منذ عام 1912 والشائعات تنتشر حول علاقة مصر بليبيا ففي سنة 1911 قررت ايطاليا غزو ليبيا أسوة بفرنسا التي احتلت تونس والجزائر وفي طريقها لاحتلال المغرب.. وبريطانيا التي احتلت مصر. ولهذا أرسلت إلي تركيا تخطرها برغبتها في احتلال ليبيا وفصلها عن الدولة العثمانية.. وحققت ما أرادت واحتلت ليبيا. وفي هذا الوقت انتشرت شائعة بأن ملك إيطاليا اتفق مع البرنس أحمد فؤاد "الملك فؤاد" علي ان يتولي عرش ليبيا.. وكانت هذه الشائعات قوية لدرجة ان الصحف الفرنسية أكدتها.. ولكن البرنس أحمد فؤاد نشر تكذيبا في 10 يناير سنة 1912 بأن هذه الشائعات غير صحيحة. وتكررت هذه الشائعات مع الحرب العالمية الثانية ويقول حسن يوسف وكيل ديوان الملك فاروق في كتابه "القصر" ان السفير البريطاني في القاهرة كان يخشي ان يكون لمصر مطامع اقليمية في ليبيا مقابل اشتراكها في الحرب.. وكان هذا الاعتقاد سببا في اعتراضه علي اعلان مصر الحرب علي دول المحور!! وقال أيضا إن حسن باشا نشأت سفير مصر في انجلترا طوال فترة الحرب العالمية الثانية.. أخطره بأن مسألة ضم اجزاء من ليبيا إلي الأراضي المصرية كانت فعلا موضع بحث مع وزير الخارجية البريطانية ضمن المزايا والاغراءات التي كانت انجلترا مستعدة لتقديمها لمصر اذا هي اشتركت في الحرب ضد ايطاليا.. وعندما عاد نشأت باشا إلي مصر في شتاء عام 1942 عرض الفكرة علي النحاس باشا رئيس الوزراء كما اشار اليها في احدي مقابلاته مع الملك فاروق ولكنه لم يجد آذانا صاغية. وفي بداية السبعينيات جرت محاولات لوحدة شاملة بين مصر وليبيا.. وكان القذافي يتوق شوقا لها بينما كان الرئيس الراحل أنور السادات متحفظا بل رافضا ولهذا ارسل القذافي حشدا كبيرا من أفراد الشعب ساروا إلي مصر طلبا لهذه الوحدة.. الا ان مصر أصرت علي الرفض.. رغم كل ما نشر حول هذه الوحدة في الصحف العربية. حدث هذا منذ سنوات طويلة.. ويبدو ان هذه الشائعات تكررت مرة أخري خلال الأيام السابقة فقد نشرت احدي الصحف العربية تصريحا نسبته لرئيس الوزراء المصري بشأن حقوق مصرية في اقليم برقة شرق ليبيا وفي النفط الليبي.. ولهذا استوضحت الحكومة الليبية من سفير مصر في ليبيا حول حقيقة هذه التصريحات .. وقد نفاها تماما فهناك علاقات تعاون وثيقة تربط بين البلدين حكومة وشعبا وانهما يشاركان في علاقات متينة. والواضح ان هذه التصريحات قد تم دسها وتداولتها احدي الصحف العربية.. وفي اطار العلاقات العميقة فإن من العبث النظر إلي هذه العلاقات من خلال أخبار صحفية مغلوطة لا أساس لها.. وهي كاذبة أولا وأخيرا وهكذا يتكرر السيناريو.. الأول كان في سنة 1912 عندما نشر الملك فؤاد تكذيبا والثاني ما حدث في الأيام الماضية. ودائما وراء الشائعات من يريدون العبث في العلاقات بين الدول والعمل علي إحداث الوقيعة والفرقة.