أحمد الهياتمي أصدر مؤخرا قرارا بحظر نقل شتلات النخيل من وإلي جميع مراكز المحافظة أو من خارجها لمواجهة سوسة النخيل.