بعد توقف دام أربعين عاما. عاد المؤتمر الدولي السادس لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا والذي انطلقت أعماله أول أمس السبت وافتتحه د.محمد صابر عرب وزير الثقافة. د.حلمي الحديدي رئيس منظمة الشعوب الأفريقية والآسيوية. عليالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. بحضور الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر ورئيس اتحاد الكتاب العرب د.وليد عبدالناصر ممثلا عن محمد كامل عمرو وزير الخارجية. ورئيس اتحاد كتاب تونس. سفير الصين. ومسئولون من الجزائر. والسودان. والبحرين. والمغرب. لبنان. مصر. ليبيا. اليمن. العراق. فلسطين. الإمارات. عمان. الأردن. بالاضافة لوفد من الاتحاد الروسي. وسنغافورة. اليابان. نيبال. فيتنام. سيريلانكا. وممثل لرئيس المنظمة العربية للثقافة والعلوم. والسفير سعيدكمال مسئول الشئون العربية بسكرتارية التضامن د.سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة. محمد فايق وزير الإعلام الاسبق و70 كاتبا وأديبا مصريا. ناقش المؤتمر بحث انضمام أمريكا اللاتينية مستقبلا كما ناقش القواعد المسيرة لهذا الانضمام والقيادة الجديدة للاتحاد التي تنتخب في هذا المؤتمر وإعادة تأهيل اتحاد الكتاب من خلال الدستور واللائحة الداخلية واقرارهما. وإعادة اصدار مجلة اللوتس باللغات العربية والانجليزية والفرنسية. في كلمته طالب د.محمد صابر عرب الحضور الوقوف دقيقة حدادا علي أرواح شهداء الثورة المصرية الذين لا يزالون يتساقطون حتي هذه اللحظة. وقد توجه بالشكر لأعضاء المؤتمر السادس لاتحاد كتاب أفريقيا آسيا الذين تحمسوا لإعادة هذا الدور لهذه المنظمة وهذا الاتحاد علي رأسهم د.حلمي الحديدي. محمد سلماوي وجميع الحضور علي هذه الأرض الطيبة التي امتدت علاقتها بالعديد من شعوب العالم بل كانت محور ارتكاز لكل ثقافات الدنيا. قائلا ولعل تلك الفترة تحديدا من خمسينيات وستينيات القرن المنصرم تشكل لحظة تاريخية فارقة تجعل أديبات الكتابات السياسية والاجتماعية حتي في إطار العلاقات الدولية تقف أمامها تحليلا ووعيا ودراسة حينما تواصلت شعوب آسيا وأفريقيا في حركة فكرية سياسية ثقافية كانت بمثابة الثورة الكبري للعالم الجديد عالم ما بعد الاستعمار عالم الحرية والخروج من دائرة الاستعمار الأوروبي البغيض الذي كان جاثما علي معظم دول القارتين الآسيوية والأفريقية. وأكد عرب أن ما يحدث الآن وبعودة جهود هذا اللاتحاد هو بمثابة استعادة لهذه الذاكرة السياسية والوطنية والتاريخية وهو الأمر الذي يستوجب الشكر لكل المشاركين في فعاليات هذه المؤتمر الذين جاءوا من العديد من دول العالم للتواصل مع صفحة مضيئة من تاريخ هاتين القارتين العظيمتين أفريقيا وآسيا مشيرا إلي أن هذا اللقاء يأتي في ظرف تاريخي مهم جدا ليس في تاريخ مصر فقط بل في تاريخ كل الأوطان التي تتحرك شوقا نحو الحرية ونحو الدولة الرشيدة بكل مؤسساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مشيرا إلي أن السياق التي أقيمت من خلاله العلاقات المؤسسية خلال خمصينيات وستينيات القرن الماضي يختلف كثيرا عن الإطار الفني والقانوني بعلاقات جديدة متغيرة الآن تعتمد علي ما يمكن تسميته بدولة المؤسسات التي تتجه نحو قيام الدولة الرشيدة التي تحمل معاني العدل وسيادة القانون والدستور والتي تستهدف الأوطان بالمعني الإنساني والثقافي. مشددا علي أن الوجود في هذه اللحظة وفي هذا البلد المحوري الذي شكل جزءا رئيسيا في تاريخ العالم هو وجود هام وفي لحظة تاريخية أرجو أن تتأملوها جميعا باعتباركم كتابا فالأدب والثقافة والفكر يتغير كثيرا عقب هذه الأحداث الكبيرة. ومن المؤكد أن العالم الجديد الذي يتغير الآن في هذه المنطقة سوف يصاحبه بالضرورة قد كبير من الوعي والمعرفة والتأمل والدراسة التي ستشكل فيما بعد فيضا منهمرا من الفكر والإبداع في الشعر والمسرح والغناء والفن التشكيلي ووفقا لما تابعناه من ثورات حدثت في الكثير من دول العالم نجد أن الثورات لا تحرر الاقتصاد ولا تحقق العدل فقط. وإنما تحقق الوعي والحرية والحلم الطموح لكل كاتب ومبدع في شتي مجالات الكتابة. أوضح عرب أن اختيار القاهرة لعقد هذا المؤتمر في هذا الظرف التاريخي يعد تقديرا ليس فقط لكل مبدعي مصر بل هو تقدير لمصر الجديدة الذاهبة بكل عزم نحو المستقبل برغم التحديات حيث عصر جديد من الديمقراطية والحرية والتنمية والابداع. ورحب د.