د. زبيدة عطا أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة حلوان خبيرة الملف اليهودي ولها مؤلفات عديدة حول التاريخ اليهودي في الشرق الأوسط من الناحيتين الاجتماعية والسياسية منها كتاب "يهود مصر التاريخ السياسي" و"يهود العالم العربي دعاوي الاضطهاد". "المساء الأسبوعية" التقت بها بعد التصريحات المفاجئة التي أعلنها د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشوري حول عودة اليهود الإسرائيليين لمصر.* في البداية سألناها: ما تعليقك علي الرسالة التي وجهها د. عصام العريان القيادي بحزب الحرية والعدالة بشأن عودة اليهود المصريين في إسرائيل؟ ** الغريب ان د. عصام العريان حدد في تصريحه ورسالته اليهود المصريين بإسرائيل ولم يقل اليهود بالخارج وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام.. وهل من المنطقي أن يأتي حل القضية الفلسطينية علي حسابنا وندفع نحن الثمن؟! وغير صحيح ما قاله بأن عبدالناصر قام بتهجيرهم فهم خرجوا بإرادتهم. * وما صدي هذه التصريحات؟ ** بالطبع كان رد الفعل سريعا من الحكومة الإسرائيلية وترجمت هذه التصريحات الي تعويضات قدرتها ب 30 مليار دولار في الوقت الذي نقترض فيه من صندوق النقد الدولي 3 مليارات دولار فهل يعقل مطالبه الشعب المصري بسداد فاتورة لليهود الذين تركوا مصر بإرادتهم ودون إجبار من أحد وخرجوا بأختام نهائية علي جوازات سفرهم لأنهم ليسوا مصريين لا يحملون الجنسية المصرية. * هل هناك وثائق تكشف عن ذلك؟ ** هناك العديد من الوثائق بدار الوثائق المصرية التي تثبت أن اليهود الذين عاشوا في مصر باعوا ممتلكاتهم وقبضوا ثمنها وأخذوا المقابل المادي لها وهاجروا الي اسرائيل بمحض ارادتهم وغيرها من دول العالم. * ما سبب انتقادك لمثل هذه التصريحات وكيف تفسرينها من وجهة نظرك كمتخصصة؟ ** أشك أن هناك شبهة صفقة بين الإخوان وإسرائيل بمباركة أمريكا وتطبيخ مع إسرائيل والسؤال لماذا لم يطالب العريان بحق الأسري المصريين عام 67 الذين اغتيلوا علي يد الإسرائيليين بعد ان أمروهم بحفر مقابرهم بأيديهم ثم أطلقوا عليهم النار ليسقطوا ويدفنوا بها رغم أن القانون ينص علي حسن معاملة الأسري إذن لماذا لم يطالب بدوره بتعويضات للشهداء المصريين رغم ان اليسار الإسرائيلي طالب بمحاسبة قتلي هؤلاء الأسري وهي مشكلة اثيرت عام 2000 في الصحافتين المصرية والإسرائيلية. * هل ترين أمورا متناقضة في هذا الشأن؟ ** بالطبع لماذا نسمح لليهود بحق العودة لمصر واسرائيل لم توافق علي حق العودة للفلسطينيين وهي كل يوم تتبني سياسات لتهويد القدس وطرد الفلسطينيين من بيوتهم بكل الحيل المعلومة والمستترة. * سياسة الكيان الصهيوني لا تتغير ما تعليقك؟ ** في أوائل القرن الماضي حدث خلاف علي منطقة حارة المغاربة وزعم اليهود أنها ملك لهم لكن العرب اعترضوا ولجأوا للتحكيم الدولي الذي أثبت أنها ملك للعرب وبقدرة قادر اغتصبها اليهود مرة أخري منذ عام 1967 وقاموا ببناء منشآتهم بها بكل جرأة والمتتبع لتاريخ اليهود في العشرينيات والثلاثينيات الذين عاشوا في مصر نجد أن الكثير منهم لم يحرص علي الحصول علي الجنسية المصرية حتي يتمتعون بالامتيازات الأجنبية وتحديد عام ..1929 حيث كانت المحاكم المختلطة والامتيازات التي يحصل عليها الأجانب دون المصريين لكن بمرور السنوات وتحديدا عام 1947 ومع صدور قانون الشركات المنظمة لعملها أعلنت الشركات المصرية ضرورة ان يكون العاملون بها مصريين فبعضهم سعي للحصول علي الجنسية لضمان فرص عمل لهذه الشركات والبعض الآخر هاجر الي المستوطنات بفلسطين خاصة بعد ان تم الاعتراف