قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج واشنطن" الأمريكية نبيل ميخائيل, إن قرار نقل سيادة جزيرتي " تيران وصنافير" للسعودية, قد فاجأ الشعب المصري, إلا أنه أكد أن "السرية هي طبيعة الأمور التي تتعلق بالأمن القومي". وأضاف ميخائيل, وهو مصري يقيم في الولاياتالمتحدة, في تصريحات ل"الجزيرة", أن إعطاء مصر سيادة الجزيرتين للسعودية, يمثل جزءا من الأمن القومي العربي، ولا يعد انتقاصا من السيادة المصرية على التراب المصري، بل ربما يشكل تطويرا للأمن الجماعي. وتابع " تزايد القوة العسكرية السعودية سبب إضافي لعودة الجزيرتين إليها، وذلك انتفاء للحاجة لحمايتهما من قبل مصر". وتوقع ميخائيل تراجع الانشغال الشعبي بقضية الجزيرتين، مرجعا ذلك للأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها المصريون, متوقعا أيضا أن يصوت البرلمان المصري بالموافقة على نقل سيادة الجزيرتين. وتابع " كما أن هناك قضايا أخطر تمس الأمن القومي العربي, كسوريا والاتفاق النووي مع إيران". وكانت مظاهرات خرجت في مصر الجمعة تحت مسمى " الأرض هي العرض", للاحتجاج على قرار نقل تبعية جزيرتي " تيران وصنافير" للسعودية. وكثفت وزارة الداخلية المصرية من تدابيرها الأمنية حول القاهرة, لمنع ما وصفته ب"اندساس الجماعة الإرهابية"- في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين, والتي تقول إنها من دعت إلى تظاهرات الجمعة 15 إبريل. وأصدرت الداخلية المصرية في 15 إبريل بيانا حثت فيه المصريين على " ألا ينساقوا وراء الدعوات المغرضة", محذرة في الوقت ذاته من مغبة أية محاولات للخروج على القانون. وأضاف البيان أن الوزارة ستتخذ " كافة الإجراءات القانونية الحاسمة" للمحافظة على الأمن العام. وذكرت صحيفة " ميدل إيست آي " البريطانية, أنه بالرغم من أن السلطات المصرية قد اتهمت جماعة الإخوان بتنظيم الاحتجاجات "المغرضة"- والتي من شأنها أن تمثل خرقا لقانون التظاهر- سارعت العديد من التيارات والقوى وشخصيات سياسية إلى الدعوة إلى التظاهر، من بينها حركة السادس من إبريل وأحزاب سياسية أخرى والمرشح الرئاسي السابق اليساري حمدين صباحي, حسب تعبيرها . كما نشرت حركة السادس من إبريل صورة يقولون إنها لمتظاهرين وهم يركضون من الغاز المسيل للدموع أثناء مسيرة انطلقت من حي المهندسين في القاهرة في أعقاب صلاة الجمعة، كانت في طريقها للانضمام إلى مسيرة أكبر بالقرب من ميدان التحرير, على حد قولها. وعلى موقع "فيسبوك", كتب الداعون إلى احتجاجات الجمعة "حقنا في هذه الأرض سنحصل عليه", مرفقين ذلك بصور لجنود مصريين في جزيرة " تيران" والتي يعود تاريخها إلى يونيو من العام 1967. كما كتب الداعون إلى الاحتجاجات " قدمنا أكثر من 100 ألف شهيد في حروبنا مع إسرائيل لاستعادة الأرض. تيران وصنافير حقنا. حق مصر، وحق أطفالنا وأجدادنا الذي قتلوا هناك.والحق يجب أن يعود، ولو على جثثنا", حسب تعبيرهم . يذكر أن جزيرة تيران -وهي الكبرى- تقع عند مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد ستة كيلومترات عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحتها ثمانين كيلومترا مربعا، أما جزيرة صنافير فتقع شرق جزيرة تيران، وتبلغ مساحتها نحو 33 كيلومترا مربعا. وتكتسي الجزيرتان أهمية إستراتيجية لأنهما تتحكمان في حركة الملاحة بخليج العقبة، وهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وكانت جزيرتا تيران وصنافير خاضعتين للسيادة المصرية منذ عام 1950.