الصين وإسرائيل يوجهان ضربة لقناة السويس.. روسيا توجه ضربة للسياحة.. والبشير ينقلب على مصر.. خبراء: الدول تبحث عن مصالح شعوبها "علاقتنا الخارجية تسير بطريقة جيدة والحمد لله إحنا موجودين فى مجلس الأمن، ولسه بنطور فى علاقتنا"، على الرغم من تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى بدت أنها محاولة لإظهار أن مصر تتمتع بعلاقات جيدة مع المجتمع الدولي، إلا أن ذلك لاينفي تعرض نظامه لأكثر من ضربة من الخارج كان مصدرها حلفاء تقليديين له. ورغم نفى السيسى بشكل قاطع أى أزمات عكرت صفو العلاقات بين النظام و دول أوروبية، لاسيما الدول الداعمة للنظام، وذلك على خلفية حوادث وقعت على الأرض المصرية، بداية من إسقاط الطائرة الروسية نهاية أكتوبر الماضي، وأخيرًا مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى وتوجيه أصابع الاتهام للشرطة المصرية، إلا أن السيسى بدا فى المؤتمر الصحفى مع نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند، عصبيًا على غير العادة. وقال إن هناك من يحاول الإضرار بالعلاقة بين مصر وإيطالياوفرنسا عن طريق الحديث عن قضية "ريجينى" أو قتل مواطن فرنسى، مشددًا على أن ذلك محاولة لعزل مصر عن محيطها الأوروبى. إلى ذلك تستعرض "المصريون" أبرز الطعنات التى وجها حلفاء السيسى لنظامه.. الصين تنهى أسطورة قناة السويس رغم الاستقبال الحافل للرئيس الصينى شى جين بينج، فور وصوله مطار القاهرة، من جانب السيسى، فضلاً عن العلاقات المميزة التى تجمع البلدين فى كافة المجالات، إلا أن بكين بدأت فى حث شركات الملاحة على استخدام "الممر الشمالى الغربي" المار عبر القطب الشمالى، الذى فتح بفضل التغير المناخى، لتقليل الزمن الذى تستغرقه الرحلات البحرية بين المحيطين الأطلسى والهادى. ويعتبر هذا القرار ضربة جديدة لقناة السويس، التى تعتبر المنفذ الرئيسى للدخول العملة الصعبة للبلد بعد تتدهور الحالة الاقتصادية، إذ سيساهم استخدام الممر القطبى، فى توفير الوقت والمال لشركات النقل البحرى الصينية، فعلى سبيل المثال تكون الرحلة البحرية من شنغهاى إلى ميناء هامبورج الألمانى عبر الممر الشمالى الغربى أقصر ب 2800 ميل بحرى عن الطريق المار عبر قناة السويس. وقال الناطق باسم وزارة الملاحة البحرية الصينية، إن هذا الطريق سوف يغير من وجه الملاحة التجارية العالمية مما سيكون له أثر كبير على التجارة العالمية والاقتصاد العالمى وتدفق رءوس الأموال واستغلال الموارد الطبيعية. ووفق الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، فى حوار أجراه مع شبكة الصين أثناء زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى القاهرة مطلع يناير الماضي، فإن حصة الصين من إجمالى الحاويات المحملة العابرة لقناة السويس يبلغ حوالى 23%، حيث بلغ عدد الحاويات القادمة من بكين أو المتجهة إلى الصين عبر قناة السويس عام 2014 حوالى 8.12 مليون حاوية. وأضاف: "بالتالى قرار الحكومة الصينية للشركات الملاحية باستخدام «الممر الشمالى الغربى" المار عبر القطب الشمالي، سوف يؤثر على تدفق العملة الصعبة للبلد الذى يعتبرها النظام المنفذ الوحيد للعملة الصعبة". ورأى المستشار أحمد خزيم، الخبير الاقتصادى، أن قرار الحكومة الصينية الأخير سيوجه ضربة جديدة لإيرادات قناة السويس، التى تسجل تراجعًا مستمرًا منذ افتتاح التفريعة الموازية، وذلك بسبب أن السفن الصينية مؤثرة بحركة الملاحة، خاصة أن القناة تعتمد على السفن بشكل أكبر من الوسائل الأخرى، أيضًا حركة التجارة العالمية متباطئة كثيرًا ما سيؤثر على إجمالى العبارات والسفن بالمجرى الملاحى. وأضاف ل"المصريون": لو افترضنا صحة هذا الكلام فإن ذلك سيغير الأمور بالعالم وقناة السويس التى سوف تعانى