أسئلة اتحاد القبائل    الري: 35 مليار جنيه قيمة مشروعات تطوير المنظومة المائية بالصعيد    ارتفاع أعداد قتلى الفيضانات جنوب البرازيل إلى 56 شخصا و67 مفقودين    الدوري المصري، جون إيبوكا يقود هجوم سيراميكا كليوباترا أمام الداخلية    من بينها ناي ل كاظم وموال الشوق ل نجاة، أبرز أغاني الراحل الشاعر بدر بن عبدالمحسن    3 حالات تجلط لكل مليون، رسائل طمأنة للمصريين بشأن لقاح كورونا    مدرب ريال مدريد السابق مرشح لخلافة توخيل    القبض على 3 متهمين بسرقة هاتف صحفي فلسطيني في مصر الجديدة    "الجثمان مفقود".. غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    التشكيل الرسمي للخليخ أمام الطائي بالدوري.. موقف محمد شريف    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    وزير الرياضة يتفقد ورشة عمل حول الأمن المعلوماتي بشرم الشيخ    طلب برلماني بتشكيل لجنة وزارية لحل مشكلات العاملين بالدولة والقطاع الخاص -تفاصيل    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    "الزراعة" تنظم سلسلة أنشطة توعوية للمزارعين في 23 محافظة -تفاصيل    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    أحدث 30 صورة جوية من مشروع القطار السريع - محطات ومسار    "علشان تأكل بأمان".. 7 نصائح لتناول الفسيخ في شم النسيم 2024    بطلها صلاح و«العميد».. مفاجأة بشأن معسكر منتخب مصر المقبل    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    كشف ملابسات فيديو التعدى بالضرب على "قطة".. وضبط مرتكب الواقعة    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 والثانوي الأزهري    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    رئيس الأعلى للإعلام يهنئ البابا تواضروس الثاني بمناسبة عيد القيامة المجيد    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة لمدينتي سفنكس والشروق لسرعة توفيق أوضاعها    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    محافظ المنوفية يحيل 37 من المتغيبين بمستشفيات الرمد والحميات للتحقيق    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    انطلاق ماراثون المراجعات النهائية لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية بكفر الشيخ    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    السيسي يعزي في وفاة نجل البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    روسيا تسقط مسيرتين أوكرانيتين في بيلجورود    دفاع طفل شبرا الخيمة يتوقع أقصى عقوبة لطفل الكويت معطي التعليمات    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتقادات للنظام لتعامله مع كل الملفات بطريقة القمع الأمني والتعتيم الإعلامي .. ورسالة شكر من أسرة عبود الزمر إلى أسرة السادات لموقفها النبيل من المعتقلين .. وحوار مع شوبير يكشف فيه عن حبه لجمال مبارك وأحمد عز !!!
نشر في المصريون يوم 08 - 01 - 2006

