حادث الطائرة المصرية التى سقطت الخميس الماضي بالبحر المتوسط، أعاد سيناريو تحطم الطائرة الروسية وسط شبه جزيرة سيناء في 31 أكتوبر الماضي، والتي كانت تقل قرابة 224 شخصًا معظمهم من السياح الروس، إذ تساءل عدد من خبراء القانون والعلاقات الدولية: لماذا لم توقف مصر رحلاتها إلى فرنسا واعتبارها "دولة غير آمنة" مثلما فعلت بريطانياوروسيا وهولندا، بوقف رحلاتها إلى مصر عقب سقوط الطائرة الروسية. ورأى خبراء آخرون أن قطع العلاقات الدولية بين مصر وفرنسا أو وقف الرحلات بين الدولتين أمر مستبعد، لأن الدولتين تربطهما علاقات قوية. تقدم المحامى محمد حامد، اليوم، برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإداري ضد رئيس مجلس الوزراء، ووزير الطيران بصفتهما، مطالبًا بحظر رحلات الطائرات المصرية من وإلى فرنسا، واعتبار المطارات الفرنسية غير آمنة، وذلك لحين تأمينها ومراجعة معايير الصيانة والفحص تحت إشراف دولي. وأضاف حامد، في دعواه التى حملت رقم 52778 لسنة 70 ق، أنه يوم الخميس الماضي، قام "أهل الشر"، بتنفيذ مؤامرة جديدة ضد مصر، وأسقطوا الطائرة المصرية القادمة إلى القاهرة من مطار شارل ديجول بفرنسا برحلتها رقم MS804 – فوق البحر الأبيض المتوسط - وتقاعست الدول القريبة من موقع سقوط الطائرة عن التحرك، والمساعدة مثل تركيا وقبرص وإسرائيل والأسطول السادس الأمريكي عدا اليونان. وأشار إلى أن دولة فرنسا تتحمل مسئولية تأمين وصيانة الطائرة المصرية المنكوبة قبل إقلاعها من مطار شارل ديجول وفشلت في تأمينها وصيانتها، وأصبحت مطاراتها غير آمنة، ومن ثم صارت المطارات الفرنسية تشكل تهديدًا للرحلات الجوية المصرية وأصبحت المطارات الفرنسية تفتقر لمعايير الأمن والسلامة والصيانة والفحص الدولية ولا تؤتمن على أمن وصيانة الطائرات المصرية. وطالب حامد، النظام بوقف تنفيذ القرار السلبي لجهة الإدارة بالامتناع عن إصدار قرار بحظر رحلات الطائرات المصرية من وإلى فرنسا، واعتبار المطارات الفرنسية غير آمنة وذلك لحين تأمينها ومراجعة معايير الصيانة والفحص تحت إشراف دولي وتحديد جلسة لنظر الطعن. استبعدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أن توقف القاهرة رحلات الطيران إلى باريس بسبب الحادث الأليم يوم الخميس الماضي بسقوط الطائرة المصرية بالبحر المتوسط، بقولها: "إن مصر تربطها علاقات دولية قوية مع فرنسا". وأضافت بكر ل "المصريون"، أنه "من السابق لأوانه أن نتكلم عن وجود عمل إرهابي حول اختفاء الطائرة المصرية"، موضحة أن العثور على الصندوق الأسود سيكشف مَن المخطئ وسيثبت إذا كان هناك عمل إرهابي حول الحادث أم لا، وبالتالي سيكون هناك قرار بعد تفريغ محتويات الصندوق الأسود. وتابعت: "الموقف بين مصر وفرنسا تعاوني للغاية، باريس مدت يد العون للنظام في العثور على الطائرة المنكوبة وكشف الحقيقة أمام الرأي العام المصري والعالمي، لأنها ليست حادثة مختصة بالدولة المصرية فقط، ولكن فرنسا متورطة أيضًا لإقلاع الطائرة من أراضيها، وبالتالي سوف تحدث عواقب وخيمة للنظام الفرنسي لتكرار الحوادث الإرهابية هناك". وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن "موقف مصر مماثل للموقف الفرنسي في الحادث، والدولتان تربطهما علاقات قوية خصوصًا بعد 30 يونيو، لأن فرنسا أيدت النظام الحالي وهي التي جعلت جميع الدول الأوروبية تتعاون مع مصر بعد أن كان هناك رفض لما حدث في الإخوان". وأضاف اللاوندي ل"المصريون": "قطع العلاقات بين مصر فرنسا أمر مستبعد، لأن ملابسات اختفاء الطائرة لم تكشف حتى الآن، كما أنه لم يتم العثور على الصندوق الأسود للطائرة". كما دعا الفقيه الدستوري محمد نور فرحات، روسياوبريطانيا لوقف رحلاتهما إلى "باريس"، مطالبا بمقاطعة مطار شارل ديجول لحين ملابسات حادث الطائرة المنكوبة. وقال في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "عندما انفجرت الطائرة الروسية في الأجواء المصرية قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن وقيل إن مطارات مصر غير آمنة وتوقفت السياحة، هذه طائرتنا أقلعت من مطار شارل ديجول أحد أعظم مطارات العالم وفشلت سلطات الأمن الفرنسية في تأمين الطائرة قبل إقلاعها". وأضاف: "مطارات فرنسا غير آمنة، ولا بد من مراجعة احتياطات الأمن فيها، ومن الناحية الأخلاقية يجب على روسياوبريطانيا تحديدًا وقف الرحلات الجوية إلى فرنسا حتى يتم تأمين المطارات الفرنسية تحت إشراف دولي، أم أن الكيل بمكيالين حتى في الطيران؟". وطالب الفقيه الدستوري محمد نور فرحات بمقاطعة مطار شارل ديجول لحين كشف ملابسات حادث الطائرة المنكوبة التي كانت قادمة من باريس فجر الخميس الماضي. وتابع: "أدعو إلى مقاطعة مطار شارل ديجول حتى يتم الكشف عن ملابسات حادث الطائرة بشفافية كاملة.. والدعوة موجهة إلى كل الدول التي تعنيها سلامة مواطنيها".