القيمة الأولي لهذا المعرض هي أنه اقتصر علي الكتاب. وكل ما يتصل به. لا صخب ولا زعيق ولا باعة لب وفشار وكشري. الكتاب هو السيد بمفرده. دارت من حوله الندوات واللقاءات ومداخلات الرواد بما يؤكد الصورة المثلي لمعارض الكتاب. والتي ينبغي أن نحرص عليها. وزعت خريطة توضح كل أقسام المعرض. بحيث يسهل علي زواره أن يصلوا إلي مواضع الندوات والمحاضرات والشهادات واللقاءات الفكرية. بدا كأن الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة قد اعتبر المعرض مسئوليته الشخصية. افتتحه بحضور د.صابر عرب رئيس هيئة الكتاب. وأقام حفلاً ضخماً في مساء الليلة نفسها. أعلن فيه تقديم مكتبة تضم 4 آلاف كتاب ومخطوط هدية للمجمع العلمي المصري. تعويضاً عن الكتب التي تعرضت للتدمير في محاولة العناصر المجرمة إغراق المجمع العلمي. طالب القاسمي دور النشر بمواكبة ماسماه الثورة الجديدة. والاعتراف أننا حتي الآن مانزال نتأني في المشي. بينما العالم يسير حولنا في خطوات متسارعة. محددة المسار. واضحة الغاية. أضاف إن المسألة ليست متعلقة بالصراع بين الورقي والالكتروني. كما يعتقد البعض. وليس المراد حسم أي الشكلين سيبقي في المستقبل. وأيهما سيندثر. بل هي مرتبطة بشكل أساسي بالاستفادة مما هو متاح. ومواكبة مايستجد. حتي لا نجد أنفسنا كمن طابت له الاقامة في الأرض إن وجد أنه ليس فوقها سواه. أكبر جائزة لأدب الأطفال في العالم بلغت قيمتها حوالي مليوني جنيه مصري. فازت بها دار نشر لبنانية. كما فاز الشاعر والكاتب حبيب الصايغ بجائزة شخصية العام الثقافية. ووزعت جوائز علي دور النشر وأفضل كتاب مطبوع. وأفضل كتاب أجنبي في مجال الاقتصاد. دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة نافست بدور لافت للدكتور عمر عبدالعزيز وعبدالفتاح صبري دور النشر المصرية في كم المطبوعات التي أصدرتها لكتاب مصريين. تشمل ابداعات ودراسات في مجالات الثقافة. ولأجيال متتالية من الأدباء والنقاد.. وزعت البرامج الثقافية علي قاعات الاحتفالات. وملتقي الكتاب. وملتقي الأدب. وقاعة الثقافة. مشكلة بعض الندوات أنها اتسمت بعمومية أربكت المتحدثين. فتناول كل منهم القضية المطروحة علي النحو الذي توصل إليه.. في قاعة الفكر. قدمت ندوات شارك فيها عدد كبير من نجوم الثقافة العربية. عرضوا لقضايا ثقافية مختلفة. تتصل بمختلف الإنسانيات. ناقشت الدوائر المستديرة الكثير من القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية. لكن النتائج لم تخرج عن المناقشات التي اكتفت بالاتفاق والاختلاف. في المقهي الثقافي. أقيم العديد من الأمسيات الشعرية. والندوات التي ناقشت التأثير الالكتروني علي صناعة الكتاب. وأجمعت الآراء علي أن تطور الكتاب الالكتروني لا يتقاطع مع السمات التي يتميز بها الكتاب الورقي. بل يتناغم ويتفاعل ويتكامل معه. خدمة للشأن الثقافي والإنساني..أجمل الأمسيات قدمها فاروق شوشة وسيد حجاب. أولهما في شعر الفصحي. والثاني في شعر العامية المصرية. وحظيت الأمسية بإقبال جماهيري لافت. بالإضافة إلي أمسيات أخري ناجحة لفريد أبو سعدة وايمان بكري وهشام الجخ.. وإذا كانت هيئة قصور الثقافة تتردد في استعادة مشروعها القديم بتسيير قوافل للثقافة. تصل إلي أصغر وأبعد قرية مصرية. فلعل مشروع ثقافة بل حدود الذي بدأت إمارة الشارقة في تنفيذه. يمثل حافزاً للهيئة لاستعادة مشروعها. مشروع ثقافة بلا حدود يهدف إلي توزيع مكتبة في كل بيت في إمارة الشارقة. من خلال مكتبة متنقلة تضم بين جنباتها مؤلفات من مختلف العلوم والإنسانيات.. في محاولة لتعميق نجاح المعرض. ولتشجيع المصورين الفوتوغرافيين. فقد أطلق المعرض أول مسابقة في التصوير الضوئي. تتعلق بيوميات المعرض أو فعالياته الثقافية. والمسابقة لجميع زوار المعرض. المحترفين والهواة.. بدت حفلات التوقيع التي رفعت شعار "في حب الكلمة المكتوبة" حدثاً مهماً جذب إليه الكثير من القراء الذين أقبلوا علي الشراء للحصول علي توقيع الكاتب الذي يفضلونه. وكان الاقبال ملحوظاً في حفل الجزائرية أحلام مستغانمي والمصري يوسف زيدان والإماراتية نورة النومان. عاد الفنان الكبير عصمت داوستاشي إلي الإسكندرية قبل انتهاء المعرض. لأن لوحاته لم تجد في رأيه ماتحتاج إليه من مساحة. وجميعها بالفعل لوحات تعبر بامتياز عن الفن المصري الحديث. د. أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب حشد لجناح الهيئة كل إمكانات النجاح. حرص علي متابعة الشهادات التي قدمها كبار الأدباء المصريين. وتقديم بعضهم. والمشاركة في ندوات ناقشت صناعة الكتاب في الوطن العربي. وكان جميلاً أن يخصص د. مجاهد ركناً صغيراً باسم مقهي ريش ليعمق معني الوجود الثقافي المصري. قدمت فيه شهادات لأجيال مختلفة من المبدعين والنقاد. الطريف أن معظم الأسر تجولت في المعرض بعد أن تركت أطفالها في مايشبه دار الحضانة التي تقف فيها أستاذة تربوية بين الأطفال. تروي لهم القصص والحكايات. ليسهل علي أسرهم التنقل بين أجنحة المعرض وكان لمسرح الطفل دوره في جذب الأطفال للمعرض. وحرصت الجاليات علي زيارة أجنحة بلادها. يبقي أن إعلان حاكم الشارقة عن البدء بإنشاء منطقة حرة. ينبغي أن يكون حافزاً للمسئولين المصريين لإنشاء مدينة حرة للكتاب. تستعيد من خلاله عافيتها المفقودة. وتعود مصر الثقافية إلي مكانتها الرائدة في الوطن العربي والعالم.