أفرغت صحف القاهرة الصادرة أمس (الأحد) حمولتها من المواد الصحفية قبل عطلة عيد الأضحى التي بدأت اليوم .. وفيما قدمت الصحف الحكومية أخبار وموضوعات باهتة (كعادتها المكتسبة من عصور القهر) ، خرجت الصحف المستقلة والمعارضة بإخبار مثيرة ومقالات ساخنة (مبشرة بمخاض جديد وفجر يلوح في الأفق) .. فقد اهتمت الصحف بمتابعة معركة قانون السلطة القضائية التي انتقلت للحكومة ومجلس الشعب ، وسط غضب القضاة من تعديلات مجلس القضاء الأعلى لمشروع السلطة القضائية ، وتكتم حكومي على فحوى التعديلات ، فيما توقعت رموز نادي القضاة ان تكون التعديلات كارثية ومحبطة لحركة الإصلاح .. ونشرت صوت الأمة رسالة شكر من أسرة عبود الزمر إلى أسرة الرئيس السادات ، على ما وصفته ب المواقف النبيلة تجاه مبادرة جيهان السادات التي طالبت بالإفراج عن عبود الزمر وكل المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الراحل الذين انقضت فترة عقوبتهم .. واعدت صوت الأمة ملفا استوعب معظم صفحات الجريدة بعنوان : (تسقط دولة الضرب في المليان) .. افتتحه وائل الإبراشي بمقال أكد فيه ان الدولة تتحدث بوردية وتتصرف بدموية ، مشيرا إلى ان النظام يتعامل مع كل الملفات بطريقة بوليسية متخذا القمع الأمني والتعتيم الإعلامي منهجا .. وفجر طلعت السادات قنبلة جديدة بقوله ان الأمن دبر مذبحة المنيا للتغطية على مذبحة اللاجئين السودانيين ، وان النظام ضحى بالعلاقات مع السودان من اجل بقاء وزير الداخلية في منصبه .. فيما انفردت الصحيفة بحوار مع والدة المتهم في مذبحة المنيا ، قالت فيه ان الشرطة فشلت في معرفة الجاني الحقيقي فلفقت القضية لابني .. وأبرزت الصحيفة تأكيدات السودانيين بان عدد الذين قتلوا في المذبحة يبلغ 65 قتيلا مشيرين إلى تلاعب الشرطة في الأرقام بعد حرق بطاقات القتلى .. مما حدا بالكاتب سلامة احمد سلامة بتشبيه ما حدث بأنه "دارفور في المهندسين" .. لكن الخارجية المصرية سارعت من جانبها بنفي ما تردد عن إخلاء مصريين في جنوب السودان .. وأشارت صحيفة العربي إلى بشائر حكومة رجال الأعمال الجديدة بحصول وزير النقل ورجل الأعمال منصور "شيفروليه" على صفقة البنك المصري الأمريكي .. وأجرت حوارا مع لاعب الكرة السابق والنائب الحالي في مجلس الشعب (عن الحزب الوطني) احمد شوبير قال فيه انه يحب جمال مبارك واحمد عز (!!) .. وخاطب الكاتب الروائي علاء الأسواني النظام في صرخة غضب قائلا : تمادوا في جرائمكم فقد اقتربت النهاية .. إلى ذلك أبرزت الصحف انتقاد الإخوان لكلام ايمن الظواهري الذي قال في تسجيل أذاعته قناة الجزيرة ان نجاح الإخوان في الانتخابات كان صفقة مع النظام باركتها واشنطن ، واعتبر الإخوان هجومه "خلافا أيديولوجيا" حول أساليب التغيير !! .. كما اهتمت الصحف بتصاعد الأزمة داخل حزب الوفد ، واتهام شباب الحزب نعمان جمعه ب الديكتاتورية .. واتجاه حزب الغد نحو التجميد بسبب التصارع على رئاسته بعد سجن ايمن نور .. ورصد حركة تغييرات حادة داخل أحزاب اليسار ، وأنباء عن استقالة عبد الله السناوي من رئاسة تحرير صحيفة العربي ، وتقليص صلاحيات رئيس تحرير الأهالي .. والاكتفاء بتغريم طائرة إسرائيلية انتهكت مجالنا الجوي .. وحوار "الأسبوع" مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي نفى فيه تهديده للحريري وقوله : "من يملك تسجيلا لكلامي فليسمعنا إياه" .. والى موضوع اللاجئين السودانيين الذي ما زال متفاعلا في الصحافة المصرية ، حيث قال الكاتب سلامة أحمد سلامة في مقاله بالأهرام ان هذه الحادثة أهالت التراب علي سمعة مصر ,‏ حين أفرطت قوات الأمن المصرية في استخدام القوة لإجبارهم علي إخلاء الميدان ,‏ بعد ثلاثة اشهر أحالوا خلالها المكان إلي حظيرة لا تليق بآدميين ,‏ لاجئين كانوا أو غير لاجئين ,‏ سودانيين أو غير سودانيين‏ .‏ فمنذ بداية هذه الأزمة بين اللاجئين الذين قذفت بهم الحرب الدائرة في الجنوب وفي دارفور ,‏ وبين مفوضية الأمم المتحدة‏,‏ تجمع بضعة أفراد منهم احتجاجا لأن المفوضية لا تيسر لهم سبل الهجرة إلي أمريكا وكندا واستراليا .