عاشت الإسكندرية يوما تاريخيا للاستفتاء علي أول دستور مصري يطوق عرس الديمقراطية بعد ثورة يناير شهدت جميع المقرات الانتخابية علي مستوي المدينة إقبالا كبيرا من الأهالي من السابعة ونصف صباح أمس قبل بدء العمل باللجان وخاصة السيدات والطالبات. و شهدت اللجنة رقم 37 بالمدرسة الثانوية الصناعية بنات في منطقة مصطفي كامل مشادة بين الناخبات ورئيس اللجنة عندما تأخر الاقتراع لمدة نصف ساعة ثم خرج أحد الموظفين وطلب من السيدات المصطفات تبرع 3 بالمشاركة في تسيير العملية الانتخابية داخل اللجنة بدلا من الموظفات اللاتي تغيبن وعندما قبلت 3 سيدات المشاركة ثارت بعض الناخبات وطلبن من القاضي إخراجهن وعدم مشاركة أي شخص لم يرد اسمه في كشوف اللجنة العليا للانتخابات وبالفعل قبل القاضي ذلك وقام بإخراج السيدات المتطوعات وانتظم العمل داخل اللجنة. كما شهدت معظم اللجان الانتخابية ومراكز الاقتراع بشرق الإسكندرية اقبالا كثيفا من الناخبين علي الرغم من تأخر فتح هذه اللجان بسبب غياب القضاة وتأخرهم عن الوصول وهو ما فسره البعض بأن القضاة من خارج الإسكندرية ويأخذون وقتا لمعرفة أماكن اللجان التي يشرفون عليها. كان العشرات من المواطنين قد توافدوا علي مراكز الاقتراع في منطقة شرق الإسكندرية التي تضم عدة قري ومراكز تعد معاقل للتيار الديني بالإسكندرية وينتمي معظمهم إلي جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية. وفي لجان السيدات تعددت الشكاوي بمعظم هذه اللجان بسبب عدم قيام الموظفات بكتابة الرقمين الناقصين بالرقم القومي للناخب في الكشوف. وقامت الناخبات بقطع الطريق ومنع مرور السيارات وهتفن يسقط حكم المرشد حتي تدخلت اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات وأرسلت 3 قضاة لمساعدة القاضي المتواجد داخلها وبدأ العمل في حوالي الساعة السابعة مساء. وفي مدرسة سيد درويش منطقة محطة الرمل خرجت إحدي السيدات تصرخ وتقول إن القاضي المشرف علي لجنة رقم 3 بالمدرسة ليس قاضيا وانه يعمل رئيسا لإحدي الهيئات وانها تعرفت عليه. قام الشيخ أحمد المحلاوي بالإدلاء بصوتاه الانتخابي بإحدي المدارس بمنطقة كليوباترا وسط حراسة أمنية مشددة والتي رافقته حتي الانتهاء من عملية التصويت وعودته إلي منزله. بينما قام النائب السابق صبحي صالح الذي تم الاعتداء عليه قبل الاستفتاء بالادلاء بصوته بأحد مدارس منطقة سموحة متكئا علي عكاز وحول أحد ساقيه الجبس بدون وجود حراسة عليه ورفض التحدث لوسائل الإعلام بينما تخلف النائب السابق أبوالعز الحريري عن الادلاء بصوته لإصابته بكسور واستجابة لما نصح به الأطباء. وأكد في تصريح خاص ل "المساء" ان ظروفه الصحية منعته من حضور الاستفتاء وأن المدرسة التي كان المفترض الادلاء بصوته بها هي مدرسة أحمد رفعت الاعدادية منطقة محرم بك. استنكر عدد من الناخبين بمنطقة المنتزه شرق الإسكندرية قيام المنتمين للتيار الإسلامي من الدعوة السلفية وحزب النور بتوزيع منشورات علي الناخبين لحثهم علي التصويت ب "نعم". قام شباب حزب مصر القوية بالإسكندرية بجولات لرفض مسودة الدستور وذلك في إطار فعاليات حملة رفض مشروع الدستور التي ينظمها الحزب بالإسكندرية تنفيذا لقرار الحزب برفض الدستور. كما قام شباب الجبهة الحرة للتغيير السلمي بحث كافة المواطنين الشرفاء للتصويت ب "لا" علي دستور الإخوان. أما في غرب الإسكندرية فقد سيطرت حالة من الرعب علي الناخبين أثناء توافدهم إلي لجان الاقتراع بعدما نشبت اشتباكات طوال اليوم بالأسلحة البيضاء ما بين مؤيد ومعارض للاستفتاء الدستوري ولولا تدخل كبار السن لحدثت كارثة. أسيوط أحمد عمر ومحمود وجدي: سيطرت أجواء طائفية علي عملية الاستفتاء بمحافظة أسيوط وسجل ناشطون ملاحظات وشكاوي ومحاضر بشأن تجاوزات في كثير منها رغم الهدوء الأمني الذي ساد معظم اللجان. أبرز الأحداث كانت مصرع طفل برئ يعمل بحقل قريب من إحدي اللجان حينما جري اشتباك بالأسلحة النارية بين عائلتين بسبب الثأر فأصيب بعيار