آه من فراق الأحباب فكل يوم لنا ميت نحي بذكره آثار موتانا.. وكل ابن انثي وان طالت سلامته علي آله حدباء محمول.. لم تكن هناك مصيبة وقعت علي المسلمين أكبر من موت رسول الله صلي الله عليه وسلم.. الله خلقنا وله حكمة في خلق البشر يعلمها وحده لم يطلع أحدا علي علمه واحتفظ بسره في أم الكتاب.. لم يقصد أن يشقينا أو يكدر علينا في أحبائنا لكن نحن البشر لنا مشاعر بين جوانحنا وهي الأفئدة.. نشقي بالحب ونتعذب به وما أصعب الفراق علي قلب بني آدم.. فقد الحبيب له لدعه ولوعه لا يحسها إلا حبيبه عند الممات.. ارتحل أخي وحبيبي وأبي الذي رباني بعد أبي إن المربي الفاضل محمد إسماعيل كما كان يطلق عليه تلاميذه الذي رباهم وصاروا قادة وعلماء ومفكرين حملوا راية التنوير.. كان طويل القيام بالليل.. كثيرا في النهار صيامه.. ما كان يبدل القرآن بالغناء ولا البكاء من خشية الله بالحداء ولا بالصيام شرب الحرام.. كانت غضيضة عن الشرعيتين ثقيلة علي الباطل رجليه.. منحيه صلبه علي أجزاء القرآن.. كلما مر بآية ذكر فيها الجنة بكي شوقا إليها.. وإذا مر بآية من آيات الله ذكر فيها النار شهق شهقة كأن ذفير جهنم بين أذنيه.. أكلت الأرض من ركبته وأيديه وأنفه وجبهته من طول القيام وكثرة السجود.. اللهم اغفر له وباعد بينه وبين النار فكم اعتمد علي يديه راكعا وساجدا.. أخي لا أذكيك علي الله.. جبت أنحاء مصر تعلم وتصوب وأشهد أنك أديت الأمانة ولم تبدد وحافظت وسددت. خبراتك سابقات اللهم اجعله في ميزان حسناتك.. وحياتي سرت كشريط أمام عيني فكلما تذكرت أيامنا كأن خنجرا يغوص في أحشائي "آه من الفراق شيء لا يطاق.. ولكن الذي اسعدني أنه أدي الأمانة ولم يسع إلي الهدم فكان بناء وخير بنياته العقول التي ساعدت في بناء وطن إن معلمي ومعلم أجيال شهدوا له فكان تلاميذه الذين رباهم هم أبناءه التفوا حوله في مماته كما كان يلفهم حوله في ساحة الدرس يعلمهم ويربيهم.. اللهم يارب العباد ويا خالق كل شيء في الأرض والسماء ارحمه وارحم كل مسلم شهد بوحدانيتك وتجاوز عن خطاياه جزاء بما أعطي وصبر علي البلاء إنك أنت المولي وإنا لله وإنا إليه راجعون.