أمرت نيابتا بلبيس وفاقوس بإشراف المستشارين طارق أبوزيد المحامي العام لنيابات جنوب وحسام النجار المحامي العام لنيابات شمال الشرقية بدفن جثث ضحايا حادثي التصادم المروع اللذين شهدهما طريقا فاقوس- أبوشلبي والقاهرة- بلبيس الصحراوي بسبب الشبورة وراح ضحيته 31 شخصاً بينهم 10 أطفال وإصابة 34 بينهم 18 طفلاً. كما أمرت النيابة بانتداب لجنة فنية من المرور لمعاينة السيارات للوقوف علي سبب الحادثين والاستعلام عن أصحاب السيارات وقائديها وحملهم رخص قيادة من عدمه. كلفت النيابة العامة الشرطة بسرعة ضبط وإحضار سائقي السيارتين النقل اللذين هربا من مسرح الحادث في فاقوس. استمع عبدالرازق العسيوي وكيل نيابة فاقوس لأقوال الأطفال المصابين في حادث فاقوس- أبوشلبي والذين قالوا إنهم ركبوا السيارة نصف النقل ضمن 40 طفلاً من بلدتهم بني صريد لجمع البرتقال من إحدي المزارع بجبل الصالحية وجلسوا في صندوق السيارة وأثناء محاولة السائق تخطي سيارة أمامه فوجئ بالسيارة المحملة باسطوانات البوتاجاز وحاول السائق بسيارة اسطوانات البوتاجاز تفادي الحادث لكنه فشل واصطدم بسيارتهم وتحولت جثامين زملائهم إلي أشلاء ففقدوا الوعي ولم يشعروا بأنفسهم إلا داخل المستشفي. زار المستشار يحيي عبدالمجيد محافظ الشرقية المصابين بالمستشفيات وأكد علي تقديم كامل الرعاية الطبية لهم علي نفقة المحافظة. كما قرر صرف إعانات عاجلة بواقع 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي و4 آلاف جنيه لكل مصاب من المحافظة ومديرية التضامن الاجتماعي والهلال الأحمر.. كما قرر تشكيل لجنة لدراسة أوضاع أسر الضحايا وسرعة تعيين أحد أقاربهم بإحد مشروعات المحافظة فوراً. قال د. محمد الحيوان- مدير مستشفي فاقوس العام- إن المستشفي استقبل 10 جثث و 30 مصاباً تم تحويل 2 منهم إلي مستشفي الزقازيق الجامعي بعد أن أكدت الأشعة المقطعية التي أجراها المستشفي بخطورة حالتهما وتم خروج 10 مصابين بعد تماثلهم للشفاء. توافد الآلاف من أهالي قرية بني صريد للتعرف علي جثث ضحايا الحادث والتبرع بدمائهم لإنقاذ الجرحي واستلام الجثث. شارك أبناء القرية والقري المجاورة أسر الضحايا أحزانهم حيث توجهوا لمنازلهم لتقديم واجب العزاء. قال حامد عبدالرحمن سالم "والد المتوفي" محمد "15 عاماً بالصف الثالث الإعدادي" إنه يعمل بالصرف الصحي ولديه ولدان و6 بنات وزوجته مريضة بالكبد وابنه محمد يساعده في مصاريف المنزل وعلاج والدته وأنه خرج مع أبناء القرية لجمع محصول أحد الحقول وبعدها بساعة أبلغه أحد أبناء القرية بالحادث فأسرع إلي مكان الحادث لإنقاذه لكنه وجده جثة هامدة. أضافت نعمة محمد أحمد "والدة المتوفي" أن الحزن لن يفارقها بعد أن فقدت فلذة كبدها والذي كان يحلم ببناء منزل يجمعهم بدلاً من العشة التي يعيشون فيها. قال عبدالحي عبدالستار "والد المتوفي" حسن تلميذ الصف الثالث الابتدائي- إن ظروفه المادية الصعبة دفعت نجليه "حسن" و"السيد" بالصف الخامس الابتدائي والذي أصيب هو الآخر في الحادث إلي العمل مع باقي أبناء القرية نظراً لظروفه الصحية وأن نجليه خرجا من المنزل في طريقهما لحديقة الموالح وأثناء جلوسه بالمنزل عرف بالخبر فأسرع للمستشفي مع باقي أبناء القرية ليجد أحد أبنائه جثة هامدة والآخر مصاباً. أضافت نورهان عبدالحي: أنها فقدت شقيقها التوأم "حسن" الذي اعتادت مساعدته في تلخيص الدروس أثناء غيابه عن المدرسة لعمله بالحديقة لمساعدة الأسرة وأنها شعرت بقرب أجله قبل الحادث بأيام ولحظة الحادث شعرت أن روحها خطفت منها. قال عبدالله عبدالعزيز إبراهيم "والد المتوفي" أحمد "16 سنة" بالصف الأول التجاري: إن لديه ولدين المتوفي ومحمد شقيقه الكبير وأنه رجل "أرزقي" ليس له دخل ثابت وأن ابنه "محمد" خرج مع الانفار للحديقة بعد أن تناول الإفطار معنا وأثناء توجهه لصلاة الصبح عرف بالخبر المشئوم. قالت والدته سميرة عبدالفتاح: طلبت من ابني عدم الخروج لخوفي عليه بسبب الشبورة لكنه قال لي سلميها لله يا أمي وقبلني علي غير العادة وكأنه يودعي. قال صلاح فتحي علي السيد أحمد والد المتوفي محمد بالصف الثاني الاعدادي: إنه طلب من نجله عدم الخروج في الشبورة لكنه أصر علي التوجه إلي العمل مع باقي أبناء القرية وكأنه في الطريق إلي الموت.