حذر الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من وصول المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم، مؤكدًا أن "ترامب" هو مشروع ديكتاتور عنصرى وذكورى، يجب أن يتجاوزه الأمريكيون قريبًا. وكان نص مقال "حمزاوي"، بصحيفة "الشروق": وكأن عنصرية دونالد ترامب ضد المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية وضد المسلمين ليست كافية لإنتاج خطاب عنيف وكاره للأجانب وفرضه على الفضاء العام. خرج ترامب منذ بضعة أيام ليعلن عزمه تعقب «أسر الإرهابين المنتمين لتنظيم داعش» حال فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وإصراره على قتلهم جميعا. أعلن ترامب أيضا تشجيعه للسلطات الأمريكية على تعذيب من تلقى القبض عليهم من إرهابيى داعش، لكى تستطيع الولاياتالمتحدة حماية أمنها وحماية الأمن العالمى. دعك من لا أخلاقية ولا إنسانية كلمات ترامب، ومن الإجرام الذى تمثله بالتحريض على القتل والتعذيب، ومن الفاشية التى تنضح بها المطالبة بتصفية أسر الإرهابيين وينضح بها الاستخفاف بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان. دعك من كل هذا. فالأخطر هو أن ترامب الذى ينافس على بطاقة الحزب الجمهورى للترشح للرئاسة الأمريكية فى 2016، لا يدرك أن قوانين الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية تجرم القتل العشوائى والانتقامى والتعذيب كما تجرم التورط فى تنفيذ أوامر تخالف القانون. يستطيع الجندى الأمريكى أن يرفض أوامر قيادته المباشرة بشأن القتل أو التعذيب، ويستطيع القادة العسكريون والمسئولون الأمنيون أن يرفضوا تنفيذ أوامر مشابهة صادرة من الرئيس الأمريكى دون أن يخشوا التعقب أو العقاب. عدلت القوانين الأمريكية فى هذا الصدد بعد أن تورط الجيش وتورطت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية فى جرائم وانتهاكات واسعة فى أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، كان أبرزها فضيحة سجن أبو غريب فى العراق ونقل المشتبه فى كونهم إرهابيين بغرض التعذيب إلى أجهزة استخبارات دول سلطوية صديقة للحكومة الأمريكية وفى بعض الأحيان تعذيبهم دون وسطاء أو تعذيب بالوكالة. حدث كل هذا، وترامب لا يعلم به أو يتجاهله. حدث كل هذا، وترامب يعيد عقارب الساعة إلى الوراء أمريكيا وعالميا لأن الاستخفاف بالقتل الانتقامى وبالتعذيب أمريكيا يفتح أبواب جهنم للعديد من الحكومات الأخرى التى تحترف الإجرام بحق شعوبها ولا يردعها فى الكثير من الأحيان سوى الخوف من الضغوط الدولية. حدث كل هذا، وترامب الذى يتصدر قائمة المتنافسين على بطاقة ترشح الحزب الجمهورى يسخر من الحقوق والحريات وينشر عنصريته فى الفضاء العام ويصنف نفسه بالقرب من الديكتاتور الروسى وحلفائه ويفسد المناظرات العلنية بين المرشحين بإيحاءات ذكورية وجنسية. ترامب مشروع ديكتاتور عنصرى وذكورى، أتمنى أن يتجاوزه الأمريكيون قريبا.