شهدت غالبية الفعاليات والأنشطة السياسية والثقافية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب غيابًا ملحوظًا للضيوف والمتحدثين المدرج أسماؤهم فى البرنامج الرئيسى للندوات والموائد المستديرة للمعرض، فيما حضرها جمهور طفيف. فقد تغيب عن الندوة الأولى التى انعقدت لمناقشة كتاب "25 حرب اللاعنف وعلاقتها بالفوضى الخلاقة" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة للباحث عبد القادر الهوارى، كل من الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، والباحث الدكتور عمار على حسن اللذين كان مقررًا لهما مناقشة العمل، ولكن تحدث فيها الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، واللواء سامح سيف اليزل. وبجانب هذه الندوة عُقدت ندوة أخرى فور انتهائها لمناقشة الأعمال الكاملة للشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين إلا أن المتحدثين فيها وهم الفنان على الحجار، والدكتور يحيى الرخاوى، والشاعر سيد حجاب تغيبوا أيضًا عن المشاركة، واقتصر الأمر على مشاركة الشاعر محمد سيف فقط. وفى ندوة "المدونات بين السياسة والأدب"، كان من المفترض أن يتحدث فيها 17 مشاركًا من شباب الثورة، إلا أن أربعة فقط حضروا اللقاء وتغيب الباقى، وكان من بين الضيوف الذين شاركوا بالفعل فى الفاعلية اثنان غير مذكورة أسماؤهما فى البرنامج وهم حنان شرف عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة وعادل ربيع منسق اتحاد شباب الثورة بالمحافظات. إلى جانب غياب الضيوف عن الفعاليات، فقد شهد المعرض إرجاءً لعدد من ندواته التى كان مقررًا عقدها فى مخيم الإبداع وهى "ندوة شعراء الميدان" و"شعراء مصر فى الأقاليم" وذلك بداعى أنه مازال يتم استكمال التجهيزات الفنية فى المخيم، وفقا لما صرح به الشاعر المنجى سرحان، على الرغم من أن نفس المكان شهد ندوة قبلها لمناقشة رواية "طلعة بدن" للروائى مسعد أبو فجر، وذكر "سرحان" أن الندوة الأولى تم إرجاؤها ليوم، الثلاثاء، إلا أنه لم يتم عقدها أيضًا لاعتذار الضيوف بالكامل عن الحضور وهم خليل عز الدين، سالم الشهبانى، محمد جودة، محمد فرغلى، نور الدين جمال، وهبة عصام. ومن جانبه قال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، فى تصريحات خاصة، إنه حرص على ألا يتم وضع اسم أى مشارك فى ندوات المعرض إلا بعد التأكد من ذلك، ولهذا السبب تم طباعة البرنامج الثقافى قبل انطلاق فعاليات المعرض بيوم واحد، وتسلمه الإعلاميون والجمهور فى المعرض. وأوضح "مجاهد" أنه كان يتوقع غياب بعض المشاركين عن الندوات فى بداية فعاليات المعرض، لسببين، أولهما، متابعة جلسات البرلمان التى بدأت فى اليوم الثانى لانطلاق المعرض، وثانيهما حالة الارتباك والترقب لما قبل يوم 25 يناير. من جهة أخرى عقد الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة ندوة مشتركة مع الدكتور مهدى مبروك وزير الثقافة التونسى، بالمجلس الأعلى للثقافة، حول الثورتين التونسية والمصرية، وكيفية رؤية المثقفين فى البلدين للثورتين، وإقامة أسابيع ثقافية وسينمائية مشتركة، وتنظيم معارض للفنون التشكيلية بين البلدين، وتبادل الزيارات بين الفرق الفنية. وأبدى وزير الثقافة التونسى رغبته فى الاطلاع على تاريخ هيئة الكتاب، والاستفادة منها، كما أشار إلى أنه بحث مع المسئولين المصريين سبل دعم ونشر الكتاب المصرى فى تونس، إضافة إلى كيفية جعل مصر وتونس رائدتين فى دعم ونشر الكتاب فى العالم العربى من خلال اتفاقات توقع بين البلدان العربية.