أصدر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قراراً بترقية اسم أمين الشرطة الشهيد محمد محمد محمود هاشم إلي درجة الأمين ممتاز والمجند ياسر محمد إلي الدرجة الأعلي ومنحهما معاش الشهيد كل في درجته وشمول أسرتيهما بالكامل الرعاية الصحية والاجتماعية وتحمل المصروفات الدراسية لأولادهما حتي الانتهاء من مراحل الدراسة. كان اللواء محمد إبراهيم قد أصدر قراراً بتشييع جثماني الشهيدين في جنازة عسكرية من مسقط رأسيهما في محافظتي قناوسوهاج بحضور قيادات الأمن من المحافظتين تعبيراً لإخلاصهما وتفانيهما في العمل. شهدت مدينة نجع حمادي جنازة شعبية وعسكرية مهيبة للشهيد محمد هاشم الذي استشهد مع زميله المجند ياسر محمد عبداللطيف من مركز المنشأة بسوهاج في تبادل إطلاق النار مع تشكيل عصابي للسرقة بالاكراه علي الطريق الصحراوي الغربي بنجع حمادي. تقدم اللواء عادل لبيب محافظ قنا واللواء عطية مزروع مساعد أول وزير الداخلية لجنوب الصعيد واللواء صلاح مزيد مدير أمن قنا والآلاف من أبناء المدينة وأهالي الشهيد وزملاءه من أمناء الشرطة ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وسارت الجنازة في شوارع مدينة نجع حمادي وسط تهليل وتكبير المشيعين الذين رددوا "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله". تم نقل الجثمان لمثواه الأخير بمدافن الأسرة بقرية القصر حيث شارك الآلاف من أبناء القرية والقري المجاورة في الجنازة. قرر اللواء عادل لبيب محافظ قنا صرف إعانة عاجلة مبلغ 10 آلاف جنيه لأسرتي الشهيدين. قال والد الشهيد إن محمد ابني الأصغر وله ابنة وحيدة اسمها ندي عمرها 3 سنوات وعند مغادرته للمنزل أخبرني أنه سيبيت الليلة في كمين بنجع حمادي ولن يحضر في الصباح بعد انتهاء عمله لأنه سيذهب إلي الجامعة بقنا للحصول علي المحاضرات حيث إنه يدرس بكلية الحقوق ولم ندر أنه لن يعود أبدا ومصيبتنا الآن في نجلته التي تنتظره أمام الباب مثل كل يوم. كما شيع الآلاف من أهالي مركز ومدينة المنشأة بسوهاج جثمان الشهيد ياسر عبداللطيف محمد في جنازة عسكرية مهيبة بحضور اللواء محسن الجندي مساعد الوزير مدير أمن سوهاج وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية ورجال الشرطة حيث خرج رجال وشباب وشيوخ المدينة عن بكرة أبيهم في وداع الشهيد من مسجد محمد صديق المنشاوي بمدينة المنشأة إلي مثواه الأخير بمقابر العائلة وقد اتشحت المدينة بالسواد وارتدت عباءة الأحزان حزنا علي فقدان أحد أبنائها الأبرار. كان خبر وفاة الشهيد ياسر قد وصل لأهله وأسرته التي ظلت لساعات غير مصدقة خاصة أنه قد قضي معهم قبل الحادث بيوم إجازة كان قد حصل عليها وكأنها الرحلة أو الإجازة الأخيرة والتي ودع فيها ياسر علي غير عادته أسرته المكونة من والدته الحاجة أم أحمد وأشقائه الستة أما والده فقد سبقه إلي دار الحق حيث توفي منذ فترة فكان وداعه للأسرة في تلك المرة خاصة والدته وداعاً حاراً وكأن قلبها يشعر أنها المرة الأخيرة التي ستري فيها ياسر كما قال أحد أشقاء الشهيد بأن والدته أوصت ياسر كثيرا وقالت له يا بني خللي بالك من نفسك ولكن الرد من الشهيد جاء بسرعة قائلا "يا أمي لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". أشقاء ياسر الستة سيطر عليهم الحزن بل انهمرت الدموع من عيونهم علي فقدانه أما والدته فكان الخبر بمثابة الصدمة وتقول قلبي حدثني بأن شيئا ما سيحدث لياسر وتردد "يارب صبرني" بينما أحد أشقائه ذكر بأن الشهيد ياسر غير المتزوج أو مرتبط كان جالساً أول أمس معهم يضحك ويلعب وأن أصدقاءه وجيرانه زاروه أثناء الإجازة لأن الجميع كان يحبه لدماثة خلقه وقلبه الطيب يداعب الكل الصغير و الكبير. وقعت الحادثة مع شروق شمس صباح أمس أثناء قيام الشهيدين بتمشيط الطريق الصحراوي الغربي قنا نجع حمادي حيث فوجئا بسيارة ربع نقل بدون لوحات معدنية يستقلها شخصان وعند استيقافهما بادرا بإطلاق النار علي سيارة الشرطة فاستشهد أمين شرطة ومجند بينما نجا مخبر ومجند. تمكن الجناة من الاستيلاء علي سيارة الشرطة وفرا هاربين. قامت أجهزة الأمن بالدفع بعدد من المجموعات القتالية والأمن المركزي لمنطقة الحادث حيث تمكنت قوة قادها النقيب مصطفي بكري معاون المباحث من ملاحقة سيارة الشرطة التي اختطفها الجناة وتبادل اطلاق النار معهم وتم القبض علي المتهم الأول ويدعي سيد عوض من قرية السمطا بدشنا بعد اصابته بطلق ناري في الساق وتبين أنه سبق اتهامه في قضية سرقة بالإكراه وعثر بداخل السيارة علي 4 خزينة سلاح ناري ملك الجناة فيما تمكن المتهم الآخر من الهروب وتبين أنه يدعي منصور محمد من قرية السمطا بدشنا. تولي طاهر عبدالله مدير نيابة نجع حمادي التحقيق وصرح بدفن الجثتين بعد انتداب الطبيب الشرعي وأمر بسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة وضبط واحضار المتهم الهارب.