عقد اليوم بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية اعمال الاجتماع الثلاثي التشاوري بين الجامعة العربية والمفوضية الاوروبية والبرلمان العربي حيث ترأس الجانب العربي بالاجتماع سعادة احمد الجروان رئيس البرلمان العربي ،والسفير امنية طه مدير إدارة أوروبا والتعاون العربي الأوروبي،ومشاركة السفير هشام يوسف مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية ،وشارك من الجانب الاوروبي كريستيان برجيه مدير إدارة شمال أفريقيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وإيران والعراق،و جيمس موريس رئيس وحدة البرامج الاقليمية لدول الجوار الجنوبي. وأكدت السفيرة امنية طه مدير ادارة اوروبا بالجامعة العربية ان هذا الاجتماع يأتي للتحضير لاجتماع كبار المسؤولين من الجانبين العربي والاوروبي الذي سيعقد في بروكسل الشهر القادم للبدء في تنفيذ مشروعات التعاون المتفق عليها في اعلان القاهرة الذي صدر عن الاجتماع الوزاري العربي الاوروبي الاخير الذي عقد شهر نوفمبر الماضي ،موضحة ان هذا الاعلان نص علي تعميق التعاون في مجالات عدة من بينها التعاون بين البرلمانيين العرب ونظرائهم الاوروبيين ،والتعاون في مجالات تمكين المرأة وحقوق الانسان والطاقة والتبادل الدبلوماسي ومراقبة الانتخابات والمجتمع المدني. واشارت طه الي ان اجتماع اليوم ضم جميع الشركاء الفاعلين في المجتمع من ممثلي الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات مثل مؤسسة الاممالمتحدة للمساواة بين الجنسين ،والمؤسسة الدولية للديمقراطية.ومنظمة المرأة العربية،والبرلمان العربي. واوضحت طه انه في اطار التعاون المشترك يتم التحضير لعدد من المشروعات للتوقيع عليها من الجانبين العربي والاوروبي ،منوهة في هذا الاطار بالمشروع الذي اسسته ومولته مفوضية الاتحاد الاوروبي بالجامعة العربية لنظام الانذار المبكر. واضافت طه ان مكتب الاتصال العربي الاوروبي في مالطا يناط به ايضا مهمة تدريب الدبوماسيين،وتبادل الخبرات بين الجانبين،فضلا عن بلورة مشاريع تعاون عديدة ستبدأ بالتدريب الدبلوماسي وتمكين المرأة. وقالت ان الجامعة العربية وجهت رسالة خلال اجتماع اليوم ارتكزت علي الترسيخ للتعاون المؤسسي بين الجانبين العربي والاوروبي،وان الاتحاد الاوروبي هو شريك اساسي للجامعة العربية في العديد من المجالات منها السياسية حيث تم الاتفاق بين الامين العام للجامعة العربية دكتور نبيل العربي والسيد هيرمان فان رومبي رئيس الاتحاد الاوروبي علي رفع مستوي التعاون من المستوي الوزاري الي مستوي القمة حتي يكون الرؤساء والقادة من الجانبين مشاركين بشكل اكثر فاعلية في تنفيذ ما تتوصل اليه هذه الاجتماع. واكد الجروان اهمية هذا الاجتماع كونه يهدف الي دعم وتعزيز التعاون العربي الأوروبي من خلال تفعيل الإعلان الصادر عن الاجتماع الوزاري الثاني لجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي الذي عقد شهر نوفمبر الماضي ،وما تضمنه هذا الاعلان من دعوة البرلمان العربي ونظيره الأوروبي إلي تعزيز التواصل بينهما من اجل تحقيق تطلعات شعوب المنطقتين في إرساء مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، إضافة إلي تعزيز الاحترام المتبادل والتسامح بين الشعوب المنتمية لثقافات وديانات وأعراق مختلفة . واستعرض الجروان في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع نبذة موجزة عن البرلمان العربي الذي جاء إنشاؤه بناء على قرار القمة العربية التى عقدت في العاصمة الأردنية عمان عام 2001 حيث كلفت القمة الأمين العام لجامعة الدول العربية باتخاذ الخطوات اللازمة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك "جامعة الدول العربية"، حيث قدم عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية في القمة العربية التى عقدت في تونس عام 2004 مجموعة من المبادرات كان من بينها إنشاء برلمان عربي يقوم على مبدأ الشورى وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار كأساس للتطور الديمقراطي والعمل على توثيق الروابط التى تجمع