قال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إن الوزارة حققت إنجازات في حل أزمات المرور والباعة الجائلين.. ويبدو أن السيد الوزير مع احترامي لشخصه يتحدث عن دولة أخري غير مصر.. ومن حقنا أن نسأله: كيف عرفت يا سيادة الوزير بهذه الإنجازات؟ هل قمت بنفسك بالمرور في شوارع العاصمة ولمست هذه الإنجازات علي أرض الواقع؟! أم أنك عرفتها من خلال تقارير الأجهزة المختصة المعاونة لك؟! هذا الكلام يا سيادة الوزير لا أساس له من الواقع.. ولو سألت أي مواطن يصادفك في أي شارع عن المرور سوف يشكو لك مر الشكوي عن الفوضي اللامتناهية في كل الشوارع بكل المحافظات.. وأن المسافة التي تقطعها بالسيارة بين مكانين في 10 دقائق تستغرق الآن أكثر من ساعة.. ناهيك عن السير عكس الاتجاه والوقوف خمسة صفوف في الشارع. والسير بدون لوحات. والدراجات البخارية التي انتشرت بطريقة مزعجة وكلها بدون ترخيص. ويكفي يا سيادة الوزير الحوائط الخرسانية التي تحيط بوزارة الداخلية والتي تجعل المرور في وسط البلد وسيلة لكتم أنفاس الناس وموتهم خنقاً ولو ألقيت سيادتك نظرة من مكتبك علي شارع نوبار الملاصق ورأيت تكدس السيارات لما احتجت إلي دليل آخر علي أن مشكلة المرور تتفاقم كل يوم أكثر من السابق عليه. أما عن الباعة الجائلين فلن أطلب من سيادتك الكثير. وإنما أرجو أن تأمر سائق سيارتك بالمرور في شارع 26 يوليو "قلب القاهرة" لتري علي الطبيعة ماذا فعل به الباعة الجائلون وكيف تحول إلي فوضي عارمة. واحتلوا ليس الأرصفة فقط بل نهر الشارع أيضاً واغلقوا علي أصحاب المحلات المرخصة أبواب رزقهم. ألم يخبرك أحد يا سيادة الوزير عن تقاطع شارع 26 يوليو مع شارع رمسيس وكيف انتقلت وكالة البلح إليه وفتحت لها فروعاً في المنطقة. هناك علي بعد خطوات من وزارة الداخلية الشارع الموجود به مبني الخزانة العامة. ولو استطعت أن تقطع هذا الشارع مشياً علي الأقدام لحققت بطولة كبطولة اختراق الضاحية وكيف يتسبب هذا السوق العشوائي في توقف حركة المرور في شارع منصور أمام وزارة الإنتاج الحربي. هذه مجرد أمثلة.. ولو أردت المزيد لانهالت عليك الشكاوي من كل المواطنين في جميع شوارع عواصم المحافظات تعلن أن الناس قد ضاقوا ذرعاً بفوضي المرور وفوضي الأسواق العشوائية. لقد وعدت يا سيادة الوزير في مؤتمرك الصحفي بإعادة الأمن إلي كل شوارع مصر خلال شهر واحد بشرط ابعاد المتظاهرين عن نطاق المنشآت الأمنية وتهدئة الشارع. لقد ذكرتنا يا سيادة الوزير بالفريق أحمد شفيق الذي كان قد قطع هذا الوعد علي نفسه بدون شروط.. لكنك اشترطت ابعاد المتظاهرين.. ونحن نسأل: من الذي يستطيع أو من الذي يملك القوة لابعاد المتظاهرين؟ فنحن كشعب لا نملك ذلك.. وما دمت أنت اشترطت هذا الشرط فمعني ذلك أنك بجهازك غير قادر علي ذلك.. وبذلك نصل إلي النتيجة الحتمية وهي أن الأمن لن يعود إلي الشارع لا بعد شهر ولا بعد سنة. لا يوجد مواطن صالح في مصر يا سيادة الوزير ضد الشرطة.. فالشرطة تعني لنا الحماية والأمن والاستقرار. وهي قوام الوطن الذي لا قوام له بدونها.