‏ وكنت أرقب كل يوم أثناء مروري بالمنطقة كيف تتزايد أعدادهم ,‏ وقد أخذوا يحتلون الحديقة الصغيرة بأسرهم وأطفالهم ومفوضية اللاجئين تقف عاجزة عن حل مشكلتهم ...‏ يزحفون ليلا علي المناطق الخضراء في شارع جامعة الدول العربية‏ ,‏ ويفترشونها بأسمالهم وخيامهم ,‏ حتى وصل عددهم إلى نحو ثلاثة آلاف .‏ وكان المفروض قبل أن تفشل مفوضية اللاجئين ,‏ وليس بعد ان فشلت ,‏ وهي دائما ما تفشل ,‏ أن تهيئ الدولة معسكرا لهم في مكان ما وتنقل مكاتب المفوضية إليه ,‏ وتمنع تسلل الأفراد إلي المنطقة أولا بأول‏,‏ وتنقلهم بالطائرات إلى بلادهم كما فعلت المغرب‏,‏ بعد ان أتضح ان مشكلتهم ليس مشكلة لاجئين بل مشكلة مهاجرين‏ .‏ وأوضح الكاتب أن معالجة هذه المشكلة كانت تقتضي درجة أكبر من الذكاء والحيلة‏ ,‏ وليس استخدام القوة والعنف في بلد يتهم عالميا بأنه لا يعرف غير لغة العنف حتى مع معارضيه السياسيين ,‏ وذلك بالتحذير ثم الإنذار ثم إعطاء مهلة ,‏ وأن تذاع إعلاميا نتائج الوساطات والمشاورات التي جرت مع قياداتهم واشترك فيها الزعيم السوداني الصادق المهدي وعدد من شخصيات سودانية رسمية وغير رسمية ,‏ بدلا من التعتيم الإعلامي .‏ وأضاف : لست افهم حتى الآن السبب في الاتفاق الذي وقعته مصر لاستقبال لاجئين يعرف الجميع أننا لا نستطيع استيعابهم‏ ,‏ وإذا كانت استضافة مصر لمفوضية اللاجئين أصبحت تمثل عبئا ,‏ فالأفضل ان تستغني عنها ,‏ وطبقا لإحصاءات أذيعت في الخارج فإن عدد الهاربين واللاجئين من السودان ودارفور بسبب الحرب وصل عددهم إلى‏23‏ ألفا ,‏ فضلا عن ثلاثة ملايين سوداني يقيمون بصفة طبيعية في مصر ,‏ ولم يأتوا إليها كمعبر للهجرة إلي أوطان أخرى ,‏ علما بأن هيئات تبشيرية وجماعات دولية وقوي أجنبية هي التي تيسر وتشجع هؤلاء اللاجئين علي الهرب من دارفور والجنوب ,‏ فالحرب الدائرة هناك حرب دولية تتحمل مصر نتائجها دون جدوى .‏ والحل الذي اقترحه الكاتب ,‏ هو وقف قبول لاجئي الحرب السودانية إلى مصر تماما‏ ,‏ وتشكيل لجنة من الاتحاد الإفريقي ومنظمتي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومفوضية اللاجئين بمشاركة الجهات المصرية والسودانية المسئولة لتصفية ذيول هذا الحادث المؤلم وتعويض ضحاياه‏ .‏ الموضوع انتقل إلى الصحافة العربية وعلق الكاتب السوداني عبد الوهاب الأفندي عليه في مقال بالقدس العربي ، تعجب فيه من اندهاش الحكومة المصرية من الغضب على قتل اللاجئين ، وقال : اصدق تماما الحكومة المصرية حين تبدي استغرابها ودهشتها (حسب بيان الخارجية) علي الضجة التي أثيرت حول عمليات القتل التي صاحبت إجلاء اللاجئين السودانيين ، وتقول إنها لا تفهم الانتقادات الموجهة إليها ، خاصة من قبل المفوض السامي للاجئين . وبحسب تصريحات الناطق باسم رئاسة الجمهورية فان انتقادات المفوض السامي تخرج عن السياق وتجافي الحقيقة ، وهي مرفوضة شكلا ومضمونا . أما وزارة الخارجية فقالت إنها تلقت بالدهشة تصريحات المسؤول الأممي التي وصفتها بالمتعجلة . رئاسة الجمهورية في مصر ووزارة الخارجية لا تفهمان حقا لماذا يحتج المحتجون علي إزهاق الأرواح في عملية من هذا النوع ، بحيث ان تصريحات هؤلاء المسؤولين لم تشر إطلاقا إلى موت المعتصمين ، وتحدثت فقط عن موافقة المفوضية علي إجلاء اللاجئين المعتصمين . ويبدو ان المسؤولين المصريين يعتبرون هذا العدد الكبير من القتلى خسائر