تجاهل الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمة له اليوم، الحديث عن الأزمة القائمة حاليًا بين نقابة الصحفيين، ووزارة الداخلية في البلاد، على خلفية اقتحام قوات الأمن لمقر النقابة مساء الأحد الماضي للقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا. تأتي تصريحات السيسي، بعد يوم من إصدار الجمعية العمومية للصحفيين لمجموعة من المطالب، على رأسها اعتذار رئاسي وإقالة وزيرها، لكن اللافت في كلمة اليوم، تجاهل الرئيس الحديث تمامًا عن الأزمة. وقال أبو السعود محمد عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن "السيسي تجاهل قضية الصحفيين ووزارة الداخلية ولم يتطرق لها من قريب أو بعيد على الرغم أن القضية يعلمها الجميع ولم يتدخل حتى الآن لحل الأزمة". وأضاف محمد ل"المصريون"، أن "مؤسسة الرئاسة قدمت اعتذارًا للمحامين عندما تم الاعتداء على أحد المحامين من قبل أحد ضابط شرطة في إحدى المحافظات، لافتًا إلى أن هناك تفرقة بين فئات الشعب. وحذر من أنه "إذا كانت الدولة تريد أن تدير ملف الصحفيين أو توجيههم فهي خاطئة وخاسرة لأنها لا تعرف مهنة الصحفيين". وتابع: "الصحفيون، أول من وقفوا بجانب الشرطة بعد ثورة 25يناير، لرد اعتبارهم في 30يونيو، ومحررو الحوادث الزملاء في كل الصحف كانوا دائما يشيدون بمجهودات الداخلية في مكافحة الجريمة، ونقل ونشر صور الشهداء من الجنود والضباط، ولكن وزارة الداخلية تريد أن تدير الدولة بمفهوم أمني". وشدد على ضرورة أن تتفهم كل مؤسسات الدولة والقائمين عليها مهنة الصحافة وعمل الصحفيين وعدم شق صف المجتمع باختلاق أزمات تؤدى إلى ضياع فئات ومؤسسات الدولة. من جانبه، قال أحمد زيدان الدمرداش، أمين سر لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بمجلس النواب "لا بدَّ من مبادرة للحوار بين مجلس نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، تحت قبة البرلمان لحل الأزمة الأخيرة التي نشبت بينهما عقب اقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين والقبض على اثنين من الصحفيين داخل النقابة". وأضاف ل"المصريون": "لا بدَّ من لغة الحوار فى الوقت الحالى، لرأب الصدع الذى وقع بين الطرفين والوصول لصيغة مشتركة للخروج من الأزمة، بما يحقق الصالح العام"، موضحًا: "التصعيد ليس فى مصلحة أحد، وهناك أطراف فى الداخل والخارج تحاول إشعال النار وإثارة الفتنة". وتابع "نرفض دخول الأجهزة الأمنية مقر نقابة الصحفيين، التى تعد سابقة ربما تكون الأولى فى تاريخ النقابة العريق، وهو أمر مرفوض شكلاً ومضمونا"، لكنه حذر من أن "التصعيد سيؤدى إلى أزمة، والكل فى النهاية خاسر، طالما أن الجميع يسعى للصالح العام". وشدد على "ضرورة التواصل لعقد جلسة حوار فى أسرع وقت، برعاية مجلس النواب"، لافتًا أن البلاد لا تحتمل أى احتقانات أو أحداث، مؤكدًا أهمية التواصل قبل تفاقم المشكلة للتوصل إلى حل يرضى الجميع، ويحفظ للنقابة قدسيتها وهيبتها، باعتبارها أحد أهم منابر حرية الرأى فى مصر، ولطالما ظلت تدافع عن الحريات. ووجه السيسي، رسالة للشعب المصرى قائلاً: "لازم نبقى مع بعض، ونخلى بالنا أن فيه ناس متحفزة، وبتشتغل علشان تخلينا دايما مختلفين مع بعض"، مطالبًا الشباب المصرى ببدء الاستثمار من خلال شراء حوض أو اثنين موضحًا فى رسالته لهم "مش مطلوب منكم إلا أنكم تشتغلوا". وأردف السيسى قائلاً: "الدولة لازم تبقى دولة حقيقية، إحنا مش فى دولة حقيقية، شوفوا بلدكم صحيح دى أشباه دولة، إحنا بنتكلم عن دولة قانون دولة مؤسسات دولة بتحترم نفسها والناس بتحترمها". وتحدث عمن أسماهم أهل الشر: "الناس مش هتسبنا وكل ما هننجح أكتر كل ما أهل الشر يدوروا على مكائد أكتر وتخطيط أكتر لعرقلة التنمية". وتابع السيسي: "أنتوا مش واخدين بالكم، قوى الشر التى تحاول هزيمة البلد، وأنا بقول اللى يقف فى نوفمبر 2013 ويدعو إلى حوار مع النظام فى هذا الوقت مابيخافش، اللى يدى مهلة للحوار مابيخافش، اللى يأخد القرار مايخافش". ماحدش يقدر يوصل للى وصلنا له ولا فى 15 سنة"، مضيفًا "لازم نغنى يا مصريين ونقول كنا هنبنى وأدى إحنا بنينا السد العالي". وأشار إلى "الانتهاء من 100 بئر، وأنه تم فى وقت قياسى زمان كنا بنخلصهم فى فترة كبيرة، قائلاً لو كنت بخاف ما انتهت المشاريع ولو فى 10سنوات، نحن نسعى ليكون بكرة أحسن لازم تكون مصر دولة حقيقية، دولة قانون ومؤسسات".