دخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في مدينة حلب (شمال سوريا)؛ عند منتصف ليل "الأربعاء- الخميس"، حيث يعمّ الهدوء المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى. وبدأ سريان الهدنة، التي اتفقت عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا، بعد تعرّض الأحياء الشرقية في حلب (الخاضعة للمعارضة السورية)؛ خلال أسبوعين، لأعنف حملة جوية سورية- روسية. بدوره، قال النظام السوري إنه سيلتزم بالتهدئة في حلب لمدة 48 ساعة (بدءًا من الساعة الواحدة فجر الخميس 5 مايو الجاري). وكان قد سبق الهدنة "اشتباكات عنيفة" بين فصائل معارضة وقوات النظام، في حي "جمعية الزهراء" الخاضع للنظام السوري بحسب ما ذكرت وكالة القدس برس . في غضون ذلك، أوضحت ألمانيا وفرنسا، أن استئناف المحادثات حول سوريا في جنيف مرهون بتنفيذ الهدنة الأخيرة في حلب. وعقد وزير الخارجية الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" محادثات، أمس الأربعاء، في برلين (العاصمة الألمانية) مع نظيره الفرنسي "جان مارك أيرولت"، والمبعوث الأممي إلى سوريا "ستافان دي ميستورا" ورئيس الهيئة العليا السورية للمفاوضات "رياض حجاب". وقال شتاينماير خلال مؤتمر صحفي، "إن الجميع يعرفون أنه لا عودة لجنيف، إلا بعد إيقاف إطلاق النار داخل حلب وحولها". وأضاف شتاينماير أنه "يتعين إعادة مفاوضات السلام السورية إلى مسارها أو المخاطرة بانتكاسة ينفجر فيها العنف مجددًا". وكان مجلس الأمن الدولي، قد عقد جلسة طارئة حول حلب أمس الأربعاء، ناقش فيها الهجمات المتعمدة للمستشفيات وحرمان الناس من وصول المساعدات الإغاثية. وقال "جيفري فيلتمان"، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة؛ خلال الجلسة، إن استخدام التجويع سلاحًا في النزاع "جريمة حرب"، ورأى أنه يجب على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التحقيق فيها. ودعا فيلتمان إلى "توفير الآليات اللازمة لمراقبة احترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية روسية في الماضي". يذكر، أن الهدنة الشاملة في سوريا دخلت حيز التنفيذ اعتبارًا من 27 فبراير الماضي، بعد أن توصلت موسكو وواشنطن إلى الاتفاق بشأنها. وبحسب الإعلان المشترك لروسيا والولاياتالمتحدة آنذاك، لا تشمل الهدنة تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" وغيرهما من المنظمات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي "تنظيمات إرهابية". وأسفر القتال الدائر في سوريا، حتى الآن، ووفقًا للإحصاءات الصادرة عن هيئة الأممالمتحدة، عن سقوط أكثر من 250 ألف قتيل، فضلًا عن نزوح الملايين داخل سوريا وخارجها، هربًا من تداعيات القتال، ومن ويلات القصف والمعارك التي اجتاحت المدن السورية.