إيطاليا تسحب السفير وتتهم مصر بالكذب.. والخارجية ترد: لم نبلغ رسميًا.. البرلمان الإيطالي ينتفض ويطالب بقطع العلاقات و200 ورقة باللغة العربية تعطل بيان إيطاليا
"شهرين كاملين" منذ أن بدأت الأزمة بين الجانبين المصرى والإيطالي فى شد وجذب بين الطرفين نظرًا لمقتل الباحث الإيطالى "جوليو ريجيني"، ذو ال28 عامًا فى عشيه ال25 من يناير الماضي، حيث ظهرت جثته على طريق "مصر الإسكندرية" الصحراوى وخلال تلك الفترة تصاعدت الأزمة بين الدولتين وسط علامات استفهام كبرى للبحث عن الجاني وكشف الحقيقة وكانت نهاية المطاف أن تقوم إيطاليا فى رد شديد اللهجة بسحب سفيرها من مصر وقطع التعامل مع الجانب القضائى الذى سافر للتعاون وكشف ملابسات الواقعة مع الجانب الإيطالى منذ أيام. إيطاليا تنتفض بعد وفاته بدأت القصة بقيام الجانب الإيطالى بالسفر إلى مصر فور علمهم بمقتل أحد أبناءهم وسرعان ما طالبوا بضرورة سفر جثة ريجينى لإجراء عملية تشريحها على يد خبراء الطب الشرعى فى ايطاليا، وذلك للوقوف على أسباب وفاته بعد اختفاءه فى ظروف غامضة من منزله بحى الدقى نظرًا لإعداده بحثًا حول الحركات العمالية فى مصر وينشر العديد من المقالات الخاصة بالمظالم التى يعانى منها العمال. وبعد الانتهاء من تشريح الجثة وتحديدًا فى ال 31 من شهر يناير، دعت الخارجية الإيطالية فى بيان لها السلطات المصرية لبذل أقصى جهد ممكن للعثور على ريجيني، وعبرت عن أن اختفاءه غامضًا ووراءه سر. وزارة الداخلية وقتل ريجيني تخبطت وزارة الداخلية، فى بياناتها وتصريحات متحدثيها الرسميين بالإضافة إلى عدم قدرتهم للتعامل مع الأزمة بشكل سريع وقوى وهو ما سبب فى خروج بعض الأصوات التى تؤكد أن هناك صلة بين قتل ريجينى والداخلية وضباط "أمن الدولة" وأنهم وراء السبب الحقيقى وأحد المتهمين الرئيسين فى مقتل الباحث وذلك بحسب تصريحات محللى الوضع والشأن السياسى المصري. خاصة بعد خروج الداخلية فى بيان رسمى تؤكد أن جوليو رجيني، قتل على يد عصابة مسلحة ليس لها أى أهداف سياسية، وقاموا بالفعل بقتل عدد 5 أفراد مصريين واتهمتهم بقتل الباحث الإيطالى وذلك بوجود عدد من الأدلة الوهمية الخاصة بمتعلقات ريجيني، بأحد الشقق السكنية التى كان يقطن بها أحد أفراد العصابة المزعومة. ولكن لم يصدق الجانب الإيطالى، تلك الواقعة وكلفوا بفريق تحقيق إيطالى عالى المستوى للتدخل خاصة بعد خروج تقرير الطب الشرعى الإيطالى حول أسباب مقتل الشاب، وكشفت بأنه تعرض للتعذيب من خلال التواء عنقه أو نتيجة ضربه بشكل مبرح فى تلك المنطقة بما أدى إلى كسر فقرة، وجعله عاجزًا عن التنفس، بالإضافة إلى كسور أخرى متعددة بالقفص الصدرى، ووجود علامات صعق بالكهرباء فى العضو الذكرى وإصابات داخلية فى مختلف أنحاء جسمه ونزيف بالمخ. مأساة فشل تحقيقات الطرفين وبحضور كل من"مساعد النائب العام للقاهرة، مصطفى سليمان، ومستشار مكتب التعاون الدولى التابع للنيابة العامة المستشار، محمد حمدى السيد، بالإضافة إلى ثلاثة من ضباط الشرطة وهم اللواء عادل جعفر من الأمن الوطني، والعميد عبد المجيد علال من إدارة الخدمات المركزية للشرطة، ومصطفى معبد، نائب مدير الشرطة الجنائية فى محافظة القاهرة" فشل الجانب المصرى فى أقناع نظيره الإيطالى بتفاصيل وحقيقة الحادث. لتعلن ايطاليا فى صفة "لويجى مانكوني"، رئيس لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان الإيطالي، فشل اجتماع المحققين والمسئولين الأمنيين المصريين والإيطاليين، حول واقعة مقتل ريجينى ونقلت الإذاعة الرسمية عن مانكونى قوله: "أضيفت لوفاة جوليو ريجينى مأساة أخرى، فبعد شهرين ونصف من الأكاذيب المصرية، لا يمكننا استخدام عبارات لطيفة تجاه أهانه ذكائنا من الجانب المصري". وأضاف مانكوني، "فى الوقت الراهن ليست لدينا أى ضمانة على حسن نية مصر، ولا مفر من أن يسود الشك لأن الملفات الضخمة التى جلبها المصريون معهم، تستدعى ترجمة خاصة من اللهجة المصرية العربية (إلى الإيطالية) وهذا يتطلب الكثير من الوقت، ثم ينبغى بعد ذلك التحقق من هذه الترجمة مع المحققين المصريين"، فى إشارة إلى ملف من 2000 صفحة حمله الوفد المصرى إلى روما". وحث مانكوني، حكومة بلاده على اتخاذ تدابير بحق القاهرة، بالقول" أنا أتفهم تكتم وزارة الخارجية الإيطالية، ولكن يجب أن يتم تبنى تدابير عاجلة تشمل استدعاء السفير الإيطالى من القاهرة، وهذا هو الشرط الأساسى لمصر لكى تدرك بأننا جادون" . الخارجية المصرية: لم نبلغ وبعد أن تقلبت الأوضاع خرجت وزارة الخارجية المصرى برئاسة الوزير سامح شكرى، بتعليق على لسان متحدثها الرسمى " احمد أبو زيد "، بقوله "إن مصر لم تبلغ رسميًا حتى الآن باستدعاء السفير الإيطالى فى مصر، ماوريتسيو ماساري، إلى روما للتشاور، وأسباب الاستدعاء". وأرجع المتحدث باسم الخارجية، ذلك إلى أنه "لاسيما وأنه لم يصدر أى بيان حتى الآن عن نتائج اجتماعات فريق التحقيق المصرى والإيطالى بشأن حادث مقتل الطالب الايطالى جوليو ريجينى مضيفًا أن وزارة الخارجية تنتظر عودة فريق التحقيق المصرى والاستماع إلى تقييمه لنتائج الاجتماعات، وما قد يصدر عن الجانب الإيطالى بشأن نتائج الاجتماعات التى عقدت فى روما على مدار اليومين الماضيين، وعلى ضوء ذلك سيتم تقييم الموقف بشكل متكامل وإجراء الاتصالات اللازمة على المستوى الملائم.