عرضية collateral damag علي الطريقة الأمريكية . وأكد أن مجزرة ميدان مصطفي محمود بالمهندسين أحدثت جرحا غائرا في العلاقات السودانية المصرية ، وأدت إلى سيل من الانتقادات السودانية لمصر وتشكيك في شعارات الإخوة ووحدة وادي النيل . وهذا بدوره خطأ كبير ، لان الشرطة المصرية لم تستهدف السودانيين كسودانيين . بل لو ان المعتصمين كانوا مصريين لما كان سمح لهم بالبقاء ساعة واحدة ، ولكانت الخسائر الجانبية بينهم عند الإجلاء اكبر بكثير . وقال ان الحكومة المصرية تحتضن اللاجئين السودانيين وغيرهم ، ولكنها أيضا لا تفهم سبب احتضان دول أخرى للاجئين مصريين ، وظلت لفترة طويلة تتهم الدول التي تمنع اللجوء السياسي للمصريين بدعم الإرهاب . وقد بذلت جهدا كبيرا في خطف واستعادة اللاجئين المصريين . وفي مصر عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين الذين تعرض كثير منهم للتعذيب حتى الموت . ويرفض وزير الداخلية المصري مجرد إعطاء عدد هؤلاء المعتقلين مثلما ترفض أمريكا وبريطانيا إعطاء مجرد تقدير لأعداد المدنيين الذين قتلوا في العراق لان الموضوع غير ذي أهمية عنده علي ما يبدو . وأوضح انه لا احد يجادل في حق أي حكومة في حفظ النظام العام ، ولم تكن القضية فقط هي حق الحكومة المصرية في إجلاء المعتصمين إذا قررت ذلك . ولكن الحكومة المصرية لم تشاهد علي ما يبدو مشاهد إجلاء المستوطنين الإسرائيليين في غزة ، أو عمليات الأمن المتبعة في حماية قمة الثماني أو القمم الدولية حول التجارة في سياتل وواشنطن واسكتلندا وغيرها. من عمليات إجلاء المستوطنين كان هناك أربعة جنود لكل رجل وطفل وامرأة ، وكان المستوطنون الذين يقاومون الإجلاء يحملون حملا ، ولا يضربون بالعصي أو خراطيم المياه. وكان يمكن لحكومة مصر ان تتعلم من شارون احترام الحياة الإنسانية حتى لمن يخالف القانون . الحكومة المصرية مثلها مثل الحكومة السودانية ومعظم الحكومات العربية الأخرى لا تفهم مغزى حرمة الحياة البشرية والكرامة الإنسانية وحقوق المواطنة ، وتستغرب وتندهش لان الآخرين يهتمون بمثل هذه الأمور . وهذه هي المشكلة! وفي السياق نفسه اعتبرت الكاتبة ديانا مقلد أن قرار النيابة العامة المصرية حفظ التحقيقات في وقائع الاعتداء والتحرش الجنسي التي تعرض لها صحافيون وصحافيات ومعارضون خلال الاستفتاء على تعديل الدستور قبل أشهر قليلة . مر على وسائل الإعلام وكأنه خبرا عاديا للأسف الشديد !! .. فقد مر الخبر على وكالات الأنباء وسط سيل من أخبار أخرى ، مثل مستقبل إسرائيل بعد آرييل شارون ، تصاعد العمليات الانتحارية والتفجيرات الدموية في العراق ، وانهيار مبنى للحجاج في مكة ، تفاعلات الأزمة اللبنانية السورية وإصرار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على المضي في خطط بلاده النووية ... وقالت ان خبر ردّ الدعوى في المحاكم المصرية ورد على الوكالات وبعض مواقع الانترنت ، وغاب تقريباً عن شاشات التلفزة الفضائية والإخبارية والمحلية وبالكاد وجد له مكاناً في الصحف والإذاعات . وقد بدت هذه الواقعة خبراً أقل من عادي في ظل تطورات خطرة ومصيرية تتهدد المنطقة .. تعرضت صحافيات ومصريون للاعتداء . ولجأ الضحايا إلى القضاء فلم يجدوا من النائب العام رداً بعد أشهر على الحادثة سوى قوله أنه لا وجه لإقامة الدعوى لعدم معرفة الفاعل الحقيقي ، علماً أن الاعتداءات سجلتها كاميرات فيديو وتناقلتها الشاشات وكان هناك عشرات من الشهود على مرتكبيها . النائب العام لم