ثلاثة أشقاء أصدروا حكم الإعدام بحق شقيقتهم ونفذوه بدون تردد بتهمة "الانحراف وسوء السلوك وتلويث السمعة" وكان الهدف هو غسل عارهم ورفع رؤوسهم أمام جيرانهم وذويهم بعد أن لطخت شقيقتهم سمعتهم. دارت أحداث القضية فى منطقة أوسيم بالجيزة، عندما استيقظ الأهالى على جثة فتاة ملقاة بأحد مقالب القمامة، وبها آثار تعذيب وطعنات وغارقة فى دمائها. المقدم هشام بهجت، رئيس المباحث، تلقى بلاغاً من رجل مسن يدعى محمد عامر، 69 عاما، مقيم بأوسيم، قال فيه: بعد أذان الفجر خرجت من منزلى لأداء الصلاة وأثناء ذهابى إلى الجامع فوجئت بجثة فتاة شابة تبلغ من العمر حوالى 16 عامًا، مصابة بعدة طعنات ملقاة بأحد مقالب القمامة. رئيس المباحث توجه على رأس قوة من مباحث القسم إلى مكان العثور على الجثة، برفقة المبلغ، ووجد فتاة شابة على قدر كبير من الجمال ترتدى ملابسها كاملة بها آثار تعذيب وطعنات بجميع أنحاء جسدها، بالإضافة إلى أنها موثوقة اليدين والقدمين، وبتفتيش الجثة تبين عدم حملها أى متعلقات شخصية تفيد هويتها، بعد مناظرة الجثة أمر رئيس المباحث بإرسال الجثة إلى مستشفى أوسيم العام، وإخطار اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذى أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد عبد التواب، رئيس مباحث قطاع الشمال، تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، لكشف غموض الحادث وضبط المتهمين. بإجراء التحريات، تبين اختفاء فتاة تشبه أوصاف المجنى عليها ووالدها هو من قام بتحرير المحضر، وعندما تمت مقارنة صور ابنته بصور جثة الفتاة قال إنها تدعى "ريهام . ع" 16 عامًا مقيمة معه وأنها اختفت منذ يومين وبعد أن أغلقت هاتفها المحمول، دخل الشك إلى قلبه وبعد مرور 24 ساعة على اختفائها ذهب لتحرير محضر بغيابها، وبسؤاله عن اتهامه لأحد بقتل نجلته لم يتهم أحدًا. تبين من التحريات المبدئية التى قام بها فريق البحث، أن المجنى عليها سيئة السير والسلوك، ولها علاقات بكثير من شباب المنطقة، ودائمة السهر خارج منزلها، وهذا ما أكده جيرانها، وباستكمال التحريات خرجت معلومة من أحد أصدقائها تفيد بقيام المجنى عليها بعدة علاقات مع عدد من سائقى الميكروباص المقيمين بالمنطقة، بعد 8 ساعات متواصلة تمكن رئيس المباحث من سماع أقوال الكثير من سائقى الميكروباص الذى أجمع الكثير منهم بوجود علاقة حب وأخرى غير شرعية مع المجنى عليها، لكن لم يثبت تورط أحدهم فى ارتكاب الواقعة. طالب رئيس المباحث، أحد معاونيه بإحضار أحد أشقاء الفتاة إلى ديوان القسم لاستجوابه بمفرده، وبتضييق الخناق عليه اعترف بقتل شقيقته سيئة السمعة، بمعاونة باقى أشقائه، وذلك بعد أن لوثت شرف العائلة. فى الساعة الخامسة فجرًا داهمت قوة من مباحث القسم منزل المتهمين الآخرين والقبض عليهما وبمواجهتهما، بأقوال شقيقهما الأكبر انهاروا واعترفوا بارتكاب الواقعة فى محاولة لاستعادة هيبتهم مرة أخرى أمام جيرانهم وأصدقائهم وشباب المنطقة. تم تسجيل اعترافات المتهمين فى محضر، حيث تحدث المتهم الأول قائلا: "كان لازم نقتلها لأنها أصبحت نقطة سوداء فى ثوب أبيض وروى تفاصيل جريمته: البداية كان اتصال تليفونى من شقيقى الأصغر يخبرنى أن شقيقتى ترتبط بعلاقات مشبوهة مع عدد من شباب المنطقة فور علمى والتأكد من صحة هذه المعلومات، قررت أنا وأشقائى مواجهتها وفى أحد الأيام ذهبنا إلى منزل والدى وهناك اعترفت بكل شيء ووقتها طلبت منا إعطاءها فرصة بعد ما وعدتنا بإنهاء علاقتها بهؤلاء الشباب. وتوضح أقوال المتهم فى سطور المحضر أنه مر على وعد المجنى عليها حوالى عام، وفجأة تلقى اتصال هاتفى من والده ليخبرنه أن شقيقته خرجت من المنزل منذ يومين ولم تعد. يستكمل المتهم قائلا: وقتها جن جنونى وقمت بالاتصال بها على هاتفها المحمول لكنه كان مغلقًا مما جعل الشك يدخل إلى قلبي. بحثت عنها فى كل مكان أنا وباقى أشقائى ولم نترك مكانا إلا وبحثنا فيه وبعد يومين باءت كل محاولاتنا بالفشل ولم يكن أمامنا سوى الانتظار لحين مجيئها لدرجة أن والدى قام بتحرير محضر باختفائها بقسم شرطة الوراق، خوفا من حدوث مكروه لها، وفور عودتها إلى المنزل وجدت الجميع فى انتظارها وكانت فى حالة دهشة من قلق الجميع عليها وعندما طلبنا منها معرفة سبب اختفائها قالت إنها كانت برفقة إحدى صديقاتها، هذا الكلام لم يرض الجميع، وكانت نهاية الحوار ضربها علقة موت. يستكمل المتهم حديثه قائلا: وقتها اعتقدنا أنها سوف ينصلح حالها بعد علقة الموت التى نالتها لكن للأسف لم تنجح فى ذلك، حتى جاء يوم الحادث عندما عملت أنا وأشقائى بعلاقاتها بشباب المنطقة وبدأت نظرة الجيران تؤكد لنا هذا. قمت بالاتصال بأشقائى وجلسنا ما يقرب من 3 ساعات حتى خرجنا بقرار قتلها وكانت الخطة كالآتى قمنا بالاتصال بها على هاتفها المحمول وطلبنا منها الحضور إلى شقتى بمنطقة أوسيم، وفور وصولها قمنا بتقييدها وشل حركاتها وتعذيبها وضربها ضربا مبرحا، ولم نكتف بذلك، بل قمنا بطعنها بعدة طعنات حتى الموت". وبعد التأكد من موتها قمنا بنقلها على عربة كارو أمتلكها وإلقائها بأحد مقالب القمامة، ثم مارسنا حياتنا بشكل طبيعى دون أن يشعر بنا أحد، وفى النهاية قام رئيس المباحث بإخطار اللواء أحمد حجازي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، الذى أمر بإحالة المتهمين الثلاثة إلى النيابة التى أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن وجهت لهم تهمة القتل العمد.