أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن الاعتداء الذي استهدف كنيسة للأقباط في مصر عمل اجرامي وظلم وعدوان تحرمه الشريعة الإسلامية ولا تقره. وهو قتل للنفوس المعصومة المحرمة بغير حق وعمل ارهابي يناقض روح الإسلام ومبادئه التي قامت علي العدل ومعاني الرحمة والوفاء بالعهود ونبذ البغي والظلم والعدوان. أشار الشيخ البدير -خلال خطبة "الجمعة" التي ألقاها بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة- إلي أن أهل الذمة لهم ذمة وعهد وحقوق وعليهم عهود وواجبات وشروط ومن أخل منهم بشئ من ذلك أو فعل ما يوجب نقض عهده وحل دمه وماله أو ما يوجب عقوبته لم يكن لأحد من الناس أن يتولي ذلك بنفسه كما هو الحال في شأن المسلم إذا أتي ما يوجب عقوبته بل منتهي ذلك إلي ولاة أمور المسلمين الذين لهم الإمامة العظمي والولاية العامة والحكم والسلطان علي ما تقتضيه مصلحة الدين والإسلام. شدد إمام وخطيب المسجد النبوي علي أن القتل بغير حق جريمة مزلزلة وخطيئة مروعة سواء كان المقتول من أهل الملة أم كان من أهل العهد والذمة مستشهداً بقول الله تعالي "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" وبحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل مؤمن بغير حق" وحديث "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً" وحديث "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً". نبه البدير علي أهمية اتباع تعاليم الشرع في قيم العدل والعقل والانصاف والحوار وحسن الجوار طريقاً يصار اليه لكي يلجم التعصب المقيت والتمييز البغيض والهمجية والوحشية ويعيش الناس في سلام وأمان وتحفظ عليهم دماؤهم وأعراضهم وأموالهم وأوطانهم.. منوهاً الي ان تلك مسئولية تناط بالقادة والساسة وأهل الكلمة والنفوذ في العالم.