وجه العلامة الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، رسالة إلى الشيخة حسينة رئيس وزراء جمهورية بنجلاديش، مطالبًا فيها بالتدخل شخصيًا لوقف أحكام الإعدام بحق علماء المسلمين. وطالب القرضاوى فى رسالته بأنه باسم المصلحة العليا للمجتمع البنجالي "أن يتم إيقاف ذلك المسلسل البغيض، لتجمعوا طاقتكم وطاقة شعبكم للبناء لا الهدم، والتماسك لا التنافر، والتلاحم لا الشقاق". وتابع القرضاوى: "إنني أطالبكم يا شيخة حسينة، باسم الإسلام، وباسم السلام، وباسم الأمة الإسلامية وباسم المصلحة العليا للمجتمع البنجالي، أن توقفوا ذلك المسلسل البغيض، لتجمعوا طاقتكم وطاقة شعبكم للبناء لا الهدم، والتماسك لا التنافر، والتلاحم لا الشقاق". وأكد القرضاوى فى ختام رسالته أهمية الوقفة جادة، والمراجعة الصادقة للسياسات التى تصادم علماء الشريعة فى بنجلاديش، التى تراق فيها الدماء، وتزهق الأنفس، وتصادر الحريات. وإلى نص الرسالة: معالى الشيخة حسينة واجد حفظها الله رئيس وزراء جمهورية بنجلاديش الشعبية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد ساءنا ما يعانيه رموز الحركة الإسلامية فى بنجلاديش من اعتقالات وإعدامات للعديد من علمائهم ورموز المجتمع، ممن كانوا وزراء ونوابا فى برلمان بنجلاديش. وما تبع ذلك من أحكام فى قضايا عن أحداث تنسب إليهم، يعود زمنها إلى أكثر من أربعين عاما. وقد تابع المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها أحكام الإعدام التى نفذت فى الشيخ عبد القادر ملا، والشيخ قمر الزمان، والشيخ على أحسن مجاهد محمد، والسيد صلاح الدين شودرى الوزير السابق وأحد قادة المعارضة، إضافة إلى الإهمال الطبى الذى أودى بحياة الأستاذ غلام أعظم أمير الجماعة الإسلامية، والشيخ أبو الكلام محمد يوسف نائب أمير الجماعة رحمهم الله جميعا. إضافة إلى من حُكم عليهم بالإعدام من علماء بنجلاديش، وقادة الفكر والرأي، وهم الآن إما ينتظرون هذه الأحكام، أو فارون بأرواحهم. وإننى أتوجه إليكم باسمى وباسم إخوانى أعضاء مجلس أمناء الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وجميع أعضائه، مطالبين أن تتدخلوا شخصيا لوقف أحكام الإعدام. ولوقف هذا الاحتقان الذى تسببت فيه هذه الأحكام الجائرة. إننى أطالبكم يا شيخة حسينة، باسم الإسلام، وباسم السلام، وباسم الأمة الإسلامية وباسم المصلحة العليا للمجتمع البنجالي، أن توقفوا ذلك المسلسل البغيض، لتجمعوا طاقتكم وطاقة شعبكم للبناء لا الهدم، والتماسك لا التنافر، والتلاحم لا الشقاق. وقد حذرنا الله يا معالى رئيسة الوزراء من تبعة هذه الدماء فى الدنيا والآخرة. وقد أخبرنا الله تعالى {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة:32]. وقال سبحانه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93] وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم، فى الحديث المتفق عليه عند البخارى ومسلم، من حديث ابن مسعود رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة فى الدماء". وما رواه أحمد والنسائى عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: "يجيء المقتول متعلقا بالقاتل، يقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني؟" وأطالبكم ومن ورائى علماء الأمة بوقفة جادة، ومراجعة صادقة للسياسات التى تصادم علماء الشريعة، والتى تراق فيها الدماء، وتزهق الأنفس، وتصادر الحريات. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين