تعتبر السياحة في مصر من أهم مصادر دخول العملة الصعبة التي تعتمد عليها الدولة، ويدخل قطاع السياحة من ضمن قائمة القطاعات الاقتصادية الأكثر تضررًا نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، بل إنه يحتل المرتبة الأولي في القائمة. وتراجع أداء النشاط السياحي في أغلب المناطق السياحية بعد الأحداث التي شهدتها منطقة الصحراء الغربية وقتل السياح المكسيكيين بالخطأ، فضلا عن حادثة تفجير الطائرة الروسية بسيناء إلى تكبد القطاع خسائر بقيمة 2.2 مليار جنيه. وهو ما أكده هشام زعزوع وزير السياحة، قائلاً: "إن أغلب المحال التجارية في شرم الشيخ اضطرت إلى إغلاق الأنوار؛ تخفيضًا للنفقات، في ظل توقف حركة البيع والشراء". وكشفت الإحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة انخفاض عدد السياح في مصر من 14.7 مليون سائح سنة 2010 إلى 6.06 مليون سائح خلال الأشهر العشرة الماضية من سنة 2015. أما العائدات فلم تتجاوز 4.6 مليار دولار خلال العام الجاري، بينما تأمل الجهات المسئولة عن السياحة في إعداد حملة ترويجية؛ للفت الأنظار إلى المقاصد الترفيهية والأثرية في مصر. وترصد "المصريون " أبرز الحالات التي أدت لانهيار السياحة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فضلًا عن تسببها في إحراج مصر دوليًا ووعها في موقف لا تحسد عليه.
ضحايا "سانت كاترين" حيث دفعت الطبيعة الخلابة والمناظر الطبيعية الجميلة، ثمانية من الشباب إلى المغامرة وذهبوا فى رحلة لرؤية أروع المشاهد الطبيعة من الحيوانات البرية والجبال بالإضافة إلى كونها عامل من عوامل تشجيع السياحة فى بلدهم. ودون سابق إنذار، تحولت الرحلة من ترفيهية لرحلة إلى الآخرة، وذلك عندما هبَّت “عاصفة ثلجية” أثناء تواجدهم ب”جبل باب الدنيا” الواقع بمنطقة وادي الجبال، والذي يعتبر من أخطر وأعلى جبال سيناء حيث يرتفع عن سطح البحر بنحو 2500 متر، مما أدى إلى وفاة 4 منهم. ولم تكن هذه الحادثة هى الأولى فى منطقة سانت كاترين، فقد وقعت حوادث أخرى بين وفاة واختطاف، بسبب تدنى الخدمات فى المنطقة، وعدم وجود التأمينات الكافية، وشدة برودة الجوّ حيث تصل درجة الحرارة إلى 8 درجات تحت الصفر، إضافة إلى الطرق الوعرة والتى تسببت فى العديد من الحوادث.
تفجير حافلة سياح كوريين في طابا أدي حادث قتل سائحين كوريين وإصابة آخرين، إثر انفجار عبوة ناسفة في حافلة سياحية بمنفذ طابا البري بجنوبسيناء، وأدى الحادث إلى قيام العديد من الدول بحظر سفر رعاياها إلى طابا وإلى مناطق أخرى في مصر.
سرقة المتحف الروماني ومن ضمن الكوارث التي وقعت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي قيام مجهولين في شهر إبريل الماضي، بسرقة 60 قطعة أثرية من مخزن المتحف الروماني بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية، حيث كان المخزن يحتوي على مقتنيات المتحف بشكل مؤقت لحين الانتهاء من ترميمه وإعادة افتتاحه.
مقتل 12 سائحًا مكسيكيًا بالخطأ
ويعود الخطأ أو القدر من جديد ليضع بصمته، إذ قامت قوات أمنية مصرية بقتل 12 من السياح المكسيكيين والمصريين وإصابة 10 آخرين بالخطأ خلال عمليه ملاحقة أمنية لبعض "الإرهابيين" بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية.
تفجير انتحارى بمعبد الكرنك فجر انتحاري نفسه، في ساحة معبد الكرنك أحد أهم الآثار الفرعونية بمحافظة الأقصرجنوب مصر، ما أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين المهاجمين على الأقل، وإصابة جندي. فيما أعلن مصدر أمني إحباط هجومين اثنين آخرين، احدهما قرب أهرامات الجيزة. وأفادت أنباء أن الانتحاري كان يقود سيارة وحاول تفجيرها قرب ساحة معبد الكرنك، مستهدفا حافلة من السياح أمام مدخل المعبد.
كارثة الطائرة الروسية في31 أكتوبر من العام 2015 لقي 224 راكبًا مصرعهم بسقوط الطائرة الروسية "إيرباص 321"، بمنطقة الحسنة في سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ خلال طريقها إلى مدينة سان بطرسبرج الروسية، وتسبب الحادث في إعلان العديد من الدول على رأسهم روسيا وإنجلترا وقف الرحلات السياحية لشرم الشيخ. وحذر خبراء من مخاطر جدية على قطاع السياحة في مصر الذي يشكل نحو 12% من إجمالي الدخل القومي للبلاد، و15% من مواردها من العملات الأجنبية، وذلك بعد أن علقت شركات طيران ألمانية وبريطانية وأيرلندية رحلاتها إلى شرم الشيخ جوهرة السياحة في مصر. وقررت شركات الطيران في العالم ومنها الروسية تغير مسارات رحلاتها لتفادي الطيران فوق الجزء الشمالي لسيناء، في خطوة احترازية إلى حين كشف الخبراء عن سبب تحطم الطائرة.
حادث "ريجيني" الإيطالي لم تخرج مصر من تداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ وراح ضحيته 224 سائحاً روسياً وتسبب في توقف حركة السياحة الروسية والعالمية إلى مصر, حتى جاء حادث مقتل الشاب الإيطالي خوليو ريجيني ليضع الحكومة والنظام الحاكم في ورطة أمام الرأي العام الأوروبي والدولي لم يستطع الخروج من تداعياتها حتى الآن. وكشف الاتحاد المصري للغرف السياحية عن تلقي السياحة المصرية خلال عام 2015 عدة ضربات موجعة، أبرزها حادث الطائرة الروسية، ومقتل السياح المكسيكيين، وأن عام 2015 يعد الأسوأ في تاريخ السياحة المصرية على الإطلاق. وأكد عادل عبد اللطيف، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، في تصريحات صحفية اليوم الأحد، أن مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجينى" أثَّر بشدة على السياحة المصرية بشكل عام، والسياحة الأوروبية والإيطالية بشكل خاص، حيث تراجع معدل الحجوزات بنسبة 90% للسياحة الإيطالية و50% للأوروبية.