حلمي الحديدي رئيس منظمة الشعوب الأفريقية. والآسيوية بالضيوف علي أرض الكنانة. مصر التاريخ والحضارة قائلا نرحب بكم علي ضفاف النيل العظيم ونرجو لكم أياما سعيدة في جوها البديع. أضاف أن اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا منظمة أدبية وفكرية غير حكومية تجمع سائر الكتاب في أكثر من 100 دولة مشيرا إلي تاريخ المؤتمر وأهدافه وهو حق الدعوة لتحرير الفكر والقيود التي تفرض عليه. المشاركة في العمل علي جمع الموروث وتحقيقه ونشر التراث الأدبي والفكري وتعميم الإفادة منه بين الجماهير. واستيحاؤه في الإبداع الجديد. وأبراز الايجابي منه وإقامة جسور التواصل بين الاجيال وبينه واحترام الخصوصية اللغوية لكل شعب والدفاع عنها في مواجهة ما يتهددها من مخاطر. وقال محمد سلماوي إننا نجتمع اليوم في لحظة فاصلة في تاريخ اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا الاتحاد الذي نشأ منذ عام 1958 في مدينة طشقند. حيث عقدمؤتمره الأول بحضور كتاب آسيا وأفريقيا الذين عبروا عن رغبتهم في تشكيل اتحاد يعبر عن ضمير الشعوب الآسيوية والأفريقية والتي يمثلها الكتاب من دول القارتين. رحلة طويلة قطعها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا في فترة زمنية تتخطي نصف قرن من الزمان منذ مؤتمر طشقند وانتهاء في عام 1988 بمؤتمر تونس ثم جاءت أحداث نهايات القرن الواحد والعشرين السياسية فعصفت بهذا الاتحاد ولكن مع بدايات القرن الجديد وصحوة الشعوب فيالدول الآسيوية والأفريقية والعربية التي تقع في قلب هاتين القارتين تجددت الدعوة لاحياء هذا الاتحاد العريق لكي يمارس مهماه التي تتطلع إليها شعوب آسيا وأفريقيا وأضاف سلماوي بأن هذا الاتحاد كان ضروريا في أوساط القرن الماضي والآن اصبح اكثر ضرورة والحاحا في ظل الأوضاع التي يعيشها العالم ما بين استقطاب حاد سياسي قاذم علي جميع المستويات وما بين غزو ثقافي وتررجع لثقافات محلية في كافة دول العالم في وسط هذه الظروف تنشأ مرة أخري الحاجة لاستعادة هذا الانتحاد. مضيفا بأن الادباء والكتاب هم الذين يحرسون تراب الأمة ويعبرون عن ضميرها وعقلها المفكر وبالتالي هم صناع التواصل بين الشعوب. والقي د.وليد عبدالناصر مدير إدارة التخطيط السياسي وإدارة الأزمات بوزارة الخارجية كلمة نيابة عن محمد كامل عمرو وزير الخارجية نظرا لسفره بالخارج قائلا ترجع أهمية نشأة اتحاد كتاب أدباء أفريقيا وآسيا إلي تزامنه مع حركة التحرر في القارتين ضد الاستعمار منذ انشائه عام 1958 وكان انتقال مكتبه الدائم إلي القاهرة عام 1962 دلالة محورية علي دور مصر في دعم حركات التحرر واليوم يتم احياء نشاط الاتحاد من القاهرة وبفضل جهود وزارة الثقافة ومنظمة الشعوب الافريقية والاسيوية يتزامن ذلك مع ثورات الربيع العربي وفي مقدمتها ثورة 25 يناير المجيدة في مصر وما منحته من آفاق للحرية والديمقراطية. أشارت هيلدا رئيسة اتحاد كاتبات أوغندا ونائبا عن اتحاد كتاب أفريقيا إلي أن رئيس اتحاد كتاب أفريقيا يدعم هذا المؤتمر وكان من المفترض حضوره لولا ظروف حالت دون ذلك واعربت عن تطلعه بأن يجي قريبا اليوم الذي تجد أعمالها فيه مترجمة باللغة العربية وتباع في شوارع القاهرة. وأشار اوليج نائب رئيس اتحاد كتاب روسيا ونائبا عن اتحاد كتاب آسيا إلي اسهامات الكتاب والأدباء المصريين والعرب وذكر دور اتحاد كتاب السوفيت تاريخيا في نشاة وتطوير اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.