غلق 50 مصنع طوب ببنى سويف..وتشريد الآلاف.. وعمال الفيوم: جلدنا نشف من التعب قتل الدولار فرحة العمال بعيدهم، حيث تسبب الارتفاع القياسى فى سعر صرفه فى توقف 50 مصنع طوب ببنى سويف عن العمل يعمل بها نحو 800 عامل يتسولون العمل لتوفير أبسط متطلبات الحياة لأبنائهم الذين يهددهم الجوع والعوذ والذل. وأغلقت المصانع أبوابها بعد أن عجزت عن توفير المواد الخام من (طفلة وتبن) نتيجة تضاعف أسعارها وتوقفت فيها حركة البيع والشراء تمامًا ما اضطرها إلى تسريح العمال. وأكد محمود سليم صاحب مصنع للطوب الطفلى أن عدد مصانع الطوب فى المنطقة يزيد عددها على 50 مصنعا يعمل بها المئات توقفت جميعها بسبب ارتفاع أسعار الدولار ما انعكس على زيادة أسعار المواد الخام والسولار والغاز وقررنا إعطاء العاملين بها إجازة مفتوحة.
وأوضح عز الدين إبراهيم فنى بأحد المصانع: "العالم بيحتفل بعيد العمال وإحنا بنحتفل بتوقف المصنع وتسريح العمال". وتابع: الواحد هيتجن، الحكومة تخفض أسعار الطاقة لمصانع الأسمنت التى تحقق ربحا يصل إلى 500% فى حين أنها لم تلتزم بوعودها فى الوقوف بجانب الفقراء. وأضاف نجيب أبو على صاحب مصنع للطوب الطفلى بقرية الشناوية: لقد توقف المصنع عن الإنتاج نتيجة ارتفاع أسعار الدولار وتسبب ذلك فى ارتفاع مستلزمات الإنتاج وقفز سعر سعر الألف طوبة من 285 جنيهًا إلى 500 جنيه على الأرض بخلاف سعر النقل من 50 إلى 70 جنيها لافتًا إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج ومنها الطفلة التي نشتريها ب15 جنيهًا للمتر نتيجة قفزت ل20 لتعويض فارق سعر النقل كما ارتفع سعر طن (التبن) الذى يدخل في صناعة الطوب إلى أرقام فلكية. وفى الفيوم يعيش أكثر من ثلاثة آلاف عامل بمصانع الطوب الأحمر حياة مأساوية وغير آدمية نتيجة عملهم فى هذه المصانع البالغ عددها حوالى 300 مصنع، فمجهودهم وعرقهم ذاهب إلى صاحب المصنع أو رئيس العمال الذى بدوره يقوم بمقاولة للأعمال التي يقومون بها مقابل مبالغ كبيرة لا يحصل العامل منها إلا على بضع جنيهات لا تكفى احتياجاته الأسرية. وأكد رمضان على بيومى 20 عامًا من قرية ترسا التابعة لمركز سنورس أنه يقوم بالحضور إلى المصنع فى الثالثة فجرًا من أجل ممارسة عمله الشاق حيث يقوم بترصيص الطوب أو ما يطلق علية "الخلايا" مقابل 4.5 جنيه للألف فى حين أن رئيس العمال الذى يقوم بإحضارنا إلى المصنع يحصل على 16 جنيهًا لرص الألف من الطوب فنحن نتعب ونتعرض لمخاطر جسدية نتيجة هذا العمل من أجل الحصول على بضع جنيهات نرجع بها لأسرنا فمتوسط حصولنا يوميًا من الأجرة لا يتعدى الخمسين جنيهًا. وعن المخاطر التى يتعرض لها العمال أكدوا أننا نعمل فى أماكن غير آدمية بالمرة فنحن نعمل فى فرن الحريق الذى يقوم بحرق الطوب فى درجة حرارة عالية جدًا بدون وجود حد أدنى للسلامة والصحة المهنية حتى طفاية الحريق غير متواجدة فأيدينا جلدها مات من كثرة النيران التى تلتصق بأيدينا نتيجة رص الطوب على السيارات. من ناحيته أوضح المهندس ماجد أحمد صاحب مصنع للطوب أننا نقابل مشاكل كثيرة فى تنفيذ مثل هذه المشاريع لأنها تحتاج إلى تكلفة مالية عالية تتخطى 3.5 مليون جنيه ولا يوجد تعاون من جانب المسئولين فى الاستثمار فى مثل هذه المشاريع التى تشجع الأيدى العاملة وتكافح البطالة وتقوم بتشغيل الشباب. وأضاف أن هذا المصنع مرّ إجراءات تراخيص استغرقت أكثر من أربعة سنوات كاملة وأخذنا وعد بتوصيل الغاز الطبيعي ولكن فوجئنا بعدم التوصيل بدون مبرر أو سبب فنحن نحتاج إلى مستثمرين والبلد تحتاج إلى كل مشروع حتى ننهض بها.