بدولة اسرائيل وإلغاء المحاكم المختلطة بسبب تواجد بعضهم بمصر بدأوا التعاون مع اسرائيل وتغلغل الموساد في مصر والتاريخ لا ينسي ان عددا كبيرا من أثرياء اليهود المصريين تبرعوا لإقامة الوطن الإسرائيلي حتي أن الصحف اليهودية التي كانت تصدر في مصر آنذاك كالكيم والشمس كانت تدعو اليهود المصريين للمساهمة في شراء الأراضي لإقامة دولة اسرائيل والتبرع للصندوق القومي الإسرائيلي من بين هؤلاء الأثرياء أو قيدا سالم من أكبر المتبرعين من يهود مصر لصالح الصندوق القومي الإسرائيلي وهؤلاء حاربونا في 1956 و1967 و..1973 هل أعداء الأمس تفتح لهم الباب لكي يحققوا أطماعهم الاستيطانية. * كيف ترين المخطط الصهيوني للاستيطان؟ ** هناك مخطط قديم يتجدد كل فترة واسرائيل لن تتوقف تسير نحو مخططها وأطماعها خارج فلسطين وتسعي للسيطرة علي الشرق الأوسط وتحقيق لم الدولة اليهودية الخالصة فهي دائما ما تري ان غزة تضييق بسكانها الفلسطينيين الذين يتضاعف أعدادهم وتحاول الدفع بهم تجاه مصر بل وتحاول الضغط علي الحكومة المصرية لقبول ان تعطي لهم جزء من سيناء مساحته كيلو متر لسكان غزة ليستوطن بها الفلسطينيين مقابل حصولنا علي شريط ضيق في صحراء النقب طوله 200 كيلو متر بالأردن وبذلك تسعي اسرائيل لتجد وطنا لأبناء فلسطين وتحصل علي سيناء وتصل لها مياه نهر النيل وتجد طرقا سهلة للموارد التجارية ووافق الأردن وفلسطين وأمريكا إلا أن النظام السابق رفض ذلك وبشدة ليأتي الإخوان حاليا يلبون الأهداف الإسرائيلية ويقدمونها لهم علي طبق من فضة وعموما اليهود لن يأتوا لمصر ولكن سيطالبون بالتعويضات. * ماذا عن الوضع في سيناء حاليا؟ ** الوضع في غاية التوتر والسوء خاصة ما تردده اسرائيل من أن مصر غير قادرة علي حماية سيناء وان الارهابيين ينتشرون فيها ويسيطرون عليها وبات الأمر يتطلب التواجد الأمني المكثف هناك وعدم مجاملة أحد وعدم التغاضي عن شبر أرض في سيناء وحماية حدودها. * ماذا عن أعداد الأسر اليهودية التي تعيش هنا في مصر؟ ** هناك ما يقرب من 40 أسرة يعيشون في مصر يتمتعون بكامل حقوقهم ويمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية شأنهم شأن كل أسرة مصرية مسلمة أو مسيحية ولديهم معابدهم التي يتعبدون بها وإن كنت منذ عامين رفضت الاحتفال بإعادة ترميم معبد ابن ممون وهو طبيب أيام صلاح الدين الأيوبي وجد كل الاهتمام بين المسلمين وكفلوا له الحماية وبعد ذلك سب في الإسلام والمسلمين فاستنكرت الاحتفال بمعبده وإعادة ترميمه في وقت تنهك فيه آثارنا الإسلامية بالقدس. * ماذا عن الوثائق الخاصة باليهود الموجودين في المجمع العلمي؟ ** هناك وثائق الخبيرة الخاصة بمقابر اليهود ومنها مقبرة الموصيري وهي مستندات وآثار يهودية ملك لمصر فوجئنا بهم الآن وبعد تصريحات العريان يطالبون بها كما توجد خطابات وعقود زواج وعقود بيع وشراء خاصة بهم وتتعلق بكل ملامح حياتهم وبشهادة كارمن رئيسة الطائفة اليهودية ان كل ما هو موجود في المعابد اليهودية بمصر تراث مصر ملك لنا لا ينازعنا فيه أحد. لي كلمة أود أن أوجهها للدكتور عصام العريان هو وغيره: كفي تصريحات تدخلنا في متاهات وندفع ثمنها جميعا وعليه ان يتحمل نتيجة تصريحاته والكل يعلم ان ما يقوله غير صحيح بل إن الإخوان في الستينيات تم اتهامهم بحرق عدد من ممتلكات اليهود مثل شيكوريل وشركة الإعلانات الشرقية ووقتها طالبوا بمقاطعة المحلات والسلع اليهودية ما هي المحبة المفاجئة والموقف المتغير غير المفهوم الذي يشير الي أن هناك شكوكاً في وجود صفقة ويكفي ان أشير إلي أن القناة العاشرة الإسرائيلية وصفت العريان بالبطل.