يمكن أن تهاجر لتمكث في مكان آخر بحثًا عن الرزق، لكن قد لا تضمن أن تبقى روحك معاك ولا تهاجر لأسباب عدة ولسبب واحد أنك مصري، هذا هو حال الكثيرين من المصريين الذي دفعهم ضيق الحال إلى طلب الرزق في الخارج، لكن تحولت شهوة المال إلى مصير آخر يسمى شهادة الوفاة. بين الدهس والحرق والرمي بالرصاص، يواجه المصريون مصيرهم بالخارج، فمنهم من يدفع حياته ثمنًا للهروب من بلد لم يحقق فيها أحلامه ومنهم من يتساوى سعره بلعبة البلاي ستيشن وكثيرين بدافع السرقة.
ترصد "المصريون"، عددًا من حالات الوفاة التي يتعرض لها المصريون بالخارج:
محمد رشدي آخر جرائم القتل في حق المصريين في الخارج، وقعت عقب يومين من واقعة "حبيب المصري "في لندن، بدأت الواقعة بالعثور على جثة المواطن المصري محمد رشدي والذي أبلغ عن اختفائه في 21 إبريل بأحد صناديق النفايات في ولاية أنديانا بالولايات المتحدةالأمريكية، وأوضحت النيابة فيما بعد وجود آثار للتعذيب وكسر في الجمجمة. بدأت الواقعة ببلاغ مقدم من صديق القتيل المغربي والذي كشف الواقعة بعد ذهابه إلى مكتبه ليجده مفتوحًا بجانب الخزينة التي كانت مفتوحة مما دفعه للشكوك بحدوث شيء ما تجاه القتيل، وأشار رئيس الاتحاد الدولي لأبناء مصر بالخارج، إلى أن بعض الموظفين التابعين لمكتب المحاسبة الذي يملكه القتيل وراء الحادثة، موضحًا أن ملابسات الحادث تشير إلى أنها واقعة سرقة.
حبيب المصري "حبيب المصري" كما عرف ربما كانت الواقعة الأشهر في الفترة الأخيرة قد يكون الغموض هو السر في ذلك خاصة أن الواقعة مرتبطة بمكالمة هاتفية طويلة سبقت الوفاة، ربما كانت هذه المكالمة آخر الكلمات التى نطقها ضحية إحدى ضواحي العاصمة البريطانية لندن في 26 إبريل 2016. "خروجه للتنزه" كان آخر طلب يطلبه طالب كلية الهندسة بجامعة جرينتش من والده الذي سمح له بالخروج برفقة أخته التي روت تفاصيل الواقعة فيما بعد، لتكشف عن مكالمة طويلة جمعت أخيها بصديق له يدعى توني استمرت من العاشرة مساء لمنتصف الليل، بعدها وجد الشاب المصري مقتولًا في مرآب للسيارات بمنطقة ساوث هول ما بين المنتصف الليل وحوالي الواحدة فجرًا. وقد تدخل نحو 40 من عمال الإطفاء والإنقاذ، وبعد ذلك جاءت طائرة مروحية وتولت نقله إلى مستشفى بادنجتون في حالة حرجة، لكنه كان حيا"، إلا أنه فارق الحياة بعد وصوله للمستشفى. وتداولت الأنباء بشأن قيام الشرطة البريطانية بتوقيف شخص مشتبه به إلا أنها سرعان ما أفرجت عنه بكفالة.
يدفع حياته مقابل الهروب من بلده ربما كانت "الهجرة غير الشرعية"، هى تهمتهم الوحيدة التى دفعوا ثمنها حياتهم، وتواردت الأنباء بشأن مقتل 16 مصريًا بمدينة بني وليد الليبية جنوبطرابلس في 27 أبريل الجاري، ليتضح فيما بعد أن الضحايا كانوا مهاجرين غير شرعيين لقوا حتفهم بعدما فتح عليهم مسلحون النار. وانتشرت المعلومات والتي تؤكد أن سبب المشاجرة التى أدت إلى الوفاة هو وقوع خلاف بين الضحايا المصريين وبين وسطاء ليبيين "المهربين" بسبب تأخير تهريبهم وإيوائهم بأماكن سيئة، ما أدى لوقوع مشاجرات قتل على إثرها 3 مهربين، وهو ما دفع المهربين الليبيين للثأر حسب الروايات ما أدى إلى قتلهم 16 مصريًا رميًا بالرصاص. وكانت الرواية الأشهر تفيد بتوقف الضحايا بطريق النهر وحدثت المشاجرة بين السائق وأحد الركاب واعتدى الركاب على السائق وقتله وقتل مرافقيه الاثنين، وأثناء محاولتهم الفرار بالسيارة قامت مجموعة تابعة للمهربين، ومجموعة أخرى بتتبع السيارة وأطلقوا النار على من بها ونتج عن ذلك مقتل 16 مصريًا وفرار البقية من السيارة.