طائش أودي بحياته. وأدي الحادث إلي تأخر عمل لجنة مدرسة الهلال الأحمر بقرية جزيرة الحواتكة التابعة لمركز منفلوط حتي الساعة 12 ظهرا. وسجلت مراكز الشرطة ولجنة الانتخابات وقائع متعددة وتم القبض علي فتاة ذات حمار في لجنة 27 حاولت التصويت مرتين ببطاقتين وفضحها الحبر السري كما شكا نشطاء بحركة 6 أبريل من تلقيهم تهديدات رميا بالرصاص بسبب موقفهم المناهض لمسودة الدستور وحرر عضو الحركة بقرية عرب أبوكريم التابعة لمركز ديروط محضرا لمنعه من دخول لجنة الاستفتاء للإدلاء بصوته من قبل جماعات الإسلام السياسي وفي ديروط أيضا شكا أقباط من منعهم من التصويت أمام لجنة مد رسة ناجي حسين وشكا آخرون بمركز ساحل سليم من وقوف ملتحين مسلحين أمام لجان الاستفتاء لإرهابهم من الذهاب للتصويت. جنوبسيناء ناصر التوني: توافد المواطنون إلي اللجان الانتخابية منذ الصباح للاستفتاء علي الدستور بمدن جنوبسيناء وكانت هناك بعض التجاوزات لوجود دفترين غير مختومين يقدران بحوالي 100 ورقة داخل الصندوق الانتخابي. شمال سيناء- محمد سليم سلام قام اللواء السيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء تفقد لجان الاستفتاء علي الدستور بمدينتي رفح والشيخ زويد. المنصورة نادر عمارة وآمال طرابيه: شهدت بعض اللجان الانتخابية بمحافظة الدقهلية مواقف غريبة حيث قام المواطن أحمد رضا السيد "35 سنة" عامل بابتلاع بطاقة إبداء الرأي بنعم أو لا في المدرسة الاعدادية بقرية أبونبهان مركز ميت غمر وعلي اثرها قام المستشار رئيس اللجنة 19 التي شهدت الواقعة بعمل محضر رقم 28675 جنح مركز شرطة ميت غمر.و كما شهدت اللجنة 24 ومقرها مدرسة الأورمان الثانوية بلطخا قيام المواطن رجب حسن محمد "54 سنة" بتمزيق بطاقة إبداء الرأي تحرر له محضر رقم 8772 إداري طلخا. كما شهدت المدرسة الثانوية التجارية بصهرجت الكبري إطلاق نيران في الهواء بسبب مشادة كلامية بين ناخب وعسكري. وفي مدرسة محمد عبيد بقرية البجيلات مركز منية النصر اللجنة رقم 42 رفض القاضي إخراج الكارنيه أو البطاقة الشخصية ليؤكد للناخبين انه قاض و قام شابان بريطانيان بمراقبة سير الاستفتاء من خارج اللجان حيث لم يسمح لهما بدخول اللجان بمدينة المنصورة. سوهاج طه الهوي وهدي حسني: تسبب ضم اللجان الانتخابية في مشاكل بالجملة للناخبين الذين كان يطول انتظارهم لأكثر من ساعة في طابور الناخبين أمام اللجان الانتخابية الأمر الذي أفسد علي الناخبين فرحتهم في الاقبال الشديد الذي لم تشهده أية عملية انتخابية من قبل. طفت علي المشهد الانتخابي بعض السلبيات تمثلت في قيام عدد من رؤساء اللجان أداء الأعمال بصورة بطيئة نظرا لكثرة الأسماء في الكشوف الانتخابية أسوان عصمت توفيق وعادل عوض: شهد الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد بأسوان واقعة غريبة حينما أصرت محامية تدعي علا أ علي قراءة مسودة الدستور بالكامل داخل لجنة الانتخاب رقم 11 بمدرسة أبطال أكتوبر الابتدائية بمدينة أسوان قبل التصويت. وحينما طلب منها قاضي اللجنة سرعة الادلاء بصوتها حتي لا تتعطل باقي الناخبات أصرت علي موقفها وحدثت مشادة كلامية بينهما قام علي اثرها القاضي بوقف التصويت في اللجنة لبعض الوقت وحرر محضرا ضد المحامية بتهمة تعطيل سير الانتخابات. قام اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان المستقيل بتفقد غرفة عمليات المحافظة وبعض لجان الاستفتاء داخل مدينة أسوان للوقوف علي مدي استعدادها لاستقبال الناخبين لتهيئة الأجواء المناسبة للإدلاء بآرائهم في الدستور الجديد. الغربية علي أبودشيش: شهدت محافظة الغربية إقبالا كثيفا من قبل المواطنين للإدلاء بأصواتهم علي الاستفتاء علي الدستور وخاصة بعد الظهر إلي أن تم إغلاق اللجان في الحادية عشرة مساء مع تأخر بعض اللجان في العديد من القري إلي وقت متأخر حيث فتحت مراكز التصويت أبوابها أمام الناخبين منذ الثامنة من صباح أمس. وسط حضور القوات المسلحة لتزمين عملية الاستفتاء.