تعددت دعاوى الخلع بسبب الهجر أمام محكمة الأسرة من قبل كثير من الزوجات ضد أزواجهن حتى في الأيام الأولى من الزواج. صاحبة هذه الدعوى عروس في الأيام الأولى من الزواج، باتت المسكينة شهورًا طويلة ترتب لعش الزوجية وتشترى وتجهز أغراض البيت التي طالما تمنت أن تكون المحطة الأخيرة في حياتها بعد انتظار طويل وبعد أن تزوجت كجميع أقرانها في الحى. فرحت بالعريس الذي طرق بابها ومنت نفسها أن تصبح مثل قريناتها وأن يكون عندها الزوج والبيت والأولاد مثلهم. ولم تبخل على بيت الزوجية ووفرت كل احتياجاته مع العريس ووضعت هي وأهلها تحويشة العمر في هذا الجهاز. ولم تعط العروس لنفسها الفرصة الكافية للسؤال عن العريس المتقدم وعن أهله ولم تأخذ فترة الخطوبة الوقت الكافى، حتى تشعر بقدر الأمان الذي يمكن أن يوفره لها هذا الشخص ومدى طباعه وطريقة تصرفاته حيال المواقف المختلفة. كان كل تفكيرها هو الحصول على عريس، والذي أصبح شيئا معضلا لها ولكثير من الفتيات في وقتنا الحالى وفي ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. وبالفعل تم الزفاف سريعا وأقيم حفل ضخم ضم أهل وأقارب العروسين، وانتقلت العروس مع الزوج إلى عش الزوجية وكلها أمل وتفاؤل أخيرا تحقق حلمها وطردت شبح العنوسة من حياتها الذي طالما نغصها هذا الشبح، وراحت تحلم بالهناء والاستقرار والأبناء. ومرت الأيام الأولى من الزواج بسلام حتى فوجئت الزوجة ذات صباح عند استيقاظها من النوم باختفاء الزوج من عش الزوجية، اعتقدت في بداية الأمر أنه ذهب لشراء بعض الاحتياجات ولم يشأ إزعاجها أثناء نومها. وانتظرت عودته لكنه للأسف لم يعد أسرعت إلى والدته وأشقائه تخبرهم باختفائه وتطلب منهم المساعدة في البحث عنه لكن جوابهم كان مفاجأة، (ريحى نفسك هو سافر أمريكا ومش راجع مصر تانى). دارت الدنيا بالزوجة وسقط مغشيا عليها من هول الصدمة ولم تفق إلا وهى في بيت أبيها.