أصدر فاروق حسني قراراً بالاستيلاء علي العقار رقم 8 بحارة قرمز بقسم الجمالية. التابع لمحافظة القاهرة. تمهيدا للبدء في اتخاذ إجراءات نزع الملكية. قرار وزير الثقافة يهدف الي ادخال البيت الذي ولد فيه نجيب محفوظ تحت مظلة قانون حماية الآثار. باعتبار أنه البيت الذي ولد. وعاش فيه. محفوظ فترة من حياته. فهو إذن يمثل حقبة مهمة من تاريخنا المعاصر. البيت في قرار الوزير عبارة عن مبني حجري قديم. يجاور اثارا اسلامية مهمة. مثل قصر بشتاك. ومسجد الامير مثقال. وقبة الشيخ سنان. وبيت القاضي. ومسجد مامامي. وقاعة محب الدين. والمدرسة الظاهرية. لقد امضي نجيب محفوظ سبع سنوات في بيت الطفولة. ثم انتقلت اسرتة الي البيت رقم 10 شارع رضوان شكري المتفرع من احمد سعيد. وهو البيت الذي ظل فيه سني شبابه وكهولته. تزوج بعد الاربعين. فلم يهجره الا عندما انتقل بعد الزواج الي بيت شارع النيل. والذي ظل فيه حتي اخر ايامه. ولان محفوظ كان يحرص بروح الموظف في أعماقه أن يكون كل شئ في موضعه. فلا تغيرات حادة. ولاتنقلات تبعده عن النظام الذي كان يألفه. فقد رفض السفر كما تعلم خارج مصر. عدا الرحلتين الرسميتين الي يوغوسلافيا واليمن. حتي رحلته الي استوكهلم ليتسلم جائزة نوبل. سافرت ابنتاه أم كلثوم وفاطمة لتسلم الجائزة بدلا منه. ولا يخلو من دلالة أن جواز سفره كان منتهيا. حين نصحه الأطباء بضرورة السفر الي لندن للعلاج من عارض صحي. واستخرجت له وزارة الداخلية جواز سفر جديدا. تسلمه بمزيد الاحترام من ضابط عظيم بالوزارة. رفض محفوظ كذلك تبديل عنوان مراسلاته. فظل رضوان شكري. وظلت زيارة البيت لقضاء يوم الجمعة من كل اسبوع مع الأحياء من افراد اسرته طقسا ثابتا. حتي خلا البيت من ساكنيه تماما. وأزيل فيما بعد ليبني في موضعه بيت آخر .. ونقل محفوظ عنوان البيت الذي كان يقطنه لسنوات. واذا كنا نشيد بحرص وزارة الثقافة علي كل مايتصل بحياة نجيب محفوظ وأدبه. فإننا نأمل أن تمتد الاشادة. حيث يقرر فاروق حسني اعتبار بيت بيرم التونسي في 10 شارع حلاوة ببحري. أثرا يجب الحفاظ عليه. حتي بيت سيد درويش بكوم الدكة الذي قوضه الاهمال واللامبالاة. تستطيع الوزارة ان تميز المتبقي منه. أو حتي موضعه. بما يدفع محبي الفنان الراحل الي التردد علي المكان الذي ولد فيه. ونشأ. وشهد معظم أعوام سيرته الحياتية والفنية. ليكن تحويل بيت طفولة نجيب محفوظ انطلاقة مطلوبة للحفاظ علي كل مايتصل بحياة المشاعل من أدبائنا وشعرائنا ومفكرينا وفنانينا. إنهم تكوينات مهمة في تاريخ هذا الوطن.