تحرص- منذ اللحظة الأولي- علي أن تكون في مستوي الثقة التي منحها لك زملاء المهنة. تعطي اهتماماتك الشخصية وقتاً أقل بكثير مما تعطيه للعمل الجماعي. تحلم وتفكر وتحاول الإضافة والتطوير. تهمل الهمسات المثبطة. تؤمن أن العمل التطوعي يختلف عن عمل الوظيفة. الهدف صالح الجماعة. وليس إرضاء رؤساء العمل. عائد النشاط الجمعي- في تقديرك- نتائجه لكل الجماعة. يضايقك- أو قل: يغيظك- أن البعض لا يشغله أن يقضي علي الحلم. علي الرغبة في الإضافة والتطوير. وأن يكون للجماعة صوتها المسئول. المسموع. ربما زايد عليك. أو سخف ما تفعل. أو هون من شأن ما تفعله. لمجرد التصور أنك منعت عنه- بحسن نية- مكسباً شخصياً. أو ميزة كان يمتع بها. يرفض التنبه إلي أنك لا تفيد من الأمر كله شيئاً. وإنما الفائدة الوحيدة. المرجوة. هي محاولة التوصل إلي نتائج يجني ثمارها زملاء المهنة. من منطلق الإيمان بأن ما تحاول تقديمه هو المقابل لثقة زملائك. خدمة الجماعة هي الهدف الذي ينبغي أن يشغل من يخوض اختباراً ديمقراطياً لنيل ثقة زملائه. فإذا ظفر بها. فإن عليه أن يكون في مستوي نظرة من أحسنوا الظن به.. يأخذك العجب لمن يغيب ويغيب. فلا يظهر إلا حين يقترب موعد تجديد ثقة الزملاء. يطرح وجهات نظر وآراء واقتراحات. يكتب- في لحظات- برنامج موسم بأكمله. لا منهج. ولا خطة حقيقية. المهم أن يكون هناك برنامج. يشغل الأوقات المحددة له. لا يلحظ حتي إن كان من أدركوا المسئولية قد شغلوا الأوقات بما هو جاد وحقيقي.. تسأل: فأين ذلك كله؟ لماذا طال الصمت؟ ولماذا قنع البعض بمتابعة أداء العازفين. واكتفي بارتداء زي الفرقة الموسيقية؟ "لبس مزيكا" كما يقول المثل؟ ولماذا تجلت الرغبة في العمل كأنها الاكتشاف المصادفة؟.. وهل الأمر كله مجرد رغبة في الظهور والتلميع والإفادة من النفوذ؟.. هل أصبح جسر الحصول علي ثقة الجماعة هو الشطارة والفهلوة؟.. هل اقتحمت ألعاب السياسة والانتخابات ما لن نؤجر عليه- أو هذا هو المفروض- من أنشطة خدمية وتطوعية؟.. الظاهرة تحيرك. لكنك- في النهاية- تنفض رأسك. تواصل ما كنت بدأته. أعطاك زملاؤك ثقتهم. فلابد أن تكون أهلاً لتلك الثقة. هامش: جاء صوت صديقي منفعلاً. عبر الهاتف: يغيظني من يرفض اعتذاري بأني مشغول. الكتابة الإبداعية- في رأيه- ليست مشغولية. هي عمل أقرب إلي كتابة الرسائل الشخصية. يمكن للمرء أن يفرغ لها في أي زمان. وفي أي مكان. بصرف النظر عن طبيعة الجو المحيط. إنه يحتاج فحسب إلي قلم وأوراق.