يأخذ في الاعتبار المشاهد التي سجلتها الكاميرات ويبدو أن المعتدين أنفسهم كانوا مطمئنين إلى أن أحداً لن يطالهم لذا لم يظهروا اكتراثاً للعدسات المحيطة بهم وكأنهم يتحدون من يشاهدهم ويسخرون من عجز ضحاياهم عن ملاحقتهم . الأمر نفسه تكرر خلال الانتخابات ، حيث قتل مواطنون وسجلت العدسات المشاهد، لكن كأننا لم نر الأمر أو نسمع به .. وقد نددت بعض المنظمات الحقوقية والإنسانية بالاعتداءات التي طالت الصحافيات والمعارضين وبموقف القضاء المصري ، لكن صدى الأزمات في المنطقة أقوى في وسائل الإعلام من أخبار من هذا النوع . وأيقنت الكاتبة من انه لا مكان لخبر عن القصور في كشف معتدين على صحافيات وعلى معارضين ، بل لا مساحة فعلية لتقصي حقيقة المجزرة التي تعرض لها لاجئون سودانيون في قلب العاصمة المصرية قبل عشرة أيام ، لا مساحة لخلفيات المذبحة التي تعرضت لها ثلاث عائلات مصرية في المنيا فكيف إذا اقتصر الأمر على تحرش من هنا وضرب من هناك .. بل ربما بدت مثل هذه الاعتداءات في نظر البعض خبراً يمكن التندر به في ظل وقائع أخرى أكثر ثقلاً ووطأة . كثيرة هي الأخبار التي تتساقط من صحفنا وشاشاتنا وسط سيطرة العناوين الكبرى . لسنا هنا لندين وسائل الإعلام أو لنبرئ ساحتها .. إنه واقعنا
وهذا حالنا . نتندر كل يوم بانتشار وسائل الإعلام والفضائيات والانترنت. بل نعلن كل لحظة عن ضيقنا بكثرة الأخبار ، لكن مع ذلك نجد أن أخباراً ووقائع لا تجد لها مساحات أو حيزاً من العرض والنقاش .. والى موضوع الأقباط حيث أكدت الكاتبة أمينة شفيق في مقال بالأهرام على ضرورة التعاطي مع مشاكلهم بطريقة مختلفة عن الطرق المعتادة ، وقالت أنه رغم السلبيات التي شابت الانتخابات البرلمانية ,‏ فأنها تركت ايجابيات قليلة ,‏ ولكنها مهمة‏ ,‏ ربما تقودنا إلى إعادة النظر في بعض توجهاتنا ,‏ إذا أخذنا هذه الايجابيات مأخذ الجد الوطني العام وإذا كنا نسعى جديا إلى تقدم ووحدة واستقلال البلد الذي نستظل جميعا بعلمه المصري . وقد تم التعبير عن احدي هذه الايجابيات في شكل عدد من المقالات والأحاديث الإذاعية والتليفزيونية التي وضعت مشكلة مسيحيي مصر ,‏ بشكل مباشر وصريح ,‏ في موضعها الصحيح‏ ,‏ لقد تقدمت أعداد من الأقلام والتصريحات ,‏ وكان اغلبها لصحفيين ولمفكرين مسلمين‏ ,‏ تناقش مشكلة علاقة مسيحيي مصر بالبناء الوطني الاقتصادي والاجتماعي والسياسي‏.‏ وعندما أتحدث عن مسيحيي مصر ولا أذكرهم كأقباط مصر , فإنني أتصور إني اقترب بعض الشيء من الحقيقة المجردة‏,‏ لفظا ومضمونا‏,‏ بالرغم من أنني أميل إلى أن اذكرهم كمصريين يعتنقون الديانة المسيحية ويشاركون إخوانهم المصريين الذين يعتنقون الإسلام في بناء هذا الوطن وحمايته والتقدم بكل أموره بدءا من الاقتصادية مرورا بالسياسية والثقافية وصولا إلى الرياضية والفنية‏ .‏ ولكن ,‏ شاءت ظروف ان يشكلوا مجموعة إنسانية تقل في عددها عن المجموعة ذات العدد الأكبر وهي مجموعة المصريين المعتنقين للإسلام .‏ وأكدت الكاتبة إنها تؤيد الأقلام التي تطرح مشكلة المصريين المسيحيين علي بساط البحث والدراسة بدءا ب واستنادا إلى خلفية نتائج انتخابات عام‏2005‏ لأنني أشعر ,‏ وأتصور ان الزملاء الآخرين يشاركونني شعوري‏ ,‏ أنها جسدت ما يمكن ان نسميه قمة وذروة هذه المشكلة الكامنة التي طالما اقتربنا منها بكل حساسية وحرص نابعين من خوف شديد علي سلامة هذا البلد الأمين ,‏ ولكن يبدو ان هذا الاقتراب الحساس والحريص لم يعد الأسلوب الأمثل والأكثر واقعية في عالمنا المعاصر وفي ظروف إقليمنا العربي الذي يموج بالأخطار الجسيمة‏ ,‏ لابد ان نكون أكثر صراحة وجرأة وقدرة علي مواجهة المشكلة .