بين شعوب الأمة العربية، وتحقيق آمالها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان ومد جسور التعاون مع البرلمانات العربية والدولية والإقليمية. واضاف الجروان أنه في القمة العربية التى عقدت في الجزائر عام 2005 تمت الموافقة على قيام البرلمان العربي الانتقالي لمدة خمس سنوات يتم تمديدها لمدة سنتين كما تم تعديل ميثاق جامعة الدول العربية بإضافة مادة جديدة (المادة 19) إلى الميثاق تنص على "إنشاء برلمان عربي في اطار جامعة الدول العربية ويحدد نظامه الأساسي تشكيله ومهامه واختصاصاته". واوضح الجروان أن النظام النظام الأساسي للبرلمان العربي الانتقالي حدد أهدافه واختصاصاته في العمل على تعزيز العلاقات العربية العربية، وإيلاء الاهتمام بالتحديات التي تواجه الوطن العربي وعملية التنمية فيه خاصة في المجالات الاقتصادية والتشريعية والتكامل الاقتصادي، وإقامة علاقات تعاون مع الاتحادات البرلمانية والبرلمانات العربية والإقليمية والدولية وبما يخدم مصالح الأمة العربية والأمن والسلم والاستقرار في المنطقة. واضاف الجروان أنه في القمة العربية التى عقدت في بغداد مارس الماضي، تم إقرار النظام الأساسي للبرلمان العربي الدائم. ولفت الجروان الي ان النظام الأساسي للبرلمان العربي الدائم حرص على الارتقاء بالتجمع الشعبي ممثلا في البرلمان العربي باعتباره يشكل الجناح التشريعي لجامعة الدول العربية وذلك من خلال:تكريس مبدأ الانتخاب المباشر لأعضاء البرلمان العربي الدائم وإجازة الانتخاب غير المباشر على وجه الاستثناء لكي يظل الأساس هو الانتخاب المباشر على غرار البرلمان الأوروبي،والعمل علي اسناد اختصاصات رقابية وسياسية وتشريعية ومالية للبرلمان العربي. وشدد الجروان علي ان عضو البرلمان العربي يمثل الأمة العربية بأسرها ويمارس مهامه واختصاصاته بحرية واستقلال ولا يتلقى تعليمات من أى جهة،كما يتمتع عضو البرلمان العربي بالحصانات والامتيازات في إقليم كل دولة عضو في الجامعة العربية،فضلا عن مدة الفصل التشريعي أي المدة النيابية للبرلمان أربعة سنوات تبدأ في شهر اكتوبر من كل عام وتنتهي في شهر يونيو من العام التالي. وأكد الجروان أن المبادئ والأهداف التى حددها النظام الأساسي للبرلمان العربي تشكل نقلة نوعية في العمل البرلماني العربي المشترك،ويأتي ذلك انطلاقا من إيمان الشعوب العربية بانتمائها مع الشعوب الأوروبية في دائرة حضارية وثقافية متنوعة، ومن عمق العلاقات التاريخية التى تربط أوروبا بالعالم العربي، ورغبة من البرلمان العربي في بناء آليات للتعاون والحوار المثمر مع الاتحاد الاوروبي بهدف تقوية الروابط والعلاقات مع اوروبا والبرلمان الاوروبي وأن يكون ذلك في إطار من احترام القانون وتعزيز حقوق الانسان وتمكين المرأة من المشاركة الفعالة في كافة المجالات . واقترح الجروان ابرام مذكرة تفاهم بين البرلمان العربي البرلمان الأوروبي من اجل تنسيق المواقف وتعزيز آفاق التعاون في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة لشعوب المنطقتين. واشار الجروان الي أن البرلمان العربي الانتقالي قام بجهود حثيثة نحو تعزيز وتوثيق العلاقات مع البرلمان الأوروبي حيث قام وفد رفيع المستوى من البرلمان العربي الانتقالي برئاسة على سالم الدقباسي الرئيس السابق للبرلمان بالمشاركة في اجتماع الوفد البرلماني العربي مع الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية التي عقدت 16نوفمبر 2011، في مدينة ستراسبورج بفرنسا، لافتا الي ان كلمة البرلمان العربي كانت عن "وجهة نظر البرلمان العربي حول تحديات التعاون البرلماني استجابة للتطلعات الديمقراطية لشعوب الوطن العربي"وقد أعربت المجموعة السياسية لتحالف الليبرالية والديمقراطية من أجل أوروبا عن رغبتها في تعزيز التعاون المستقبلي مع البرلمان العربي الذي وصفه رئيس البرلمان الأوروبي "بالشريك الجديد وممثلا لجامعة الدول العربية على المستوى البرلماني". واعرب الجروان عن أمله في أن يمثل هذا الاجتماع خطوة هامة نحو تعزيز علاقات اوثق مع الاتحاد الاوروبي والبرلمان الأوروبي.