أكد الدكتور سعيد عمر عميد كلية الزراعة بجامعة المنوفية أن الحجر البيطري والصحي علي مزرعة طوخ طنبشا التابعة للكلية سيستمر لحين التخلص نهائياً من الحيوانات المصابة بمرض السل الرئوي والتأكد من سلامة بقية الحيوانات. قالت د.إلهام غنيم الأستاذ بكلية الزراعة المشرف العام علي المزرعة: إن عدد رءوس الماشية التي ثبت إصابتها بالسل الرئوي وصل إلي 42 حالة منها "35" إناث و"7" تحت الاختبار. تم ذبح "12" رأساً منها حتي الآن والباقي تم عزله في عنبر مستقل داخل المزرعة وسيتم ذبحه تباعاً.. مشيرة إلي أن اجمالي عدد رءوس الماشية بالمزرعة يصل لحوالي 360 صغاراً وكباراً. أوضحت أنه يتم التأكد من صلاحية اللحوم تمهيداً لبيعها للمواطنين بعد الاطمئنان علي سلامة الحيوانات قبل ذبحها. وفي حالة وجود اصابة خاصة في الأحشاء الداخلية للماشية يتم إعدامها بمعرفة الطب البيطري. بينما يتم حلب الرءوس السلمية حيث أن ميكروب السل يتم قتله عند 36 درجة مئوية في الألبان. أضاف صفوت الكومي أمين مخازن بالمزرعة: أنه تم شراء ماسكات وكمامات وأحذية خاصة للعاملين بالمزرعة. كما تم توقيع الكشف الطبي عليهم بمستشفي بركة السبع المركزي. إلي جانب فرش الأرضيات بالجير وتطبيق سبل الوقاية والأمان الحيوي سواء بالنسبة للمكان أو الملابس وغيرها. أوضح د.هاني محمود طبيب بيطري بالمزرعة أن مرض السل الرئوي متوطن بمصر منذ آلاف السنين ويسمي ب"مرض الجمال". حيث يلاحظ لمعان جلد الحيوان المصاب في الفترة الأولي من المرض. مؤكداً أنه تم عزل ورش الحيوانات المصابة في عنبر خاص. وكذلك رش الأرضيات والحوائط وأحواض المياه داخل المزرعة بالمطهرات. إلي جانب تجفيف البقر الحلوب وإعدام ألبان الماشية المصابة ودفنه في حفرة في باطن الأرض. قال إنه يتم أخذ عينات من كافة الحيوانات بصفة دورية وفحصها وبعد 72 ساعة يتم قياس سمك جلد الحيوان فإذا زاد كان الحيوان مصاباً. مشيرا إلي أن أعرض مرض السل الرئوي تظهر في المراحل الأخيرة. حيث يلاحظ نحافة الحيوان وإصابته بالكحة والأعراض النفسية الأخري مع قلة الأكل والإسهال.. وقال إن 5 آلاف تعويض عن كل رأس ماشية تم ذبحها يعتبر قليلاً للغاية. أكد مسعد عوض الله مساعد مدير مالي وإداري بالمزرعة أنه يتم إجراء تحصينات دورية وبصفة مستمرة. موضحاً أنه تم عمل مسح شامل للمزرعة وجار ذبح كل الماشية المصابة تدريجياً نظراً لظروف الجزارين. أضاف مجدي توفيق مشرف علي عمال المزرعة: أنه تتم متابعة خدمة العمال للماشية من حيث التغذية والعلاج والنظافة. مشيرا إلي أنه منذ حوالي شهر شهدت المزرعة إصابة 30 رأس ماشية بالحمي القلاعية. وطالب بضرورة دعم المزرعة مادياً من أجل تنمية الثروة الحيوانية والحفاظ عليها. حيث ان المزرعة بها مصنع لإنتاج الألبان متوقف منذ بضع سنين. أشار رضا عبدالرازق نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بركة السبع إلي أن الثروة الحيوانية تتعرض للاصابة بأمراض مثل السل الرئوي والحمي القلاعية. مما يمثل خسارة كبيرة لدي المربين. خاصة صغار الفلاحين باعتبار أن الماشية هي أساس الاقتصاد داخل منازلهم. وقال إنه مهما بلغت التعويضات فإنها لن تعوض الفلاح عن ذبح أو إعدام أو نفوق رأس واحدة من ماشيته. طالب بضرورة تصدي هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة للأمراض التي تصيب الماشية بتجهيز وتوفير الأمصال والأدوية البيطرية مع عقد ندوات تثقيفية للتوعية بالأمراض وطرق الوقاية منها قبل انتشارها واستفحالها بالتنسيق مع أجهزة الإعلام المختلفة. قال د.محمد القباني وكيل الوزارة للطب بالمنوفية: إنه تم فرض حجر بيطري وصحي علي المزرعة والعاملين بها مع حظر التصرف في الحيوانات المصابة وعدم إدخال أي حيوانات جديدة إلي المزرعة. وعزل الحالات الايجابية وذبحها وعزل العشار منها حتي تلد ويتم ذبحها عقب الولادة. وعزل الانتاج فور ولادته وتغذيته بعيداً عن لبن الأم. مع إجراء فحص شامل كل شهرين حتي ثبوت سلبية النتائج. مشيرا إلي أن الإدارة البيطرية تقوم بذبح الحالات الايجابية بمجزر طوخ طنبشا ويتم إعدام الجزء المصاب بالمرض ودفنه بالطرق الصحية بمعرفة اللجنة البيطرية. أضاف أنه بعد الانتهاء من اختبارات المزرعة سيتم تشكيل لجان لبحث حالات الأهالي بالقرية وتنظيم ندوات ارشادية مكثفة للتوعية بالأمراض خاصة المشتركة بين الإنسان والحيوان. مشيرا إلي أنه تم إخطار مديرية الصحة باتخاذ الإجراءات الوقائية بالنسبة للألبان والمخالطين للحيوانات المصابة والأهالي عموماً. طالب محمد يوسف أحد مربي الماشية بدعم مربي الحيوانات بقروض طويلة الأجل وتوفير متطلبات تلك الحيوانات. وكذلك تطوير الوحدات البيطرية وتأهيل الأطباء وتوفير العلاج والأمصال ضد الأمراض المختلفة. أضاف شاكر محروس تاجر مواش: أنه للحفاظ علي الثروة الحيوانية يجب توقيع الكشف الدوري علي الماشية من خلال جولات ميدانية علي الحظائر والحقول. إلي جانب تقديم خدمات ارشادية للمربين وتحديث حظائر تربيتها وطرق الانتاج وتصنيع وتسويق منتجاتها.