يقولون إن شر البلية ما يضحك..!! وربما كان الضحك وسيلة للتخفيف من وقع البلايا والأرزاء التي تفاجئنا كل يوم.. أو سبيلاً للهروب من مواجهتها..!! أولي البلايا المضحكة المبكية في آن معاً.. قصة المواطن أو المتظاهر حمادة صابر الشهير ب "المواطن المسحول" والذي تضاربت الأقوال حوله وحول ملابسات وجوده بجوار القصر الرئاسي. قيل إنه عامل محارة ذهب "للفرجة" علي المظاهرات قرب قصر الرئاسة.. وقيل إنه كان يسير هناك بالصدفة. حينما انقضت عليه مجموعة من قوات الأمن وجردته من ملابسه وسحلته حسبما ظهر في الشريط الذي اذاعته قناة "سي. إن إن" الاخبارية الأمريكية..!! ومنذ ذلك الحين أضحي "المواطن المسحول" أو حمادة صابر أشهر من نجوم الرياضة وابطال الأعمال السينمائية. خصوصا بعد ان تهافتت عليه القنوات الفضائية والصحف والمجلات.. كل منها ينتظر كلمة تخرج من بين شفتيه لتصبح مانشيتات صحفية أو اخبارا تليفزيونية تنتشر عبر موجات الأثير. وقد تضاربت الروايات حول الرجل بقدر تضارب ما يصدر عنه من كلام.. فتارة يقول إن الأمن هو الذي فعل فيه ما فعل.. وتارة أخري يقول إن المتظاهرين هم الذين فعلوا ذلك ولكن هذا القول اتضح انه جاء تحت ضغوط معينة بعد تراجعه عن أقواله مرة أخري لينسب التهمة إلي الأمن! كذلك تضاربت أقوال أفراد اسرته حول الواقعة. فتارة تقول ابنته انه كان ذاهبا للتظاهر.. وتارة أخري يقولون انه كان خارجا للتنزه مع ابنتيه.. وغير ذلك من روايات دارت بها ماكينات المطابع وتناقلتها وكالات الأنباء والفضائيات! لقد ذهب البعض إلي أن ضغوطا أمنية قد مورست علي الرجل لتغيير أقواله حول الواقعة.. وذهب البعض الآخر إلي أن هناك اغراءات مادية قد عرضت عليه لانكار تعدي الأمن عليه.. وما دون ذلك كثير! لكن.. مع ادانتي الكاملة لهذه الواقعة واستنكاري الشديد لما تعرض له هذا المواطن.. ورفضي لإهدار كرامة أي فرد علي أرض هذا الوطن.. فإنني اقترح "سيناريو" آخر لهذه القصة.. وذلك من باب الضحك منها وباعتبار ان شر البلية ما يضحك! هذا السيناريو حسب ظني.. والظن لا يغني عن الحقيقة ان الرجل "عامل محارة" وكان ذاهبا للعمل في مكان ما قرب القصر الرئاسي.. وعندما دنا من المكان الذي سيعمل فيه أراد خلع ملابسه لارتداء "هدوم الشغل".. ولم يجد مكانا لتغيير ملابسه سوي الشارع. ففضل أن يستر نفسه بين المتظاهرين لخلع ملابسه.. ولاشك ان وجوده عارياً في الطريق العام يمثل فعلا فاضحا.. ومن هنا واجه عقوبته الفورية بالسحل والضرب. حيث اتحد المتظاهرون والأمن لأول مرة ضده.. ولا يهم بعد ذلك إن كان قد اطلق شماريخ علي القصر الجمهوري أو قذف قوات الأمن بحجارة أو مولوتوف.. أو وجه إليهم عبارات نابية!! المهم.. أن يتحد الأمن والمتظاهرون..!! ثانية البلايا المضحكات المبكيات أيضا.. إقدام "ونش ضال" علي محاولة خلع بوابة القصر الرئاسي بالاتحادية أيضا.. وقد فوجئ الجميع بالجرأة غير المسبوقة لسائق هذا الونش والتي دفعته للقيام بهذا العمل..! وأتصور ان الرجل قد ضل الطريق بالونش.. ويبدو أنه كان ذاهبا لهدم مبني مجاور للقصر الرئاسي. لكنه اخطأ العنوان.. وقاده حظه العاثر إلي بوابة القصر.. ولا أظن أن هناك دوافع مظاهراتية أو سياسية أو أن هناك محرضين ولا ممولين يقفون وراء هذا العمل العفوي الصادر عن سائق ونش.. أي رجل بسيط لا يستطيع أن يميز قصر الرئاسة من قصر العيني..!! واكثر ما أضحكني في هذه البلية الخاصة بالونش الضال.. ما نشره نشطاء الفيس بوك. حيث قال أحدهم معلقا علي الحادث: إن أحد مرشحي الرئاسة الذين أخفقوا في الانتخابات الماضية قد أرسل الونش لاحضار القصر له بعد أن فشل في الوصول إليه عبر الصناديق..!! هناك بلية أخري مضحكة وما أكثر البلايا المحيطة بنا من كل جانب وهي قيام بائع متجول باطلاق عيار ناري من فرد خرطوش بميدان التحرير أثناء مشاجرة له مع أحد المقيمين في خيام الميدان..!! يقال ان البائع اقتحم محل اقامة هذا المعتصم بالميدان ودخل عليه الخيمة واصابه الخرطوش في منطقة الصدر. حيث دخل في غيبوبة قبل نقله للمستشفي! هذا الميدان الذي لم يكن يجرؤ أحد من الباعة الجائلين علي الاقتراب منه. اصبح "سداح مداح" يدخله كل من هب ودب.. ويسكنه من يشاء في أي وقت من الليل أو النهار.. واصبح وكراً لتجارة المخدرات وتعاطيها.. وموضعاً للتحرش الجنسي والأعمال المنافية للآداب.. وملاذاً لمن يحملون السلاح الأبيض والأسود ومن كل لون.. ومرحاضاً لمن يقيمون في داخله! لك الله يامصر! * * أفكار مضغوطة: يحاصرني واقع.. لا أجيد قراءته..!! "محمود درويش"