قال دكتور ستيفان رول، الباحث المتخصص في شئون الشرق الأوسط بالمعهد الألماني للشئون الدولية والأمنية، إن هناك إستراتيجية غربية مزدوجة المعايير إزاء التعامل مع مصر، فمن ناحية ينتقد السياسيون الغربيون مصر في كيانات دولية مثل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أو البرلمان الأوروبي، ومن جهة أخرى فإن الدول الغربية منفتحة للتعاون الاقتصادي والبيزنس مع مصر. وأشار "رول"، وفقًا ل"مركز كونراد أديناور" البحثي، إلى أن المنطق الرسمي وراء (هذين التوجهين المتناقضين) هو أن مصر أكبر من أن تُترك للسقوط، لذا فلا توجد بدائل غير التعاون الاقتصادي مع مصر، لافتًا إلى أن المحرك الأكثر أهمية لهذه السياسة هو الخوف الأوروبي من المزيد من اللاجئين. وأضاف أن هناك سبب آخر وهو أن الشركات الغربية تمارس الكثير من الضغط على حكوماتها لدعم العلاقات مع نظام السيسي للحصول على عقود في مصر، مثل إيني من ايطاليا وسيمنس من ألمانيا وداسولت إفياشين من فرنسا وبي جي وبي بي من انجلترا، متابعًا: "ولا أرى أن أي ممارسات قمعية مقبلة في مصر ستغير من حالة عدم الارتباط الحالي بين أوضاع حقوق الانسان وتعاون أوروبا الاقتصادي مع البلاد، لسوء الحظ". وأكد أنه في الوقت الحالي فإن فرنساوإيطالياوألمانياوانجلترا هم الأكثر استفادة من الصفقات التي يجريها السيسي، كما أن قادة أوروبا غير قادرين على سحب الاستثمارات المهمة في مصر كرد فعل على الممارسات ضد حقوق الإنسان، وليست لديهم النية لفعل ذلك. وأوضح أنه ربما تكون إيطاليا حالة خاصة بين الدول التي تستفيد من التعاون الاقتصادي وتواجه ضغوطا داخلية (من جراء انتهاكات حقوق الإنسان في مصر)، فهذه الانتقادات أصبحت أكثر عاطفية بسبب قضية جوليو ريجيني، ولكن حتى في حالة إيطاليا سيكون هناك تطبيعا للعلاقات مع مصر ليس فقط بسبب مصالح إيني ولكن بسبب تزايد أعداد اللاجئين من المصريين.