مطار بوليفار آخر محطات حياته المصري"عبد الرحمن عبد العزيز" الذي انتهت حياته بمجرد وصوله لمطار سيمون بوليفار الدولى في مارس 2016، فما إن وصل الراكب المصري على متن الطائرة والتي حملته من فرانكفورت إلى "مطار سيمون بوليفار الدولي" في مدينة Maiquetia بولاية "فارجاس" بالشمال الفنزويلي، إلا وسقط قتيلا برصاصتين على رصيف الباب الرئيسي للمطار. وكانت الرواية الأغرب في هذه الواقعة تشير إلى أن موظف المطار وراء مقتل المسافر عبد الرحمن السيد حسن عبد العزيز، حيث تعرض لخدعة على يد هذا الموظف والذي طلب منه الانتقال إلى قسم آخر في المطار فور وصوله خاص بالرحلات الداخلية، لأنه كان ينوي السفر في اليوم نفسه إلى مدينةGüiria ، حيث كان سيبدأ عمله ب شركة نفط فنزويلا". وخرج عبد الرحمن من قسم السفر الدولي في المطار إلى نظيره للسفر المحلي، ويفصلهما شارع داخلي في منطقة المطار، وعند الرصيف وجد شخصين كامنين له على دراجة نارية بانتظاره، ثم تقدم منه طالبًا تسليمه ما لديه من مال وأغراض شخصية، كساعة وهاتف جوال وما شابه، على مرأى حتى من موظفين بالمطار أو من داخلين إليه للسفر أو الاستقبال. إلا أنه رفض تلبية طلبهما، ليفاجئه اللصين برصاصتين، طرحته جثة على الرصيف، ثم لاذا بالفرار على الدراجة إلى متاهات كاراكاس، المعتبرة إحدى أخطر العواصم بالجريمة المنظمة. وأسوأ ما في الأمر أن مارة على الرصيف كانوا يرون ما يحدث، ولا يعيرون له أي اهتمام، ربما خوفًا من مسدس كان بقبضة اللص.
سبقهم فدهسوه
خيم السواد على قرية صفط تراب التابعة لمركز المحلة، في محافظة الغربية في فبراير من هذا العام، حزنًا على مقتل نجلها وليد حمدي الهيتمي (38 عامًا)، فى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، تحت عجلات سيارة 4شباب سعوديين، عقب خلاف نشب بينهم على أولوية السير ليقوم سعوديون بضربه ضربًا مبرحًا وسحله في الشارع، ومن ثم دهسه بسيارتهم أمام مرأى ومسمع من جميع المارة الذين لم يتحركوا ساكنًا. سافر الهيتمي إلى السعودية منذ سنوات وعمل بمدينة الرياض في شركة اكسسوارات سيارات، موضحًا أن زملاءه في السعودية هم من أخبروا ذويه عن وفاته حيث تلقى خبر وفاته شقيقيه لأن والده متوفى منذ سنوات. وتم إيداع جثته بمستشفى الإيمان العام بالرياض، وبعرضه على الطبيب الشرعي قرر أن الحادث جنائي، على أن يتم دفن الجثمان بالسعودية.
مصري بسعر البلاي ستيشن
كانت أولى الحوادث من هذا النوع، حيث انتشرت الأنباء بمقتل المواطن المصري أحمد عاطف دهسًا تحت عجلات سيارة كويتيين في نوفمبر 2015، ليلفظ الشاب أنفاسه في الحال، بعدما قامت السيارة بدهسه عدة مرات والمرور فوق جسده. وبدأت المشاجرة التي لقي الشاب البالغ من العمر25 عامًا مصرعه على إثرها، بمشادة في محل أجهزة كهربائية على شراء جهاز بلاي ستيشن، واختلفوا على السعر، فعاد الشاب الكويتي بصحبة زملائه واعتدوا على المحل ومن فيه، وكان من بينهم القتيل الذي خرج من المحل لتدهسه السيارة. بدأت القصة حينما حاول مواطنون كويتيون شراء أحد الأجهزة واختلفوا على السعر مع البائع المصري، وسب الكويتيون البائع وذهبوا لإحضار قرابة ال15 فردًا، وقاموا بتكسير المحل والاعتداء على العاملين إلى أن أمسك العمال المصريون باثنين من المعتدين، فقام أحد أصدقائهم المنتظرين بسيارة خارج المحل بضرب المتجمعين.