قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية, إن الرئيس باراك أوباما لا يريد أن يسلم الرئاسة لخلفه بعلاقات متوترة مع مصر والسعودية تحديدا, بسبب دورهما المحوري بالشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 25 إبريل, أن أوباما زار السعودية خلال الأيام الماضية, بالتزامن مع زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مصر. وتابعت " زيارة أوباما للسعودية تحديدا تعكس تنامي أهمية المملكة بالنسبة لسياسة واشنطن الخارجية ". واستطردت "واشنطن استأنفت أيضا مؤخرا المساعدات العسكرية للقاهرة، بعد إدراكها أن محاولة التأثير على السياسة الداخلية لمصر لن تأتي بنتائج مرجوة, بل ستجعل أيضا الأوضاع في البلاد أكثر سوءا". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإدراك يكشف السبب الحقيقي لزيارة كيري لمصر, وهو محاولة تحسين العلاقات بين القاهرةوواشنطن, وتسوية خلافاتهما فيما يتعلق بحقوق الإنسان, انطلاقا من اقتناع واشنطن بأن المصالح لها الأولوية, وأن وجود شركاء لها بالشرق الأوسط, أفضل من عدمه. وقام وزير الخارجية الأمريكي بزيارة خاطفة إلى القاهرة في 20 إبريل, وذلك قبل مظاهرات دعت إليها قوى سياسية مصرية احتجاجا على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية, ولذا فسر البعض هذه الزيارة, بأنها محاولة لإظهار الدعم للنظام المصري قبل مظاهرات 25 إبريل. وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية, علقت على دعوات التظاهر في مصر في 25 إبريل, قائلة إن هناك أزمات أخرى بجانب قضية جزيرتي تيران وصنافير, زادت من الاستياء الشعبي ضد النظام الحالي في البلاد, حسب تعبيرها. وأضافت الشبكة في تقرير لها في 25 إبريل, أن من أبرز هذه الأزمات ما سمته "القمع", واعتقال المعارضين السياسيين , وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وتابعت " مصر شهدت أيضا في 15 إبريل احتجاجات كبيرة ضد قرار نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية". واستطردت " السلطات المصرية كثفت إجراءاتها الأمنية, استباقا لمظاهرات 25 إبريل", مشيرة إلى أن الجيش قام بنشر قوات لتأمين المنشآت العامة. وأشارت الشبكة إلى أن ما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان يؤكد أن "تيران وصنافير" مصريتان, ولذا هناك من يرى أن "التنازل عنهما بمثابة خيانة", حسب تعبيرها. وأطلق العشرات من الشخصيات السياسية المصرية -وغالبيتها تنتمي لأحزاب يسارية وليبرالية- حملة "مصر مش للبيع", التي تهدف بالأساس إلى جمع توقيعات لرفض ما تعتبره هذه الشخصيات "تنازلا" من السلطات عن أراض مصرية. وكانت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، قالت أيضا إن رد الفعل الشعبي الغاضب إزاء نقل تبعية جزيرتي " تيران وصنافير" للسعودية, كان بمثابة "مفاجأة" غير سارة للنظام الحالي في مصر, حسب تعبيرها. وأضافت المجلة في تقرير لها في 22 إبريل, أن ما سمته "القمع" في مصر أدى إلى تراجع شعبية النظام , إلا أن الغضب الشعبي وصل ذروته, إثر التخلي عن الجزيرتين. وتابعت "حجم الغضب الشعبي كان كبيرا الغاية, وهو ما وضع النظام المصري في مأزق". واستطردت " كثيرون في مصر اعتبروا التخلي عن الجزيرتين إهانة لكرامة بلادهم, رغم التأكيد الحكومي أنه تم إعادة الجزيرتين لمالكهما الحقيقي، لأن السعودية كانت حولت إدارتهما إلى مصر في عام 1950, لخوفها من سيطرة إسرائيل عليهما". وأشارت المجلة إلى أن ما زاد من مأزق النظام المصري, أن تظاهرات "جمعة الأرض" في 15 إبريل, كانت الأكبر من نوعها منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة قبل عامين تقريبا. وأضافت " هذه التظاهرات شهدت أيضا عودة شعار ثورة يناير (الشعب يريد إسقاط النظام)", وهو ما اعتبرته دليلا على تصاعد الغضب الشعبي في البلاد.