طفرة كبيرة في زراعة الكبد تشهدها المستشفيات الحكومية منها معهد الكبد في المنوفية ومستشفي الساحل التعليمي والمنيل الجامعي والزهراء الجامعي حيث زاد اقبال مرضي الفشل الكلوي علي هذه المستشفيات بعد ان كان أملهم معقودا دائما علي المستشفيات الخاصة والتي تجري هذه العملية ولكن بمبالغ طائلة تفوق قدرة المرضي من محدودي الدخل.. المسئولون عن هذه المستشفيات أكدوا زيادة خبرة الأطباء في هذا المجال وصلت نسبة النجاح الي المعدلات العالمية.. أما المرضي فقد أكدوا ان زراعة الكبد كانت الأمل الوحيد في الشفاء بعد ان وصلوا الي الفشل الكبدي ومضاعفاته القاتلة. يقول د. محمد هلال مدير عام مستشفي الساحل التعليمي ان المستشفي بدأ عمليات زراعة الكبد عام 2007 بواقع حالة واحدة كل شهر أو شهر ونصف وكانت بهم نسبة وفيات لكن عام 2010 اختلف الوضع حيث زادت الخبرة في هذا المجال وأتاحت استقبال حوالي 17 حالة زرع يوميا بعيادة الكبد لاجراء التحاليل والاشعات.. وأصبح المستشفي يجري زراعة كبد كل أسبوع تقريبا وبلغت الحالات عام 2010 "25" حالة لم تحدث بينهم وفيات وهذا يرجع لأننا لم نعد نقوم بزراعة الكبد لأي مريض الا اذا كانت حالته ستكون جيدة بعد الزراعة. أضاف د. محمود عبدالعزيز منسق جراحات زرع الكبد بالساحل ان المستشفي هو الوحيد الذي فاز بزراعة فص كبدي من زوجة لزوجها المريض ولم يكن لديهما اطفال بسبب فشل الكبد الذي كان يعاني منه الزوج ولكن بعد عام ونصف انجبت الزوجة طفلا وهذا يبين ان الكبد لدي الزوجة أصبح في حالة جيدة في وقت قصير وان الكبد الذي تمت زراعته للزوج أصبح بكفاءة كاملة وهرمون التخصيب أصبح قويا لأن مريض الكبد يقل عنده تماما هذا الهرمون. أوضح د. امام واكد عميد معهد الكبد بالمنوفية ان المعهد أجري عام 2010 ما يزيد علي 45 عملية كلها تحسنت بصورة جيدة وهذا رقم قياسي يرجع لثقة المرضي في المستشفيات والمعاهد الحكومية. أضاف ان وزارة الصحة ومعهد الكبد والحكومة يدعمون المريض الذي يحتاج لزرع وانضم اليهم جميعة مساعدة زراعة الكبد التي انشأها رجال الأعمال وتقدم تبرعا كبيرا للزرع وأحيانا بعد الزرع. يؤكد د. عمرو حلمي رئيس قسم الجراحة بالمعهد والعميد السابق ان الأطباء المصريين لديهم خبرات عالية في هذا المجال حتي أصبحت نسبة النجاح تماثل النسبة العالمية هي 75%. يقول د. عادل حسني رئيس وحدة زراعة الكبد بمستشفي المنيل الجامعي قمنا عام 2010 باجراء 32 حالة كلها نتائجها جيدة كما أصبح هناك جهات كثيرة تدعم اجراء هذه العملية للمرضي محدودي الدخل ووزارة الصحة تعطي دعما مدي الحياة لهؤلاء المرضي من خلال قرارات العلاج علي نفقة الدولة من أجل تنشيط المناعة حتي لا يرفض الجسم هذا الجزء الدخيل عليه في أي وقت. ويؤكد د. محمود مبروك مدير عام مستشفي الزهراء الجامعي ان المستشفي بدأ زراعة الكبد عام 2009 بحالات محدودة لم تزد علي سبعة ولكن في 2010 قد زادت امكانياتنا بتوفير كل ما يلزم هذه الجراحة من حجرات العمليات والرعاية المركزة مما اعطانا الفرصة عام 2010 لزراعة ما يزيد