اقتحمت وزارة الداخلية، نقابة الصحفيين مساء أمس الأحد، في واقعة غير مسبوقة على تاريخ النقابة، للقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا المعتصمين بالنقابة، مما وضع النظام في موقف حرج أمام الشعب والعالم، مثيرا التساؤل لماذا يتمسك السيسي بوزير الداخلية؟ واعترفت وزارة الداخلية في بيان لها، باقتحام نقابة الصحفيين، للقبض على الزميلين الصحفيين، زاعمة أن الاقتحام جاء في إطار القانون تنفيذًا لقرار النيابة بضبط وإحضار «بدر والسقا» لاتهامهما بتنظيم تظاهرات رافضة للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير". رغم وضع وزارة الداخلية، النظام المصري بشكل عام والرئاسة المصرية بشكل خاص، في موقف لا تحسد عليه أمام الشعب والعالم جراء الانتهاكات والأخطاء السياسية قبل الأمنية المتتالية التي ترتكبها قوات الأمن، فجر اقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين للقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا المعتصمين بالنقابة، لاتهامها بالمشاركة في المظاهرات الرافضة للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير"، غضب الصحفيين والعالم مصاحبًا بتنديد دولي جراء ذلك العمل الشنيع، على حد وصف البيانات الدولية. وقال العميد محمود السيد قطري الخبير الأمني، إن النظام المصري والجيش لا يعرفون دهاليز وخبايا الشرطة جيدًا، مؤكدًا أن الشرطة ماكرة تجيد قلب الحقائق وتزيفها أمام المسئولين، لافتًا إلى أن السيسي ومستشاريه كان تفكيرهم مقصورا منذ بداية اختيار اللواء مجدي عبد الغفار كوزير داخلية، على أساس أنه المسئول عن جهاز الأمن الوطني. وأشار الخبير الأمني ل"المصريون"، إلى أن التفكير السطحي للنظام الذي يحارب الإرهاب يكمن حول نصب الاختيارات فقط حول مسئول في الأمن الوطني، باعتبار أن الجهاز مختص في رصد تحركات الإرهابيين، واصفًا ذلك بالخطأ. وأوضح قطري، أن اختيار الوزير يجب أن يكون من الأمن العام لمعرفته بالشأن العام واختلاطه بالمواطنين وضباط أفراد الشرطة بصفة دورية، بعكس من كان يشغل منصبًا في الأمن الدولة أو الأمن الوطني، الذي لا يمكنه السيطرة على وزارته بطريقة جيدة فضلا على أنه لا ينجح فيما أتى من اجله هو محاربة الإرهاب، وهو ما أظهرته الوقائع خلال فترته ولايته. واستبعد الخبير الأمني، إقالة وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، مرجعًا ذلك لأن الوزارة تدعى أنهم نفذوا اقتحام النقابة في إطار القانون، وهو ما ينافي الواقع، ويضر بسمعة مصر دوليًا ومحليًا. وفور تداول اقتحام الأمن نقابة الصحفيين، نظم العشرات من الصحفيين وقفة على سلم النقابة الصحفيين تنديدًا باقتحام النقابة، مرددين هتافات منها:"اكسر قلم اكسر كاميرا عمر الصحفي ما كان جبان.."عبد الغفار عبد المأمور والسيسي هو المسئول". وطالب مجلس النقابة برئاسة نقيب الصحفيين يحيي قلاش، رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بإقالة وزير الداخلية مجدي الغفار. وبعد اجتماع في وقت متأخر مساء أمس، دعا مجلس النقابة إلى اجتماع الجمعية العمومية للنقابة يوم الأربعاء المقبل للتباحث في الواقعة. كذلك أعلن يحيي قلاش، نقيب الصحفيين، الاعتصام المفتوح في مقر النقابة، واعتبار مجلس النقابة في حال انعقاد دائم لحين عقد اجتماع الجمعية العمومية. واعتبرت النقابة في بيان لها الواقعة أنها "تؤشر على منهج جديد لتعامل السلطات المعنية مع النقابات المهنية"، داعيًا كافة النقابات إلى تدارس الواقعة وتأثيرها على العمل النقابي. وقال الدكتور مختار الغباشي نائب رئيس المجلس العربي للدراسات السياسية والإستراتجية، إنه لا يتفهم لماذا تصر الإرادة السياسية على التمسك بوزير الداخلية مجدي عبد الغفار رغم الرفض الذي يلقاه الوزير، متسائلاً هل هو قناعة من الدولة بالإدارة الأمنية لمجدي عبد الغفار، هل رضا من النظام بسياسية وزير الداخلية؟ وأكد نائب رئيس المجلس العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الإجابة على تلك الأسئلة صعبة وتحتاج إجابة حقيقية من النظام. ورأى أنه نظرًا للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تشهدها البلاد، فأنه من المفترض على الإرادة السياسية أن تنصاع للضغوط الشعبية والنقابات المهنية بإقالة وزير الداخلية. ولا يمر يوم على وزارة الداخلية في عهد وزير الداخلية الحالي إلا بواقعة انتهاك جديدة سواء من أمناء وضباط الشرطة الذين دأبوا خلال الفترة الماضية على قتل المواطنين، التي كان آخرها إصابة سائق ميكروباص جراء إطلاق ضابط شرطة النار عليه بعد مشادة بينهما في منطقة الألف مسكن. كما يعترض حقوقيون على الأداء الأمني وقتل الوزارة لمتهمين خارج إطار القانون، بحسب منظمات دولية.