يحتفل الأقباط المصريون هذه الأيام، بعيد القيامة، فيما سافر ما يقرب من 6 إلى 7 آلاف قبطى للقدس لأداء الحج، وفقًا لما رصدته صحف محلية وإسرائيلية، ويعتبر ذلك العدد، مؤشرًا على انفتاح الكنيسة المصرية فى علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد وفاة البابا شنودة، وزيارة البابا تواضروس للقدس فى 28 نوفمبر الماضي.
كانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، كشفت أن آلاف المصريين من الأقباط يزورون مدينة القدس لأداء الطقوس الدينية، بعد رفع الكنيسة الحظر على الذهاب إليها لوقوعها تحت السيطرة الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة، إلى أن حوالى 6 آلاف مصر، غالبيتهم من الأقباط دخلوا إسرائيلى للمشاركة فى احتفالات الماء المقدسة السنوي، فى كنسية القيامة بالقدس.
وذكرت الصحيفة، إلى أن عدد الأقباط القادمين من مصر لزيارة إسرائيل فى ازدياد بعد تخفيف قرارات حظر الكنيسة للذهاب إليها.
وأكد الدكتور محمد عصمت سيف الدولة الخبير فى الشأن القومى العربي، ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، أن موقف الكنيسة المصرية ثابت دائمًا فى مواجهة التطبيع بكافة أشكاله مع الكيان الصهيوني.
ولفتت حركة ثوار ضد الصهيونية، إلى أن ما ينشر حول تنظيم رحلات دينية للمسيحيين للقدس، محاولة من البعض لتوظيف الحدث لإعادة التشكيك فى موقف الأقباط المصريين من إسرائيل، منوهًا إلى تأكيد الكنيسة القبطية وكل فروعها فى المهجر على موقفها الرافض لأى زيارات إلى القدس قبل تحريرها، وكذلك فعلت الكنيسة الإنجيلية، بل قامت الكنيسة المصرية فى القدس برفض استقبال الزائرين القادمين من مصر.
وشدد سيف الدولة، على ضرورة التصدى لتلك الزيارات، إضافة إلى الوقوف صفًا واحدًا وراء الكنيسة المصرية الوطنية فى موقفها الثابت برفض هذه الزيارات وتحريمها.
وكانت الكنيسة المصرية، أصدرت عدة بيانات أكدت تمسكها الرافض لزيارة القدس إلا مع الأخوة المسلمين، نافية بشكل قاطع أى تغيير فى موقفها تجاه حظر الزيارة للقدس بعد وفاة البابا شنودة.
ويرى جمال أسعد المفكّر القبطي، أن أعداد الأقباط الذين سافروا إلى إسرائيل ، تضاعف خلال عام 2015، لأن أغلبية من يسافرون لا تهمهم القضية الفلسطينية أو السلام أو التطبيع مع إسرائيل أو أى شيء"، مؤكدًا أن المناخ الكنسى الآن أكثر مرونة مما سبق، ولا توقع عقوبات على المسافرين للقدس، وهو ما ساعد على سفر الأقباط.
وأضاف أسعد، أن زيارة الأقباط إلى القدس هو تهاون واضح حيال القضية الفلسطينية، وتطبيع علنى مع الكيان الصهيوني، وأن موقف البابا الراحل شنودة الثالث كان وطنيًا حيال القضية، والذى منع الأقباط من السفر إلى إسرائيل، ليدعم القضية الفلسطينية وكان القرار وقتها يتوافق مع المناخ السياسى وأولوية القضية الفلسطينية فى ذلك الوقت.