نواب مجلس الشعب اختلفوا حول قضية تحويل المقطورات إلي تريلات في موعد أقصاه 31 أغسطس .2012 و34 ألف مقطورة في مصر تنقل 400 مليون طن سنوياً من البضائع. حالياً أزمة كبيرة ويقولون إن تحويل المقطورات إلي تريلات سيمثل كارثة وخراب بيوت لأصحاب المقطورات الذين يمكن أن يتحولوا إلي إرهابيين لمقاومة هذا القرار. والحكومة تصر علي تنفيذ هذا القرار لحماية المواطنين من حوادث المقطورات القاتلة. وللتخفيف من الضغط علي الطرق. وفي الحقيقة فإن القضية لا تتعلق بالمقطورات أو التريلات لتقليل حوادث الطرق القاتلة. فهي قضية جهل واستهتار بكل طرق وقواعد القيادة. وقضية ضعف رقابة مرورية علي الطرق الزراعية والصحراوية أتاحت لقائدي سيارات النقل الاستهتار والرعونة في القيادة والتسبب في الحوادث. وهي أيضاً قضية عدم صلاحية عدد كبير من قائدي هذه السيارات للقيادة. فهم إما يتعاطون المخدرات ويقودون السيارات تحت تأثيرها. وإما لا ثقافة ولا تعليم لديهم. فتحولوا إلي فتوات يثيرون الرعب والذعر علي الطريق. وعدد قليل منهم هو من يلتزم بتعاليم القيادة السليمة ويقود سيارته النقل في المسار الأيمن وبالسرعة المحددة. وقبل عدة أيام كان سائق نقل يقود سيارته بسرعة وفقد السيطرة عليها واصطدم بأربع سيارات في الشرقية. ومات في الحادث ستة أشخاص وأصيب 19 آخرون. وفي نفس اليوم. اصطدمت سيارة نصف نقل بسيارة نقل في الشرقية أيضاً ومات عشرة أطفال وأصيب 20. وفي مركز بلبيس اصطدمت سيارة نقل محملة بالرمال بسيارة نصف نقل ومات 22 شخصاً. وهي حوادث تعكس وتؤكد حقيقة واحدة وهي أن الرقابة المرورية شبه غائبة في المحافظات وخاصة في الطرق الفرعية. وحيث لا يوجد عسكري مرور واحد يراقب أو يتابع أو في مقدوره السيطرة علي عشرات الصبية الذين يقودون جرارات زراعية دون رخص قيادة ويثيرون ارتباكاً مرورياً هائلاً إلي جانب مئات من سيارات التوك توك التي حولت مراكز وقري المحافظات إلي سيرك وثعابين تتلوي. وفوضي ما بعدها فوضي. وبلطجية في كل مكان لا يعرفون شيئاً عن آداب القيادة وعن قواعد المرور..! والحل يكمن في لاظوغلي.. في وزارة الداخلية. فهي الجهة التي يمكن أن تعيد إلينا الأمن والأمان في الشارع وعلي الطرق السريعة. والحل يكمن في تغيير آلية وأسلوب المتابعة. والرقابة المرورية. فقد بح صوتنا ونحن نقول إن أسلوب الكمائن المرورية الثابتة لم يعد مجدياً في وقف التسيب المروري. فقادة السيارات يحذر كل منهم الآخر قبل الوصول إلي اللجنة المرورية بأضواء السيارات وبالاتصالات الهاتفية..! ولابد من وجود دورات مرورية متحركة تلاحق السيارات المخالفة. وتلزم سائقي النقل بالسير في المسار الأيمن. خاصة أثناء الليل. وحيث لا يوجد أي نوع من الرقابة المرورية وحيث الشارع تحت رحمة سائقي النقل يغلقون الطريق علي المسارين ويرهبون من يحاول العبور أو المرور بينهما.. والحل يكمن في دوارت تدريبية إجبارية مكثفة لقائدي سيارات النقل والميكروباص ونصف النقل لإعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً علي كيفية القيادة السليمة والمحافظة علي أرواح الآخرين. وعدم تجديد رخص القيادة دون الحصول علي هذه الدورات. إننا نواجه كارثة وطنية بكل المقاييس والأبعاد تتمثل في انفلات مروري هائل ليس له حدود. وفي رغبة عارمة لدي الناس في الاستهتار بكل القواعد والقوانين المرورية. وفي مستوي أخلاقي أصبح متدنياً للغاية يسود الشارع. حيث لا احترام لكبير ولا ذوق في المعاملة ولا إدراك للصح من الخطأ.. إن الجدال الدائر حول تحويل المقطورات إلي تريلات للحد من الحوادث المرورية لن يحل وحده المشكلة المزمنة. وهي مشكلة انضباط مروري أصبح صعباً للغاية تحقيقه. لأنه يبدأ وينتهي بالناس وسلوكياتهم.. والسلوكيات الجميلة أصبحت أيضاً من ذكريات الماضي..!! ** ملحوظة أخيرة: أخي صفوت أبوطالب.. وداعاً