سنوات مرت على مدينة الفلوجة العراقية دون أن تُعلن استسلامها لمحتل، فمن الغزو الأمريكي للعراق في 2003، إلى ظهور تنظيم "داعش" بعد حقبة الربيع العربي، مرورًا بتدخلات إيران المستمرة في العراق والتأثير في الكيان السياسي للدولة، لكنها في كل الأحوال لم تستسلم. تتعرض مدينة الفلوجة حاليًا للحصار من جانب قوات شيعية في محاولة لدخول المدينة "السنية"، بدعوى وجود تنظيم "داعش" فيها ، رغم إعلان معظم المنظمات العالمية، أن 50 ألف مواطن عراقي متواجدون بالمدينة لاينتمون إلى "داعش" ولا يمتون له بصلة. في الوقت الذي تُصر فيه قوات الحشد الشعبي "الشيعية"، أن تكون في مقدمة الصفوف المقتحمة للمدينة، رغم علمها التام بأن ذلك قد يكون سببًا في انطلاق شرارة الفتنة الطائفية في العراق. إيران تتدخل .. ودفعت "إيران" بأحد قادتها العسكريين لقيادة العمليات العسكرية في الفلوجة، وهو قاسم سلماني، الذي انضم إلى قوات الحشد الشعبي الشيعية وقوات "حزب الله" الشيعية التي تحتل جميع مداخل مدينة الفلوجة حاليًا. وانسحبت قوات الصدر الشيعية، وهي الطائفة الشيعية الوحيدة التي لاتتواجد حاليًا في ساحة القتال في الفلوجة، وذلك لخلافات شخصية مع الحكومة العراقية، حيث دعا مقتضى الصدر إلى التظاهر ضد الحكومة لإقالتها أو إجراء تعديل بها. وتُشير تقارير إعلامية إلى أن الفلوجة التي يدين أهلها بالإسلام السني تواجه غزوة أشبه بغزوة الأحزاب، في حين استعد أهلها للمعركة المنتظرة بأسلحة بدائية، دفاعًا عن معتقد أهل السنة، الذي يتعرض لمحاولات طمسه بسبب تدخلات إيران ونفوذها القوي. وجهت قوات الحشد الشعبي وقوات حزب الله الصواريخ نحو مدينة "الفلوجة"، وطبع على هذه الصواريخ صورًا ل"نمر النمر"، وهو قيادي شيعي بارز أعدمته المملكة العربية السعودية، على خلفية ثبوت تآمره على قلب نظام الحكم داخلها. إصرار قوات الحشد الشعبي على المشاركة في الحرب على الفلوجة تحديدًا جعل المحللين يؤكدون أن تلك المليشيات تخوض حربًا طائفية، الأمر الذي ترجمته إيران على أرض الواقع بإرسال أحد قادة الحرس الثوري الإيراني لقيادة المعركة هناك.