يعقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعًا على مستوى المندوبين الدائمين صباح الأربعاء المقبل، لبحث تطورات الأوضاع في حلب السورية علي ضوء المجزرة الوحشية الجديدة التي نفذها نظام يشار الأسد سد وراح ضحيتها عشرات الأبرياء من المدنيين بمستشفى حلب. وقالت الجامعة العربية في بيان لها، إن "الاتفاق على عقد الاجتماع تقرر بعد المشاورات والاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة ومملكة البحرين (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة) مع الدول الأعضاء، وبعد موافقة دولتين اثنتين على عقد الاجتماع هما السعودية والبحرين، وهو ما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة في مثل هذه الأحوال". وكانت قطر قد دعت أمس السبت، لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تطورات الأوضاع في حلب بالشمال السوري. وبعثت المندوبية الدائمة لقطر لدى الجامعة العربية، مذكرة إلى أمانتها العامة، تطلب فيها، عقد اجتماعٍ لبحث التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب، وما يتعرّض له المدنيون فيها من مذابح على يد قوات النظام، التي تستهدفها بقصفٍ منذ بضعة أيام أوقع مئات القتلى والمصابين. ومنذ 21 أبريل، تتعرض أحياء سكنية بمدينة حلب، لقصف عشوائي عنيف، من قبل طيران النظام السوري، والطيران الروسي، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي "انتهاكًا واضحاً للقانون الدولي". وأكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن ما تتعرض له حلب يتنافى وكافة المواثيق والمبادئ الدولية. وشدد آل ثاني في اتصالات هاتفية أجراها مع وزراء خارجية كل من تركيا وفرنسا وبريطانيا على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه وقف ما وصفه بالمجزرة وحماية الشعب السوري. كما بحث وزير الخارجية القطري الوضع الإنساني المأساوي في مدينة حلب في ظل استمرار القصف الوحشي لقوات النظام في سوريا على المؤسسات والمدنيين. كما ناقش آل ثاني، ورياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، الوضع الإنساني "المتدهور" في حلب خلال لقاءٍ ثنائي جمعهما في الدوحة، اليوم. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية، أن اللقاء بين الطرفين "تناول تطورات الوضع الإنساني المتدهور، في مدينة حلب جراء القصف الوحشي الذي يتعرض له المدنيون من قبل قوات النظام". كما تبادل الجانبان "وجهات النظر بشأن الجهود الدولية المبذولة، لوقف الانتهاكات السافرة بحق الشعب السوري، واستئناف الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية"، بحسب المصدر ذاته. ويأتي طلب قطر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الدول العربية على مستوى المندوبين بعد إعلان روسيا أنها لن تطلب من دمشق وقف الغارات على حلب. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف السبت أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على منطقة حلب التي تشهد مواجهاتٍ عنيفة منذ أكثر من أسبوع. وقال جاتيلوف في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، "كلا، لن نمارس ضغوطاً (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الإرهابي". وأضاف أن "الوضع في حلب يندرج في إطار هذه المكافحة للتهديد الإرهابي".