بشكل كبير من الممر هذا، موضحًا أن السفن سوف تلجأ لطرق أخرى، بفعل التغيرات المناخية، كما أن تراجع سعر الوقود أعطى السفن القدرة على عبور طرق أطول بتكلفة أقل مما يؤثر على عبور السفن لقناة السويس. ولم يتوقف الأمر على ذلك، فقد كشفت صحيفة "الجماينة" اليهودية، والتى يقع مقرها فى الولاياتالمتحدة، فى تقرير لها، أن إسرائيل والصين، يمضيان قدمًا نحو تنفيذ مشروع إنشاء خط سكة حديد، يكون بديلاً لقناة السويس. وذكرت الصحيفة فى تقريرها، أن تكلفة هذا المشروع 2 مليار دولار، بطول 300 كيلو متر، يربط بين ميناء "إيلات" على البحر الأحمر، وميناء "أشدود" على البحر المتوسط، والغرض منه الربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، عن طريق إنشاء خط سكة حديد لشحن البضائع. وأشارت "الجماينة"، إلى أن المشروع الذى يشرع على تنفيذه كل من إسرائيل والصين، والمسمى ب"ريد-ميد"، سوف يكون بديلاً لقناة السويس، التى تسيطر عليها مصر، لافتة إلى أن المشروع سيبدأ تنفيذه خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن يستغرق حوالى 5 سنوات. ورأت الصحيفة، أن هذا المشروع كارثة، سوف تؤثر على عائدات قناة السويس، التى تمثل مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة فى مصر، وخاصة أن الصين شريك فى هذا الخط "ريد- ميد"، والتى يعتبر نشاطها التجارى على مستوى العالم كبير جدًا، وصادراتها تغزو الأسواق الأفريقية والأسيوية. روسيا تضرب السياحة لم يعبأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بصداقته القوية مع الرئيس السيسى، وبعلاقة بلاده المتميزة مع النظام المصري، عندما قررت موسكو وقف الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ، على أثر إسقاط الطائرة الروسية نهاية أكتوبر الماضي، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة لاستعادة السياح الروس من شرم الشيخ، الذى يقضى الآلاف منهم عطلاتهم فى مصر وهو ما شكل غضبًا كبيرًا فى القاهرة، حيث إن القرار الروسى أثر بشكل كبير على قطاع السياحة المصري. وبحسب تقديرات البنك المركزى المصرى، فإن السياحة الغربية تشكل نحو 76% من السياحة الوافدة لمصر، والسياحة الروسية تمثل 30%. ورغم الجهود التى يبذلها المسئولون المصريون لإعادة إنعاش السياحة، وإعطاء الجانب الروسى كل التطمينات اللازمة، إلا أن عملية اختطاف الطائرة المصرية نهاية مارس الماضي، أتت كرصاصة الرحمة للقطاع الأهم فى مصر. وقال قال "فرانس كلينتسيففتش" النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن فى مجلس الاتحاد الروسى، إن حادث اختطاف الطائرة المصرية، يستثنى إجراء أى مباحثات لاستئناف الرحلات الجوية مع مصر، ويجعل الحديث عن ذلك غير وارد، والمصريون غير مستعدين لضمان سلامة سياحنا. إيطاليا تضرب التجارة المصرية وجهت إيطاليا ضربة مؤلمة للنظام المصري، إثر مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، بعد اختفائه يوم 25يناير الماضي، ومن ثم العثور على جثته مقتولاً بعد تعذيبه في 3فبراير الماضي. وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية مطلع الشهر الجارى، استدعاء سفيرها من مصر، وذكرت فى بيان، أن وزير الخارجية الإيطالى باولو جينتلونى أمر باستدعاء السفير ماوريزيو ماسارى من القاهرة إلى روما للتشاور، وأضافت أن القرار يأتى بعد التطورات فى تحقيقات قضية ريجينى، وخاصة الاجتماعات التى عقدت، فى روما، بين فرق التحقيق المصرية والإيطالية. وأبدى خبراء اقتصاديون، تخوفهم أن ينسحب هذا القرار على العلاقات بين البلدين ويكون بمثابة ضربة أخرى يتلقها الاقتصادى المصرى الذى يعانى من نزيف حاد، لاسيما أن روما تعتبر هى الشريك التجارى الأوروبى الأول لمصر والثانى