هذا هو الضيف السينمائي الذي سوف يتم تكريمه في الدورة ال 35 لمهرجان القاهرة 27 نوفمبر- 6 ديسمبر إنه المخرج الصيني زانج ييمو "مواليد نوفمبر 1951" والذي يعد ضمن أهم المخرجين في العالم الآن. واكثرهم أهمية في بلاده الصين فهو ليس فقط مخرجا وانما مؤلف وممثل ومنتج ومصور فوتوغرافي ورائد الجيل الخامس من المخرجين. بدأ اشتغاله في مجال الاخراج عام 1987 بفيلمه "الذرة الحمراء" الذي لفت أنظار العالم وشاهدناه هنا في القاهرة ضمن عروض نادي سينما القاهرة. حصل زانج ييمو علي العديد من الجوائز العالمية وتم ترشيح فيلمه "قصة جودو" لجائزة الاوسكار كأفضل فيلم أجنبي عام 1990 وفيلم "ارفع الفانوس الأحمر" 1991 وحصل علي جائزة الأسد الفضية والذهبية في مهرجان فنسيا السينمائي الدولي وعلي جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 1993 وشارك ييمو ضمن أعضاء لجنة التحكيم في نفس المهرجان في دورته الثالثة والأربعين. شهد زانج ييمو العالم بتصميمه وإخراجه لدورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في بكين ابان صيف 2008 والتي حظيت بإعجاب عالمي كبير. من الموضوعات الأثيرة والمتكررة في أفلام هذا المخرج المتميز قدرة الشعب الصيني وصلابته ودأبه عند مصاعب الحياة وتحدياتها وتجلت هذه الموضوعات علي سبيل المثال في أفلامه: أن تعيش to live عام 1994 وفيلم لا أقل من واحد عام .1999 وتتميز أفلامه علي المستوي التقني بثراء الالوان التي يستخدمها وقوتها التعبيرية ويتضح ذلك في فيلم "ارفع الفانوس الأحمر" وفيلم "بطل" و "بيت الخناجر الطائرة" الذي تم عرضه في القاهرة وايضا في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. أحدث أفلامه ينتمي لنوعية أفلام الدراما التاريخية بعنوان "زهور الحرب". إعادة تأهيل إبان الثورة الثقافية التي امتدت من الستينات وحتي السبعينات من القرن الماضي ذهب ييمو قصرا للعمل كعامل زراعي ثم في مصنع لنسيج الأقطان ولمدة سبع سنوات في مدينة اكسيانيانج وفي هذه الفترة العصيبة مارس هوايته في التصوير الفوتوغرافي والرسم وفي عام 1978 عاد إلي بكين بعد أن أعيد افتتاح اكاديمية الفيلم ودرس التصوير وحصل علي دكتوراه شرفية من جامعة بوسطن وشهادة أخري من جامعة هارفارد لتفوقه في هذا الفن "التصوير الفوتوغرافي". وفي سن متأخرة نسبيا التحق بالاكاديمية بعد أن هجر ممارسة النشاطات السياسية التي تبناها ابان الثورة الثقافية ولم يكن من الممكن قبوله في هذه السن ولكنه بعد تقديم الناس إلي وزارة الثقافة وتقديم ما يؤكد موهبته كمصور فوتوغرافي بارع تم قبوله في كلية التصوير الفوتوغرافي وتخرج فيها عام 1982 ضمن آخرين حققوا فيما بعد شهرة عالمية كمخرجين ومنهم شين كايجي وتسيان زوانج زوانج وزانج جانزاو وهؤلاء شكلو نواة لما أصبح يسمي الجيل الخامس الذي يعود إليهم الفضل في بعث التيار السينمائي الفني في الصين وذلك بعد انتهاء المرحلة العصيبة للثورة الثقافية وايضا وضع السينما الصينية علي خريطة العالم السينمائية. عام 1987 شهد بداية زانج ييمو كمخرج حيث فاجأ العالم بفيلمه "الذرة الحمراء" وبطلته التي بدورها أصبحت علامة فريدة في السينما العالمية وهي الممثلة الجميلة جونج لي وذلك بعد أن فاز الفيلم بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين. وفي نفس السنة بدأ ييمو مشروعه السينمائي التالي "جودو" بنفس البطلة جونج لي وحقق نجاحا نقديا كبيرا مثل فيلمه الأول وبعدها صار زانج ييمو هو المخرج الأول في الصين وأول صيني يفوز بالترشيح لجائزة الاوسكار. من أجمل أفلام هذا المخرج فيلمه "ارفع الفانوس الأحمر" المأخوذ عن رواية بعنوان "زوجات ومحظيات" الذي يرسم الحياة والواقع اليومي في حياة احدي الأسر الثرية إبان فترة العشرينات ومرة اخري تظهر الممثلة الرائعة جونج لي في رابع تعاون لها مع هذا المخرج. الفيلم بتكويناته والوانه واسلوب اخراجه ونوع الحياة التي يصورها داخل القصر الصيني أثار النقاد الغربيين الذين افتتنوا بروعة وسحر الجمال وقوة التجسيد بصريا وتفرد اسلوب الاداء التمثيلي وكذلك للحس التشكيلي المتفرد في المناظر والديكورات الخارجية وتقييمات المنظر الطبيعي وايضا الديكور الداخلي. وفي عام 2008 تم اختيار زانج ييمو كرجل العام في مجلة تايمز الامريكية. وفي نفس المجلة وصفه المخرج الأمريكي ستيفن سبلبرج الذي انسحب من الدورة كمستشار في اخراج الاحتفالات الاوليمبية وذلك بهدف الضغط علي الصين حتي تساعد في اعفاء الصراع القائم وقتئذ في دارفور. وصفه بالقول: "في قلب الاحتفالات الاوليمبية التي قام زانج ييمو بتصميمها واخراجها ترقد فكرة الصراع الذي يخوضه الرجل والذي وينبئ بالرغبة في تحقيق سلامه الداخلي" هذا هو الموضوع الذي قام "ييمو" باكتشافه والوصول به إلي درجة الكمال في أفلامه عند معالجته لحياة الفلاحين الفقراء أو في الحياة المترفة للملوك. زانج ييمو سوف يحل ضيفا علي مهرجان القاهرة في دورته القادمة التي ستبدأ 27 نوفمبر وتمتد حتي 6 ديسمبر.. وبهذه المناسبة يعرض المهرجان عددا من أفلامه وينظم ندوة معه .