بعنوان "خطر في مضيق تيران".. قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه في المنطقة التي نعيش فيها نحن الإسرائيليون هناك أمور قد تبدو مستقرة وآمنة لكن من شأنها أن تتحول إلى العكس وتصبح مصدرا للقلق في تل أبيب، وتذكرنا بفظائع حدثت في الماضي غير البعيد". هذا بالضبط ما يحدث الآن في أعقاب الاتفاق الجديد بين القاهرةوالرياض والمتضمن بناء جسر بري يربط شبه جزيرة سيناء بالمملكة السعودية، وتسليم مصر جزيرتي صنافير وتيران للأخيرة، وهما الجزيرتان اللتان تحكمان عملية الملاحة في خليج العقبة، وفق التقرير. وأضافت الصحيفة "اتفاق السلام مع مصر عام 1979 جعل الإسرائيليين يتنفسون الصعداء أخيرا؛ بعد سنوات عانت فيه القطع البحرية التابعة لتل أبيب من تقييد حركتها في خليج العقبة ومضيق تيران، العمليات المصرية ضد حرية الملاحة الإسرائيلية في تيران والعقبة كانت إحدى الأسباب لاندلاع حرب 1967". وقالت: "لا عجب إذن أن الالتزام المصري بحرية الملاحة الذي يتبدى من خلال اتفاقية كامب ديفيد ويدعمه مذكرة الاتفاق الجانب الأمريكي، يعتبر ركيزة أساسية في ضمان استقرار السلام بين القاهرة وتل أبيب ، ولا شك أن الاتفاق الجديد بين القاهرةوالرياض يتضمن في ثناياه فوائد اقتصادية كبيرة لمصر، ومن شأنه أن يساهم في زيادة الاستقرار داخلها، ومن هذا المنطلق سيكون له نتائج إيجابية لإسرائيل". وتساءلت الصحيفة "كيف سيكون الوضع القانوني لالتزامات القاهرة تجاه تل أبيب فيما يتعلق بالملاحة في خليج العقبة؟"؛ موضحة أن "تيران وصنافير نقلا للسيادة المصرية في خمسينيات القرن الماضي، وذلك لمنع السفن الإسرائيلية من الملاحة، ومع سيطرة تل أبيب على سيناء عام 1967، تم احتلال الجزيرتين، نظرا لكونهما مركزا استراتيجيا هاما في ضمان حرية الحركة البحرية للسفن". وأضافت هآرتس: "بعد عودة الجزيرتين لمصر في أعقاب اتفاقية السلام، تم تصنيفهما كجزء من (المنطقة ج) التي يتواجد بها مراقبون مدنيون ومشرفون دوليون اتفق عليهم أطراف الاتفاقية". وذكرت أنه "وفقا للقانون الدولي؛ فإن مصر لديها حق السيادة التامة للتوقيع على كل اتفاقية ترغب في عقدها مع أي دولة، بما فيها المملكة السعودية، لكن في المقابل هناك الالتزام المصري بكامب ديفيد"، موضحة أنه "بموجب هذا الالتزام وعلاقات السلام والجوار بين الدولتين، تعاونت القاهرة مع تل أبيب فيما يتعلق بنقل الجزيرتين للرياض". لكنها قالت "رغم ذلك فإنه السعودية غير ملزمة بشيء أمام إسرائيل وترى فيها عدوا، كما أنه من غير الواضح ماذا سيحدث إذا تم فتح سيناء أمام العناصر الأصولية التابعة للتيار الوهابي المتطرف"، بحسب وصف هآرتس. وتساءل التقرير: "هل تم الأخذ بالاعتبار عدم الاستقرار المتفشي في منطقتنا، والخطر المتمثل في حدوث تطورات مستقبلية قد تؤدي إلى تغييرات تؤثر على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل". وقالت "هذه المخاوف ازدادت بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي بالقاهرة، وأعلن فيها أن دولته لن تتعاون مع تل أبيب بعد نقل الجزيرتين للسعودية"، مختتمة "تل أبيب تنظر بأهمية لهذه التساؤلات، ومن اللازم أن يفكر مسئولي الرياض المختصين بالشأنين الخارجي والأمني في نتائج الاتفاق مع القاهرة".