وتظل العشوائيات صداعاً مزمناً في رأس الحكومات المتعاقبة في مصر. ولا تزال بحاجة ليد التطوير والرعاية حتي توفر لساكنيها الحياة الآدمية.. لتخرج من دائرة المثلث الكريه: الفقر والجهل والمرض. فأينما حلت العشوائية رافقتها سوء الأحوال المعيشية وتفجرت علي جوانبها الجريمة والعنف بشتي صورها.. وكادت حياة أهلها تصبح معاناة دائمة في الحصول علي أدني مقومات الحياة الكريمة بل تكاد حياتهم تقترب من حياة أهل القبور.. حيث يغمرها الصمت ويطويها النسيان. من المناطق الغارقة في العشوائية "ساقية مكي" التابعة لحي جنوبالجيزة المطلة علي شارع البحر الاعظم حيث تغرق منازلها في مياه الصرف الصحي مما أدي لتآكل أساساتها وظهور الأمراض بين قاطنيها. تجولت "المساء" في أزقة ساقية مكي وحواريها وشوارعها الضيقة ورصدت معاناة أهلها علي الطبيعة. يقول سيد ربيع محمد "أرزقي": بيوتنا تعوم علي بحيرة من مياه المجاري ولا يكاد يمر أسبوع دون أن تسد بالوعات الصرف الصحي فتغرقنا المياه القذرة وتداهم حجرات المعيشة. فتتآكل الأعمدة الخرسانية والجدران حتي باتت آيلة للسقوط بين الحين والآخر ناهيك عن التلوث الذي نعيش فيه ليل نهار. تقول نجلاء سعيد "ربة منزل": والدي مريض بتليف في الكبد وتضخم في الطحال وحساسية في الصدر وتكلفنا أدويته نحو 500 جنيه شهرياً والروائح الكريهة تزكم مياه المجاري. التي تلامس كابلات الكهرباء مما يعرضنا لخطر داهم.. ونطالب باصلاح خط المجاري ورفع كابلات الكهرباء عن الأرض حتي لا تقع كارثة لا تبقي ولا تذر * تقول أم أحمد "ربة منزل": نخرت مياه المجاري أعمدة منازلنا وحوائطنا. مما أحدث بها شروخاً وتشققات خطيرة ويجعلها معرضة للسقوط فوق رءوسنا ونخشي ترك أولادنا في المنزل وحدهم.. وقد طالبنا المسئولين بتغيير خط المجاري منذ أربعة أشهر.. لكن لا أحد يسمعنا. * يقول عبدالله عنتر "موجه عام علي المعاش": المشكلة الرئيسية التي تنغص علينا حياتنا هي الطفح المستمر للمجاري ومنازلنا قديمة وتحتاج لترميم عاجل وتدخل سريع من المسئولين حيث يوجد بالمنزل الواحد نحو 5 غرف يشترك ساكنوها جميعاً في دور مياه واحدة مما يصيبنا بكثير من الأمراض والاوبئة الخطيرة. * يقول سمير محمد عبدالرءوف "صاحب محل" محل الجزارة الذي املكه ينخفض عن مستوي الشارع لذا أغرقته مياه المجاري فتوقفت عن العمل به وأجد صعوبة في سحب هذه المياه الملوثة منه فتحللت الجدران والأعمدة الخرسانية وقاربت الحوائط علي السقوط والسبب ان محطة الصرف معطلة ونقوم بسحب هذه المياه علي نفقتنا الخاصة دون مساعدة من أجهزة الحكومة. تقول عديلة إسماعيل "ربة منزل": المعيشة بالمنطقة صعبة جداً وهي مأساة متواصلة وحياة غير "آدمية" يحوط بها التلوث وتهددها الأمراض الخطيرة الناجمة عن التلوث. وخاصمة الابتسامة وجوه أطفالنا.. ولم تقف معاناتنا عنذ هذا الحد بل إنننا نعاني من في الحصول علي مياه نظيفة فهي في انقطاع دائم.. ونطالب المسئولين بالتدخل لانقاذنا من هذا الجحيم. تضيف أم سماح "ربة منزل": المنطقة فيها منازل غير آمنة وهي من أقدم أحياء الجيزة ونطالب بتطويرها دون الانتقال لمكان آخر حتي لا نقبل بمغادرتها. يؤكد نادر عبدالقادر "موظف" ان هناك تسرباً دائماً من ماسورة المياه الرئيسية لمحطة مياه الشرب خاصة في شارعي محمود سليم وحامد هيكل مما ينتج عنه اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي حتي تصعد المياه إلي المنازل. أما وليد عاطف "أرزقي" فيقول: ليس لنا مطالب إلا العيش في منطقة نظيفة آمنة بعيداً عن مياه الصرف الصحي التي تهدد أولادنا بالأمراض حتي بيوت الله لم تسلم منها بل امتدت إليها وغمرتها بالمياة القذرة.. دون ان يتحرك أحد من المسئولين لإنقاذها. "المساء" ذهبت إلي رئيس حي جنوبالجيزة المهندس تيسير عبدالفتاح ووضعت هموم ساقية مكي بين يديه فتعهد بتطوير المنطقة والوصول بها إلي أفضل حال قائلاً: خلال أيام سوف يبدأ تطوير ساقية مكي من خلال برنامج مشترك بين المفوضية الأوروبية للشرق الأوسط والوكالة الألمانية ومحافظة الجيزة وقد قام وفد يمثل هذه الجهات بزيارة المنطقة بصحبة اللواء أحمد هاني مسئول ملف العشوائيات ودراسة أحوال السكان علي الطبيعة ومعرفة الأولويات والاحتياجات وسوف يجري احلال شامل لشبكات الصرف وتنقية مياه الشرب وتطوير المنازل وترميمها أو إعادة بنائها كما سيتم انشاء خط طرد رئيسي لمياه الصرف يستوعب العدد الهائل لسكان المنطقة وهو ما سوف يسهم في علاج هذه المشكلة. أضاف رئيس الحي: نتلقي شكاوي المواطنين فور الابلاغ عنها ويقوم الحي بارسال سيارات لشفط المياه واصلاح بالوعات الصرف في أسرع وقت. أكد ان المحافظة اعتدت برنامجاً لتأهيل شباب المنطقة وجري اختيار 30 05 شابا كلجان شعبية يحصلون علي تدريب كامل في الحفاظ علي المنطقة وايجاد حلول لمشاكلها.