شككت صحيفة "اسبرسو" الإيطالية في رواية وزارة الداخلية المصرية المتعلقة بمقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، مشيرة إلى أن الرواية الرسمية تطرح العديد من التساؤلات. وقالت الصحيفة إن الداخلية رفضت في البداية الربط بين العصابة ومقتل ريجيني ثم عادت في المساء لتصدر مذكرة تعلن اكتشاف الأمتعة الشخصية لريجيني لدى العصابة. ووصفت الصحيفة تحقيقات الداخلية بأنها تخالف المنطق، مطالبة حكومة بلادها بأن تسعى للكشف عن الحقيقة التي تحتاج لها في هذا الوقت تحديدًا أكثر من أي وقت مضى. وادعت الصحيفة أن الحكومة المصرية اعتادت دس الأكاذيب عليها، وكانت الرواية الأخيرة أسوأ الأكاذيب التي تم دسها علينا، مشيرة إلى أن الرواية تخالف المنطق في كل تفاصيلها. وطرحت الصحيفة 9 تساؤلات حول رواية الداخلية جاءت كالتالي: إن السؤال الأول الذي تطرحه رواية الداخلية هو لماذا احتفظت العصابة لمدة شهرين بالأدلة الدامغة التي تدينها في أبشع جريمة ارتكبت خلال الفترة الأخيرة؟ ولماذا تحتفظ بأشياء لا قيمة لها سوى أنها دليل إدانة مثل وثائق ريجيني وجواز سفره رغم أنها في العادة تكون أول شيء يجب التخلص منه؟. السؤال الثاني الذي طرحته الصحيفة هو، لماذا لم تنفق العصابة ال 5000 جنيه مصري التي وجدت في حقيبة جوليو. والأكثر غرابة إنها لم تحتفظ بها فقط بل بقيت في مكانها دون أن تنقلها. وتتساءل الصحيفة أيضًا لماذا لم يقم أفراد العصابة بتدخين أو بيع الخمسة عشر جرامًا من الحشيش التي تم العثور عليها، ثم توقفت الصحيفة أمام وصف الداخلية للعصابة بأنها متخصصة في الخطف والسطو على الأجانب، وأنها ارتكبت العشرات من الجرائم، بينها أربعة تخص أجانب وتتساءل لماذا قتلت العصابة ريجيني فقط من بين كل هؤلاء؟. وتواصل الصحيفة تساؤلاتها حول الدافع لقيام عصابة من المجرمين بتعذيب أحد ضحاياه كما تتساءل أيضًا عن طريقة وتقنيات التعذيب وكيف تشابهت مع الطرق التي يتم اتهام الداخلية بممارستها؟. وتتوقف الصحيفة أمام تأكيدات الداخلية من أن أفراد العصابة الخمسة كانوا من المسجلين وأنهم اعتادوا ممارسة ذلك، وإذا كانت الداخلية تمكنت من قتلهم وقت الفجر فكيف تمكنوا من خطف أجنبي شاب من قلب القاهرة وفي أشد لحظات التشديد الأمني مساء يوم 25 يناير؟. وتؤكد الصحيفة أن ما يزيد هذه التساؤلات حدة أن جميع أفراد العصابة طبقا لتأكيدات الداخلية لهم سجل جنائي طويل ورغم ذلك فإن جريمة القتل الوحيدة التي ارتكبوها كانت قتل ريجيني، متسائلة إذا كان المتهمان الأبرز تخصص سرقات وسطو مسلح، فلماذا انتقلوا في قضية ريجيني للخطف والتعذيب والقتل وإخفاء الجثة. أما التساؤل، الأخير الذي طرحته الصحيفة فيتعلق بمكان عمل العصابة مشيرة إلى أن بيان الداخلية أكد ان العصابة تعمل بمنطقة القاهرة الجديدة ومدينة نصر بينما تم خطف ريجيني من منطقة وسط القاهرة وعثر على جثته في مكان آخر تمامًا وهو صحراء أكتوبر.