لم يكن نصيب المرأة المصرية في ثورة 1919 أقل من نصيب الرجال تماماً كما فعلت في ثورة 25 يناير ..2011 ففي يوم 9 مارس سنة 1919 خرجت أول مظاهرة تعبر عن غضب شعب مصر علي الاستعمار البريطاني.. وما كادت المظاهرات تستأنف في الأيام التالية حتي نفد صبر النساء من عزلهن عن مظاهرات الرجال.. وتجمعت مجموعة منهن في يوم الاحد 16 مارس وسرن في مظاهرة حاشدة وقد كتبن عريضة احتجاج للمعتمد البريطاني باعتبار أنهن يمثلن أمهات وأخوات وزوجات الشهداء.. ويقول عبدالرحمن الرافعي إن المتظاهرات سرن في صفين منتظمين وهن يحملن أعلاماً صغيرة هاتفات بحياة الحرية والاستقلال وسقوط الحماية والاحتلال.. وخرج أهل القاهرة إلي الشوارع وانضموا إليهن.. وذهبوا إلي القنصليات الأجنبية وقدموا إليهم العريضة الموجهة للمعتمد البريطاني. وعندما وصلن إلي شارع سعد زغلول واقتربون من بيت الأمة حتي فرض الجنود الانجليز نطاقاً حولهن وسددوا البنادق إليهن.. وتقدمت إحداهن.. السيدة سيزا نبراوي وهي ناشطة سياسية وزعيمة نسائية مصرية كما قال أحمد حسين في كتابه موسوعة تاريخ مصر.. وقالت بالانجليزية نحن لا نهاب الموت.. ويمكنك إطلاق النيران لتجعلوا مني مسز كافل أخري في مصر.. "ومسز كافل هي ممرضة انجليزية اسرها الألمان في الحرب العالمية الأولي وأعدموها رمياً بالرصاص وأحدث ذلك الفعل ضجة في أنحاء العالم". تقول الدكتورة درية شفيق رئيس اتحاد بنات النيل وناشطة سياسية وزعيمة نسائية في كتابها "من أعمال درية شفيق" إنه في يوم 18 مارس استشهدت "سيدة" من أهالي المناصرة بحي عابدين مع عدد من الرجال في إحدي مظاهرات بولاق. وفي يوم 20 مارس قررت السيدات المصريات تأليف مظاهرة نسائية جديدة وتوافدن من الصباح علي حديقة قصر النيل ثم سرن وهن حاملات الأعلام واللافتات التي تضمنت بعض الشعارات الوطنية مثل "نحتج علي سفك دماء الأبرياء" "ويسقط الاحتلال" و"تحيا الحرية" وقد كتبت هذه الشعارات باللغة العربية وباللغة الفرنسية. وهكذا كانت المرأة المصرية.. التي لعبت دوراً بارزاً في ثورة ..1919 مشاركة بذلك كل فئات الشعب.. وهذا ما حدث ايضا في المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي كانت ومازالت في ثورة 25 يناير وسارت المرأة بمختلف الأعمار من البنات إلي الشابات والكبيرات مع المظاهرات بكل شجاعة رغم تجاوزات بعض المنحرفين. ومنذ أيام نشرت صحيفة "الجارديان البريطانية" شهادة للمرأة المصرية وأشادت بشجاعتها وبما قامت به من الإعلان عن رأيها والمطالبة بحقوق الشعب متضامنة ومشاركة في التظاهر والاعتصام والاحتجاج. وبذلك أثبتت بأن الرجل لم يكن وحده لا في ثورة 1919 ولا في ثورة 25 يناير.