‏ وأتصور ان الأكثر تأهيلا لبدء هذه المواجهة هم أمثالي من المصريين والمصريات المعتنقين للإسلام .‏ وفي مواجهتي لهذه المشكلة فإنني انطلق من عدد من الركائز الفكرية‏:‏ من هذه الركائز أنني أفصل بين الدين وبين المعتنقين لهذا الدين .‏ وتحديدا أفصل بين الإسلام كدين يحمل من المباديء الإنسانية ما يسمح بالتعايش المشترك الآمن وبين المسلمين كأفراد ينتمون لمجموعات ولطبقات ولقبائل ولأوطان لهم مصالح متباينة‏,‏ بتطبيقاتهم وممارساتهم الاجتماعية اليومية والتي يمكن ان تتناقض مع روح هذه المباديء‏ .‏ وأبسط نموذج لهذه التطبيقات ولتلك الممارسات نجده في هذا الخطاب الديني غير الرسمي والذي نقابله يوميا في شكل أشرطة تذاع في سيارات الأجرة وكتب تباع علي الأرصفة أو في بعض الزوايا التي يتجه إليها الناس لصلاتهم‏.‏ يحض هذا الخطاب الديني علي الكراهية ويستنفر الناس ويجعلهم لا يقبلون هذا الشريك الوطني الآخر وهو المصري المسيحي‏ ,‏ وفي ذات الوقت أفصل بين المسيحية كدين وبين المسيحيين كأفراد والذين قد يكون لهم رد فعلهم في شكل تطبيقات وممارسات مماثلة‏.‏ إلا أنني لا أستطيع ذكر نماذج لها لأني‏‏ كمصرية تتحرك كثيرا في الشارع‏ ,‏ أجد نفسي معرضة أكثر لهذا الخطاب الديني الإسلامي غير الرسمي .‏ ومن هذه الركائز أنني لا أناقش مشكلة المصريين المسيحيين من منطلق شخصي أو فردي .‏ بمعني أن أناقشها علي مستوي العلاقات الشخصية الفردية اليومية‏.‏ بأن أدعي‏,‏ علي سبيل المثال‏,‏ أننا زملاء في البنايات السكنية الواحدة أو أننا نعيش في أحياء ومدن واحدة أو أننا نتجاور في بعض الوظائف أو أننا نتشارك في الموائد الرمضانية ثم نتبادل التهاني في الأعياد والمناسبات الدينية أو أن فضيلة شيخ الأزهر يجلس بجانب قداسة البابا في المناسبات الرسمية‏ .‏ فهذه صورة لم تعد تعكس حقيقة الواقع الجديد يؤكد هذا الواقع ظاهرة خندقة لمجموعات من الجانبين ومع ذلك فإنني أقصد من المناقشة أن نبحث سويا علاقة الأخوة المصريين المسيحيين بالبناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي المصري .‏ أي علاقتهم بالأبنية المجتمعية التي لابد ان تتعامل مع كل المصريين والمصريات علي أساس من المواطنة بمعناها العصري الحديث وعلي أساس معطيات حضارة إنسانية ديمقراطية متجددة .‏ ومن هذه الركائز ان مصر لم تعد محصنة ضد الفتنة الطائفية .‏ وأكدت الكاتبة أن التحصين لا يمكن ان يستمر تلقائيا لا إراديا خاصة في هذا العصر الذي يحمل للشعوب الصغيرة المفاجأة تلو الأخرى .‏ وإنما لابد ان ينشط الوطنيون والديمقراطيون في كل بلد لحقن العلاقات الاجتماعية اليومية ب مصل الوعي بالوحدة الوطنية وبالتآخي وبالتسامح وبقبول الآخر وبحقوق وواجبات المواطنة الحقة‏ ,‏ حتى تستمر الأوطان والشعوب محصنة ضد أي فتنة طائفية أو إثنية أو عرقية‏ . نختتم جولة اليوم في صحيفة الوفد حيث كتب أسامة أنور عكاشة مقالا بعنوان (حوار مع إخوة أحبهم) لام فيه الصحفي إبراهيم عيسى لأنه يكثر من انتقاداته للشعب المصري بسبب صبره العجيب على حكامه المستبدين وقال : بيني وبين إبراهيم عيسى ود قديم يرجع إلى بدايات عمله الصحفي في روز اليوسف ومنذ أن قرأت له أول مقال أو موضوع داخلني إعجاب بصاحب هذا القلم الذي يرتجف سنه بنبضات قلبه وتشتعل كلماته بحرارة الغيرة والوطنية والأيمان