منذ ما يقرب من 28 عام كان الأديب العالمي نجيب محفوظ جالساً علي مقهي في حي الجمالية إذ جاءه خبر فوزه بجائزة نوبل في الأدب وبالتحديد في 13 أكتوبر عام 1988 ليصبح أول عربي يحوز علي جائزة نوبل منذ تاريخ انشاءها في 27 / نوفمبر / 1895 – وفي هذا الصدد وبهده المناسبة فمنذ أن تسلمت كريمتيه الجائزة فكتب وتكلم الكثير والكثير حتى وقتنا الحاضر – فقد تكلم عن محفوظ العالم شرقاً وغرباً وما نحن بصدده الآنوتذكرته فإن الذكري تنفع المؤمنين هو نص الرسالة التي أرسلها الأديب نجيب محفوظ إلي لجنة نوبل وقرأها نيابه عنه الأستاذ الكاتب / محمد سلماوي إذ سطر محفوظ في الرسالة الممتعه حيث قال - أنه قادم من العالم الثالث وإنه ابن الحضارتين الفرعونية والإسلامية ولقد علق الكثير والكثير عن كلمته بشأن الحضارة الفرعونية ولم نسمع كثيراً عن سطور كلماته عن أنه ابن الحضارة الإسلامية وبذلك نجدد كلمته عن تلك الحضارة العظيمة ليعي كل من يرمي نجيب محفوظ بأنه أديب ضد الإسلام وذلك بكتابته روايته المشهورة " أولاد حارتنا" والذي قبل فيها الكثير والكثير من الأراء وشهدت ساحات البحث مجالاتواسعة وكثيرة وتم منعها مسلسلة في جريدة الأهرام عام 1958 بتوصيات من الأزهر حينذاك وهو من رجاحة عقله واتزانه وإيمانه وزهده – رفض طبعها ونشرها إعلاء منه بشأن وقيمة الأزهر وقراره – وعندما كانت رواية " أولاد حارتنا " من حيثيات فوز محفوظ بالجائزة إذ حدثت ضجه وزخم كثير وانبرت الكثير من دور النشر لنشرها ليقرأها الناس ويحققوا ثروة علي أكتاف الرجل لكن الرجل الحصيف المؤمن أبي اباً شديداً إعادة طمعها وعندما اشتد الطلب عليه اوصي بطبعها ولكن بعد وفاته وفعلاً تم تنفيذ وصيته وبادرت دار نشر الشروق بطبعها وكتب تقديماً لها عالمان جليلان من علماء الأمة الافذاذ والذين لا ينتمون إلي أي جهة وإن كانوا يحسبوا علي الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل وهما الأستاذ الدكتور / محمد سليم العوا والدكتور / أحمد كمال أبو المجدوهانئذأعود مرة أخري وأذكر القراء بما قاله أديب نوبل في رسالته عن الحضارة الإسلامية فقد قال نصه( أحدثكم عن الحضارة الإسلامية فلن أحدثكم عن دعوتهاإلى إقامة وحدة بشرية في رحاب الخالق تنهض على الحرية والمساواة والتسامح، ولا عن عظمة رسولها.. فمن مفكريكم من كرمه كأعظم رجل فى تاريخ البشرية.. ولا عن فتوحاتها التى غرست آلاف المآذن الداعية للعبادة والتقوى والخير على امتداد أرض، مترامية ما بين مشارف الهند والصين وحدود فرنسا. ولا عن المؤاخاة التى تحققت فى حضنها بين الأديان والعناصر.. فى تسامح لم تعرفه الانسانية من قبل ولا من بعد.. ولكنى سأقدمها فى موقف درامى. مؤثر يلخص سمة من أبرز سماتها. ففى إحدى معاركها الظافرة مع الدولة البيزنطية ردت الأسرى فى مقابل عدد من كتب الفلسفة والطب والرياضة من التراث الإغريقي العتيد.. وهى شهادة قيمة للروح الإنسانىفى طموحه إلى العلم والمعرفة.. رغم أن الطالب يعتنق دينا سماوياً والمطلوب ثمرة حضارة وثنية.. قدر لى يا سادة أن أولد فى حضن هاتين الحضارتين، وأن أرضع لبانهما واتغذى على أدابهما وفنونهما. ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم الثرية الفاتنة . هذا كلام الأديب المرحوم / نجيب محفوظ ورسالته إلي لجنة نوبل والتي قد تكون وضعت حداً لإيمان الرجل ونقاء وصفاء عقيدته الإسلامية والتي شكك فيها المتشككون حتى أن شاباً نحيلاً أصفر الوجه امرد في بدايات العقد الثالث من عمره قصير القامة توحي ملامحة بالبؤس وتشي جبهته بضيق الأفق وكان قليل الحديث لكنه إذا تكلم ايقنت أنك أمام شخص اجهل من دابه ضحلوفارغ من أي معلومة دينية هكذا وصفته هيئةالمحكمة حينذاك قام بطعنه بسكين في رقبته مما أساء إلي ديننا الحنيف وصورنا أمام العالم والدنيا بأننا ضد الفكر والإبداع وقد نوه أحد الكتاب المعاصرين وهو الأستاذ المفكر / محمد يوسف عدس علي هذه الرسالة بقوله في مؤلفه ( رحلة عقل ) قال ما نصه ( هذا الكلام الواضح المستقيم كالسيف الشفاف كالبلور لا يقوله ملحد ولا داعي أفاق ولا منافق خسيس ولا انتهازي يبيع قيمه ومبادئه لمن منحوه أعظم جائزة في الأدب ولديهم عشق خاص لسماع كل ما يسء إلي الإسلام والفكر الإسلامي ويطربون له وينفقون علي أصحابه بسخاء عظيم كما فعلوا مع ملاحدة ومنافقين سابقين من أمثال سلمان رشدي وغيره ، ويعدون بالعشرات بل بالمئات ..يعيشون اليوم في الغرب عيشة الملوك ولكن لا ترتفع هاماتهم إلي مستوي نعل نجيب محفوظ) رحم الله نجيب محفوظ - عضو اتحاد الكتاب الأفريقيين والآسيويين سوهاج / أخميم-