حالة من الارتياح تسود مدينة نجع حمادي عقب الحكم علي حمام الكموني المتهم الرئيسي بارتكاب أحداث نجع حمادي والتي حدثت عشية احتفالات عيد الميلاد المجيد العام الماضي وراح ضحيتها سبعة مواطنين منهم ستة مسيحيون وأمين شرطة مسلم عقب إحالة أوراقه إلي فضيلة المفتي وقد عبر أبناء نجع حمادي عن سعادتهم بالقصاص العادل من المتهم الرئيسي والعقل المدبر للجريمة. التقت "المساء" بعدد من أسر الضحايا الذين عبروا عن ارتياحهم بصدور هذا الحكم. تقول سلوي مراد يس أم الضحية بيشوي فريد "17 سنة": الآن أشعر أن ابني استراح في مقبرته رغم تأخر الحكم عاماً كاملاً إلا أن القصاص جاء عادلا والجزاء من جنس العمل. تقول مريانة عاطف شقيقة بولا عاطف "18 سنة" الحكم أراح الجميع وهذه عدالة السماء مؤكدة أن عقاب الجاني سيكون جرس إنذار لكل من تسول له نفسه الاعتداء علي الآمنين أو ترويعهم. يقول كمال ناشد والد أبانوب كمال ناشد "18 سنة": كنت أثق في عدالة قضاء مصر مؤكدا أنه ينتظر حكم الاعدام في المتهمين الاخرين شركاء الكموني في القضية "قرشي أبوالحجاج وهنداوي السيد" واللذان تم تأجيل الحكم بالنسبة لهما لجلسة 20/2/.2011 يقول وديع بطرس خال بولا عاطف رسالة أنني وأسرتي كنا ننتظر حكم القضاء حتي لا يفلت المجرم من العقاب وأشكر قضاة مصر علي عدلهم. يقول عاطف عكاشة "مدرس أول لغة عربية" من مدينة نجع حمادي: كلنا كنا علي ثقة في عدالة قضاء مصر الشامخ وهذا الحكم جاء في موعده للرد علي كل من تسول له نفسه الاعتداء علي الوحدة الوطنية وترويع الآمنين لأننا كلنا "مسلمين ومسيحيين" في خندق واحد وما حدث أصابنا جميعا. يقول فضيلة الشيخ عبدالغفار عبدالعال سليم إمام وخطيب مسجد النجدة بمدينة نجع حمادي ورئيس مجلس إدارة جمعية الوعي الاسلامي: إن حكم القضاء وسام علي صدر العدالة ليقطع ألسنة الفتنة النائمة لأن شعب مصر كيان واحد وهؤلاء خارجون علي قيم الدين وتعاليم الاسلام السمحة وكم كنت متأكدا من هذا القصاص عقاباً لهؤلاء المجرمين في الدنيا كما أن عقاب الآخرة أشد وأقوي. يقول الأستاذ الدكتور أبوالحسن عبدالموجود وكيل كلية الخدمة الاجتماعية بقنا وأسوان إن هذه الحادثة هزت كيان المجتمع المصري كله فهي لم تصب أسر وأهالي الضحايا فقط بل أصابت كل المصريين. يقول الأستاذ الدكتور حسين محمد عبدالمطلب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا: هذا جزاء عادل ورادع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وشعبها . يقول الأستاذ الدكتور أحمد عبدالموجود أبوذكير مدرس القانون الجنائي بكلية الحقوق بقنا: إن مثل هذه الجرائم التي تمس أمن المجتمع هي جرائم تحتاج إلي دراسة اجتماعية والحكم فيها قصاص عادل . أكد الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي وتوابعها رضاه بالحكم وقال: نحن دائما واثقون من قضاء مصر الشامخ ومهما كان الحكم فلم يكن ليتغير رأينا في نزاهة القضاء وعدالته ولكن هذا الحكم يرضي أهالي الضحايا ويخفف عنهم أحزانهم وينذر المتربصين والراغبين في اشعال فتنة بأشد العقاب ونفي أي علاقة للحكم الصادر بأحداث الاسكندرية مؤكدا أن قضاء مصر لا يتأثر في الحكم في قضية بأحداث أخري مهما كانت . من ناحية أخري شهدت مدينة نجع حمادي اجراءات أمنية مشددة عقب صدور الحكم بإحالة حمام الكموني المتهم الرئيسي في أحداث نجع حمادي التي وقعت عشية عيد الميلاد المجيد العام الماضي إلي فضيلة المفتي شملت الاجراءات الأمنية مداخل ومخارج مدينة نجع حمادي وخاصة منطقة ساحل نجع حمادي التي بها أسرة الكموني ومحل العطارة الذي يملكه والده وأشقاؤه وحالة الارتياح التي شهدتها المدينة بين جميع سكانها مسلمين ومسيحيين وخاصة أسر الضحايا السبع أعادت للمدينة طبيعتها الحقيقية نظرا للتعايش السلمي الذي عرفته المدينة طوال السنوات الماضية بين المسلمين والمسيحيين والذي لم يعكر صفوه إلا هذه الحادثة الغادرة. ويحسب للجهات الأمنية بمدينة نجع حمادي برئاسة العميد عبدالحكيم العلكي مأمور مركز نجع حمادي والمقدم هيثم عطا رئيس وحدة مباحث قطاع شمال الجهود التي بذلت قبل جلسة المحاكمة وبعدها. وقد رفضت أسرة الكموني الحديث سواء مع مراسلي الصحف أو القنوات الفضائية تعليقا علي حكم المحكمة بإحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتي. واستطاعت "المساء" إخراج شقيقه منتصر الكموني من حالة الصمت حيث قال: إحالة شقيقي الي هذه النوعية من المحاكم وضع حبل المشنقة في رقبته قبل النطق بالحكم. كما تحدثت "المساء" تليفونيا مع "ضحي" شقيقة الكموني الصغري التي قالت إنني أثق في عدالة القضاء المصري ولكن إحالة شقيقي إلي محكمة أمن الدولة العليا خطأ فادح فأخي لا يخضع لهذه المحاكم فهو معاق "بالرجل اليمني" كما أننا نعلم أن محاكم أمن الدولة لا تخضع للنقض وإعادة النظر في المحاكمة. كما علمت "المساء" أن زوجة الكموني الثانية والتي تزوجها دون إرادة أسرتها طلبت الطلاق قبل تنفيذ الحكم. كما علمت "المساء" أن أسرة أمين الشرطة أيمن حامد هاشم والذي لقي مصرعه في الحادث تفكر في مقاضاة المتهمين مدنيا أمام احدي المحاكم المدنية طبقا للشق المدني. كما قال شقيقه جمال حامد هاشم إنه هو وأسرته وبعض أسر الضحايا يفكرون في رفع دعوي ضد المتهمين وأسرهم بصرف النظر عن حكم اليوم أمام إحدي المحاكم للمطالبة بالتعويض المدني. كانت محكمة أمن الدولة العليا طواريء بقنا برئاسة المستشار محمد فهمي عبدالموجود وعضوية المستشارين محمود عبدالسلام ومعوض سيد وباجماع الآراء قررت إحالة أوراق القضية المتهم فيها محمد أحمد حسين الشهير بحمام الكموني بقتل 7 وإصابة 9 في إطلاق نار عشوائي بمدينة نجع حمادي ليلة عيد الميلاد المجيد مساء 6 يناير 2010 بمدينة نجع حمادي الي فضيلة المفتي وتحديد جلسة 20 فبراير القادم للنطق بالحكم علي المتهمين الثلاثة. شهدت المحكمة تواجد أعداد كبيرة من مندوبي الصحف المصرية والأجنبية ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية وتم اغلاق قاعة المحكمة في التاسعة صباحا وبدأ القاضي في نظر قضايا المخدرات والسلاح ورفع الجلسة للمداولة وفي الثانية عشرة ظهرا تم إيداع المتهمين الثلاثة قفص الاتهام وكان يبدو علي الكموني حالة من الخوف والفزع الشديد علي غير عادته في الجلسات السابقة وبعد دقيقتين فقط دخلت هيئة المحكمة وأصدرت حكمها وبسرعة مذهلة تم إخراج المتهمين من القفص وإيداعهم سجن ترحيلات المحكمة.