على مستوى العالم، وخامس دولة فى مجال الاستثمار، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات. فمع تولى السيسى، مقاليد الحكم فى 2014، كانت إيطاليا أولى الدول التى صوّب إليه وجهته لإبرام الاتفاقيات. وتوقع الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية، أن تتخذ إيطاليا إجراءات صعبة التى من شأنها أن يكون لها تأثيرات سلبية خلال الفترة المقبلة، وذلك لأن القائمين على شأن مصر "دماغهم ناشفة"، على حد وصفه. وتابع: "المسئولون فى إيطاليا مدركون جيدًا للوضع الاقتصادى المتردى الذى تشهده مصر"، لافتًا إلى أنهم يعلمون إلى جانب ذلك الملف السياسى والدبلوماسى. السودان تدعم سد النهضة يمثل سد النهضة الذى تصر إثيوبيا على إنشائه، رغم الاعتراضات المصرية، صداع للنظام المصري، لاسيما بعد تصريحات الرئيس السوادنى، التى اعتبرت أنها ضربة قوية للدولة المصرية، مما سيضعها بمفردها أمام دول حوض النيل الذى حاول تحيدها طوال الفترة الماضية. وكان الرئيس السوادنى عمر البشير، قال إن مشروع "سد النهضة" إيجابياته تغطى على سلبياته، مشيرًا إلى أن سد النهضة فيه مصلحة كبيرة لإثيوبيا و السودان، مضيفًا أنه تم تجاوز تحفظات الحكومة المصرية حول السد، من خلال اللقاءات العديدة التى جمعت بين الدول الثلاث. وأكد البشير، فى حوار مع التليفزيون الإثيوبي، وجود تعاون مشترك بين بلاده وإثيوبيا فى مكافحة الإرهاب، ممثلًا فى الجماعات المتطرفة والحركات المسلحة. واعتبرت تصريحات البشير، بمثابة انقلاب حقيقى على النظام المصري، وضربة أخرى تضاف إلى رصيد الضربات التى تهدد مصر، لاسيما أن السودان كانت الدولة الوحيدة التى تقف إلى جانب مصر فى تلك الأزمة وتساندها أمام دول حوض النيل. فيما رأى مراقبون أن تصريحات البشير تأتى تعبيرًا على الأزمة الحالية بين مصر والخرطوم حول مطالبة السودان ب"حلايب وشلاتين"، أسوة بجزيرتى تيران وصنافير التى تنازلت عنهما الحكومة المصرية للمملكة العربية السعودية. ووصف الدكتور ضياء الدين القوصى، مستشار وزير الرى الأسبق، تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير، ب"الغريبة"، مشددًا على ضرورة مناقشتها فى الجامعة العربية. وأشار "القوصي"، فى تصريحات إعلامية، إلى أنه ليس مقبولاً أن تقارن حلايب وشلاتين المصرية، بجزيرتى تيران وصنافير، موضحًا أن الموضوع مختلف وخط العرض 22 واضح حيث تقع حلايب وشلاتين داخل مصر. ومن جانبه أكد الدكتور مختار الغباشى نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الدول دائمًا ما تبحث عن مصلحتها ومصلحة شعبها، مضيفا فالعلاقات المتميزة بين البلاد والدعم الذى تتلقاه مصر من بعض الدول، لن يمنعها أبدًا من البحث عن مصلحتها حتى لو كانت تلك الدول من الحلفاء. وأوضح نائب رئيس مركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية ل"المصريون"، أن إيطالياوروسياوالصين تناغموا مع النظام المصرى عقب 30 يونيو 2013، لافتًا إلى أن روسيا تمحور دورها مع مصر خلال الوضع الراهن، أثر إسقاط الطائرة الروسية التى وترت الأجواء بين البلدين رغم نفيهما ذلك، إلا أن ذلك ظهر فى القرار الروسى بحظر السياحة الروسية إلى مصر لظروف أمنية. وتابع الغباشى: "ظروف كل بلد أثرت بالتأكيد على العلاقة مع مصر، سواء روسيا وإسقاط طائرتها ومقتل الطالب الإيطالى الذى ساهم فى رفع حدة التوتر بين القاهرةوروما، مؤكدًا أن التأثيرات السياسية سيكون لها بالغ التأثير على كل المجالات". ورأى، أن النظام المصرى برغم حالة التوتر التى تخللت علاقاته بعدد من الدول، إلا أنه نجح فى فتح أطر جديدة سواء مع مجلس التعاون الخليجى الذى طور علاقاته معه بعدد من الاتفاقيات، إضافة إلى فرنسا التى تمثل الدولة الأهم فى الغرب.