علي 15 حالة. في مراكز الكبد بهذه المستشفيات تقابلت المساء مع عدد كبير من المرضي الذين أجرت لهم زراعة الكبد ويتابعون حالتهم أسبوعيا وشهريا. محمد علي موظف 52 عاما معاناتي مع فيرس "سي" كانت طويلة ووصلت الي الفشل الكبدي وبعد خمس سنوات لم أعد قادرا علي القيام بأي عمل وكان لابد من زرع كبد كما أكد الأطباء فذهبت الي معهد الكبد بالمنوفية وأنا لا أملك أي نقود وبتبرعات أهل الخير ووزارة الصحة والحكومة قمت بزرع الكبد ولم أكن اتوقع ان اكون بهذه الحالة الجيدة بعد العملية مباشرة. سعيدة أمين ربة منزل 55 سنة حالتي كانت معقدة فقد جمعت بين فيروس "سي" بمرض السكر وفتاق الصرة ووصل الأمر إلي الاستسقاء وبعد متابعة دقيقة بمستشفي الساحل التعليمي لمدة 11 شهرا أجريت العملية وأنا الآن أعيش حياة سعيدة واتحمل مسئولية بيتي وأتناول كل الأطعمة. بثينة سلامة غنيم سيدة عمرها 53 عاما اصيبت بفشل كبدي بسبب البلهارسيا ووصلت حالتها الي عدم القدرة علي خدمة أسرتها لذلك فكرت في اجراء هذه العملية الخطيرة ولم تجد امامها سوي مستشفي الساحل بعد ان تبرع لها أهل الخير وهي الآن تتابع حالتها كل شهر باجراء الاشاعات والتحاليل التي تأتي دائما بنتائج هائلة. محمد. ع عمره "35 عاما" ويعمل محاسبا في احدي الشركات لم يكن عندي ثقة في المستشفيات الحكومية في عملية زراعة الكبد وكنت دائما أقول ان المستشفيات الخاصة هي الأفضل لكن عندما اصبت بهذا المرض اللعين وذهبت لأحد المستشفيات الخاصة طالبونني بمبلغ يفوق كل قدراتي لذلك ذهبت إلي مستشفي الزهراء الجامعي بعد ان سمعت عن كفاءتها في اجراء هذا العملية وكنت خائفا من عدم نجاح العملية ولكن الحمد الله نجحت العملية وأنا الآن وبعد 6 أشهر أعيش وأمارس عملي. عثمان عثمان أبوزيد سائق عمري لا يزيد علي "55 عاما" أصبت بفشل كبدي مفاجئ وترددت كثيرا علي المستشفيات والأطباء والكل أكد ضرورة زراعة كبد وعندما بعث أحد جيراني إلي جمعية حقوق الانسان في الدقهلية التي اقيم فيها حضروا الي في المنزل وأنا طريح الفراش وأكدوا لي انهم سيساعدونني في اجراء هذه العملية في الصين ولن أدفع سوي قيمة تذكرة الطيران ولكنني بعد تفكير عميق رفضت وقلت "رب هنا رب هناك" وحضرت للقاهرة الي مستشفي الساحل وأجريت العملية منذ عشرة أشهر وتحسنت حالتي وأقوم الآن بعملي كسائق نقل وأتابع مع الأطباء بالمستشفي كل شهر. عبدالمعبود محمد عبدالعال 55 عاما هو الحالة رقم 25 بمستشفي الساحل في عام 2010 وهو يرقد حاليا بقسم الرعاية المركزة بمركز الكبد أكد ابنه محمد الذي تبرع له بفص كبدي ان عمره لا يزيد علي 21 عاما بان والده هو شيخ البلد في احدي قري المحلة الكبري وهي الدواخلية وأصيب بفشل كبدي منذ أربع سنوات نتيجة لتليف الكبد وورم شديد وكان الزرع هو الأمل الوحيد لانقاذ حياته. وأكد الكثيرون ان زراعة الكبد في المستشفيات الخاصة أفضل ولكن لم نستطع توفير النفقات فاتجهنا لمستشفي الساحل والحمد لله نجحت العملية وترك لنا عام2010 بصمة جميلة في حياتنا وهي شفاء الوالد من هذا المرض اللعين.