يستعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لتدشين حملة علاقات عامة مكثفة فى الداخل تهدف لتحسين صورته أمام الرأى العام، ومحاولة استعادة صورته كحامى للثورة ومتضامن معها وداعم لتحقيق أهدافها، بالتزامن مع مرور عام على اندلاع ثورة 25 يناير وتوليه إدارة شئون البلاد إثر تنحى حسنى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير. وكشفت مصادر مقربة من المجلس ل"المصريون"، أن المجلس قد يقدم خلال الفترة القادمة على الكشف عن أسرار خاصة بتدخله لحماية الثورة، ومنع الانقلاب عليها أو تصفية المتظاهرين داخل ميدان التحرير من خلال وثائق ومستندات لا تقبل الشك تؤكد عودة ثقة قطاع واسع من الشعب فيه مرة أخرى، بعد حملات التشكيك الأخيرة. وربطت المصادر ذاتها هذا الأمر باحتمالية دفع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمرشح مدنى ذى خلفية عسكرية للاستحقاق الرئاسى، لاسيما أن محاولاته لرفع سهم الدكتور منصور حسن، رئيس المجلس الاستشارى كمرشح توافقى لم تكلل بالنجاح. وأغلق المجلس العسكرى بشكل نهائى ملف دعم الفريق حسام خير الله، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية خاصة فى ظل توتر العلاقة مع المخابرات العامة، لاسيما خلال الأشهر الأخيرة من ولاية عمر سليمان، وهى الخلافات التى تفاقمت خلال فترة الثورة. وقال السفير عبد الله الأشعل، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية ل "المصريون"، إن هناك غموضا وارتيابا داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حيال الاستحقاق الرئاسى حيث ما زال الجيش يكثف اتصالاته للوصول إلى توافق مع القوى الإسلامية لمرشح بعينه لمنصب رئيس الجمهورية، فى ظل رفض "الإخوان المسلمين" المعلن لأى مرشح محتمل يرتبط بالنظام السابق أو ذات خلفية عسكرية وهو الأمر الذى يحاول الطرفان بشكل مكثف الوصول لحل له حتى الآن. واعتبر أن حملة العلاقات العامة المزمع الإعلان عنها تهدف لمواجهة مساعى التشكيك فى إمكانية تسليم الجيش للسلطة، والرد على حملات التشويه المتتالية للمجلس، والتى أسهمت قراراته البطيئة وتردده فى اتخاذ مبررات لها.