نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية تقريراً اليوم عن الزيارة التاريخية المرتقبة يوم الخميس القادم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، وأكدت الوكالة فى تقريرها أن الزيارة تؤكد ارتباط البلدين قيادة وحكومة وشعبا بعلاقات ود وصداقة متوارثة جيلا بعد آخر مهما تعرضت لفتور أو توترات، وعلاقات التعاون والصداقة المصرية السعودية، تتعدى مجالات السياسة والاقتصاد وترقى لكونها علاقات محبة ذات جذور ممتدة عبر الأجيال، فالشعب المصرى محب للمملكة بكل ما تحتضنه أرضها الطاهرة، من كعبة مشرفة، وجسد النبى الشريف، وثرى الخلفاء الراشدين وأمهات المسلمين والصحابة الأبرار الأطهار. وقالت الوكالة فى تقريرها إن مواقف السعودية مع مصر فى أزماتها والتى طالما عكست وبقوة مظاهر الدعم والمساندة هى مواقف محفورة فى الوجدان ولا تنسى، حيث تترجم مشاعر المحبة والإخاء بين البلدين بكامل تكوينهما، ويرجع ذلك لما يكنه أبناء الملك عبد العزيز من حب ومودة لمصر وشعبها، وجذور هذا الحب امتدت من عهد مؤسس المملكة العربية السعودية ليومنا هذا، فهو أب جميع ملوك المملكة الذين خلفوه بدءا من الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبد الله وثم الملك سلمان، وجميعهم عكس بمواقفه حبا دفينا لمصر. وعلى نفس القدر كانت محبة المصريين لملوك السعودية وشعبها، لما يشعرون به تجاههم من تقدير لقوامتهم وخدمتهم للحرمين الشريفين، وفى هذا السياق كان استقبال الشعب المصرى للملك عبد العزيز آل سعود فى زيارته الأولى لمصر فى عام 1946، استقبالا جماهيريا حافلا لدى وصوله للسويس على ظهر يخت المحروسة، وفى القاهرة عندما جاب شوارعها وميادينها مع الملك فاروق بعربة ملكية مكشوفة لقصر عابدين وسط حفاوة بالغة من الشعب المصري، وحينها وصفت الصحافة المصرية الزيارة بأنها حدثا عظيما، ووصفت ضيف مصر بأنه صقر الجزيرة، وبعد أن تغير نظام الحكم فى مصر من ملكى إلى جمهوري، ظل الملك عبد العزيز على وده وتقديره لمصر حبا لها ولأهلها . وحرص الملك عبد العزيز آل سعود على مدى سنوات حكمه على حسن العلاقة وتأكيد المحبة والصداقة بينه وبين المصريين حكومة وشعبا، وكان دائم القول المأثور « لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب»، وبعده قام الملك سعود بتنفيذ وصية والده بشأن حب مصر، فكان موقفه المشرف بقراره المؤيد لتأميم قناة السويس، حيث وضع كافة إمكانات المملكة الاقتصادية والجغرافية والعسكرية فى خدمة الصراع ضد المعتدين فى العدوان الثلاثي، كما وضع إمكاناتها من البترول تحت خدمة مصر، معلنا أن البترول العربى السعودى هو للعرب وللدفاع عنهم أولا وأخيرا. وبعد نكسة عام 1967 توجه الملك فيصل بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب مصر ودول الطوق، وتأمين الدعم السياسى لهم وتخصيص الأموال التى تمكنهم من الصمود فى حربهم ضد إسرائيل، واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973 حينما قادت المملكة معركة البترول فكتبت انتصار عام 1973 بحروف من نور فى تاريخ التضامن العربي. وعلى الدرب سار خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، الذى وصف مصر بأنها ملء القلب والعين، وهى عبارة تغنى عن الكثير من التفاصيل عن العلاقة بين البلدين، وفى ثورة شباب مصر أكد الملك عبد الله رحمة الله وقوف القيادة السعودية إلى جانب مصر، ودعم ثورة 30 يونيو وكان أول زعيم عربى يلتقى بالرئيس عبد الفتاح السيسى بعد توليه مقاليد الحكم فى مصر.