بمبادئ العدالة والصدق والحرية إلى درجة الوجد الصوفي.. من يومها تابعت إبراهيم ونبتت بيننا صداقة نمت وتوثقت رغم ان لقاءاتنا عزيزة وغير متواصلة.. ولكنها تأسست علي تقارب الهم والتوجه والمبدأ.. كان همنا - كما هو هم الكثيرين من هذه الفصيلة - هو أزمة المواطن المصري ومعاناته في حاضر معتم وتحت ضغط قوي تستعبده وتعتبره سلعة تتصرف بها كيفما شاءت! واتحد التوجه علي موجة المستقبل والحلم بمصر أفضل حالاً وأعز نفراً.. ودائماً كان المبدأ راسخاً في أرض وطن بار بأبنائه ومواطنين متفانين في حبه.. وكان كل منا يعبر عن نفس القضايا بوسيلته.. هو في الصحافة.. وأنا في الدراما.. وانطلق إبراهيم من روز اليوسف ليضرب بعصاه في أرض تجارب صحفية جديدة.. ومع ناشر من عشاق الصحافة هو الأستاذ عصام إسماعيل فهمي.. أصدر صحيفة الدستور "الإصدار الأول" وكانت بحق تجربة فريدة وشديدة التميز في تاريخ الصحافة المستقلة في مصر واعتبرها بمثابة "ربيع الصحافة المصرية الحرة" .. ولم يمض وقت طويل قبل ان تتكالب القوي السلطوية الكارهة لأي استنارة الراغبة في بقاء الظلام حاكماً والقهر سيداً لتوقف "الدستور".. أرادوا خنق وليد الحرية ليكون رأس الذئب الطائر لكل من يحاول تكرار التجربة.. وكانت محنة.. لكنها لم تستطع كسر عود الفتي فقد تحملها واقفاً علي قدميه مشرعاً وجهه في عين الغول الحمراء حتى مرت سنوات ثم عادت الدستور في إصدارها الثاني.. عاصفة .. جامحة.. وعاد أبو خليل ممتطياً صهوة فرس الشجاعة والاقتحام والمواجهة. وإذا كان الكثيرون من محبي إبراهيم مثلي يرون أن ميولهم ترجح كفة الإصدار الأول للدستور لما تميز به من رصانة وعمق واتساق مع معايير الموضوعية والتحليل الهادئ رغم حرارته وسخونة مضمونه.. ربما لأن الدستور الجديد يتولى أمرها مجموعة كاملة من الشباب الذي يتأجج حماساً ويشتعل بالرغبة في كسر المألوف والمعتاد وتخطي التابوهات وتحطيم الاصنام وهي اختيارات تحملوا مسئوليتها.. وتجربة مازالت مستمرة ومازال الحكم عليها سابقاً لأوانه!.. أو ربما لأننا "شخنا" وهرمت عزائمنا ولم نعد قادرين علي مجاراة جيل له قوانينه واختياراته وأحكامه المتصلة "بزمنه" هو! لكننا سندع الحديث عن الشكل جانباً .. لنثير قضية في لب الموضوع.. قضية أراها من زاوية مخالفة للزاوية التي ينظر بها إليها صديقي إبراهيم.. * لمن توجه غضبك يا إبراهيم؟ .. أنت غاضب ونحن مثلك غاضبون! وما يغضبك هو نفس ما يغضبنا وان اختلفنا في التعبير والصياغة ودرجة السخونة .. ونحن نقر بأنك أكثر سخونة منا بمراحل.. لكننا لاحظنا أخيراً أن غضبك قد تركز أخيراً علي غير من يغضبونك ويغضبوننا.. وأن شواظ قلمك اللاهبة اللافحة انصبت الآن علي المصريين جميعهم كشعب يسخطك منه صبره وتحمله وما سميته انت بالبلادة والاستسلام واستمراء المهانة والخضوع فشهرت عليه سوطك تلهب به ظهره - وكأن لم تكفك سياط القهر التي انهالت عليه طوال عقود وعقود بل طوال قرون.. وهذا أمر فيه ظلم بين و إدانة لا يستحقها بنو جلدتك وأهلك.. أعلم تماما ان سخطك وثورتك هما الوجه الآخر لحب يبلغ درجة العشق والتدله في هوي الوطن المحبوب.. فالإنسان كلما صدق في حبه زادت غيرته علي من يحب.. فما بالك إذا كان المحبوب هو شعبك الذي تنتمي إليه بالدم والروح؟ أعلم هذا يقينا يا إبراهيم ولا أشك فيه لحظة.. ولكن.. أن ندير سلاح غضبنا إلى صدور شعبنا في فترة شائهة مشوهة ومناخ عاصف اقتلعت رياحه كل نبتة أمل في الأرض وافعمت صدور الملايين باليأس والإحباط ومشاعر اللا جدوى .. فهذا نوع من إضافة الضغث علي الإبالة.. وكأننا نريد ان نوقظ مريضاً راح في غيبوبة بضربة علي أم رأسه بمطرقة حديدية! ومع ذلك.. دعنا نقول أن هذه هي الوسيلة التي تراها صالحة لإفاقة المصريين وإيقاظهم من غيبوبة الخضوع والاستسلام لجلاديهم.. فهل تحققنا أولاً من حكاية مسئوليتهم عما أصابهم؟.. وهل تذكرنا قبل أن نوجه إليهم حراب الإدانة المغموسة في لهجة الاحتقار.. ما تعرضوا له عصراً بعد عصر وجيلا بعد جيل من موجات الاستعمار التي اكتسحت بقوي النار والحديد كل قدرات التصدي والمقاومة لديهم؟ وهل تذكرنا أيضا ان المصريين لم يستسلموا لأي غاز أو غاصب بدون مقاومة؟ .. وأنهم قاوموا الغزو الروماني وقادت كنيستهم حركة المقاومة حتى سميت الفترة عصر الشهداء.. ثم استعانوا بقوات الغزو العربية للخلاص من نير الحكم الروماني ولكنهم قاوموها هي نفسها في الإسكندرية.. وحين استقرت أقدام الفتح الإسلامي جري علي مصر ما جري علي باقي الأمصار المفتوحة واعتبر شعبها من "الموالي" .. تفرض عليه سلطة الخلافة الخضوع التام لوليّ الأمر وتحول هذا الخضوع إلي واجب ديني ترسخ في النفوس من خلافة إلي خلافة ومن نظام إلي نظام.. واستطاع فقهاء السلطة باستغلال العقيدة ومشاعر التدين وبالاستعانة بقوة الحاكم وقدرته علي البطش والتنكيل.. استطاعوا ان يجعلوا من مخالفة الحاكم أو مقاومة طغيانه خطيئة دينية يرتكب فاعلها معصية العصيان للأمر الإلهي "وأطيعوا الله ورسوله.. وأولي الأمر" .. وظلت طاعة ولي الأمر مرادفة لطاعة الله.. وبقي الخروج عنها حتى الآن خروجاً علي الدين - كما قال أشهر الدعاة محمد متولي الشعراوي حين كافأه السادات بتعيينه وزيرا للأوقاف.. وانبري من مقعد الوزير في مجلس الشعب معلنا ان وليّ الأمر لا يسأل عما يفعل وهم يسألون – "وهم" عائدة طبعا علي المعارضين - وما أظن الأمر إلا سارياً حتى الآن.. وليست هذه هي حال مصر وحدها.. بل انظر يا صاحبي إلى خريطة العالم الإسلامي - وتابع مسار ذلك الحزام الممتد من اندونيسيا شرقاً إلي ساحل الأطلنطي غرباً.. وقل لي: أي بلد من بلدان هذا الحزام المتصل المتجاور "فيما عدا الهند" تنعم بالديمقراطية.. أو يستطيع شعب من شعوبها أن ينجو مما اتهمت انت به الشعب المصري.. انظر لمعرض التخلف والتعصب والانقياد للقهر والانسحاق تحت "جزم" الأنظمة الديكتاتورية العميلة والمتعاملة مع المصالح الأجنبية!!.. معرض تحفل معروضاته بكل ألوان الخضوع لولي الأمر وكافة إبداعات نظرية الحكم بالحق الإلهي! .. ألا تري معي يا إبراهيم أن العلة لا تكمن في سين أو صاد من الرؤساء أو الوزراء أو الأعوان ولكنها تتعلق بإمكانية الانعتاق والخلاص عبر ثورة ثقافية شاملة؟ إنني أري وهناك كثيرون يشاركونني نفس الرؤية.. ان مصر في حاجة ماسة إلي نظام مدني خالص بدستور علماني صارم.. وبالمناسبة: من كان يظن أن تركيا - بلد الخلافة وسلطنة آل عثمان وتكايا التنابلة وجنة
الدراويش.. ستصبح بعد عقود قليلة من الزمن دولة متقدمة اقتصاديا وصناعيا وتتحول من رجل أوروبا المريض إلي احدي دول العالم الثاني؟.. وأن شعبها الذي كان يضرب المثل في الجمود والتنبلة والغرق في غيبوبة البخور ورقص الدراويش. قد استيقظ وانطلقت قدراته؟.. اللهم عقبي لنا! خفف الوطء إذن يا بوخليل.. وأرفق بأهلك.. ويمكنك ان تستنهض همتهم بوسائل أخري كثيرة غير ضرب السياط.. فلم يعد في ظهورهم مكان لم تدمه الجراح!!..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.