مازال مرتضى منصور يفاجئنا بتصريحاته التي ظننا أنها ستنتهي بعد دخوله مجلس النواب مع بداية العام الجديد2016، ولكن سرعان ما عادت تلك التصريحات أكثر حدة وشراهة عن ذي قبل؛ لتلتهم العديد من الشخصيات العامة وزملاء في البرلمان، بالإضافة إلى شخصيات في مجال الرياضة. وأثارت تصريحات مرتضى الجدل منذ الجلسة الأولى لمجلس النواب، فطريقة أدائه اليمين الدستورية، وبعدها مداخلاته في البرامج الفضائية وتصريحاته في الصحف والمواقع الإلكترونية وهجومه على بعض النواب كان ولا يزال حديث الأوساط الإعلامية بكل أشكالها سواء المرئية أو المسموعة أو المكتوبة. آخر أزماته كانت مع الإعلامي عمرو أديب، إذ قال إنه يستهدف جمع 400 توقيع لوقف لبرنامج وغلق قناة "أوربت" بسبب سبه للشعب المصرى من خلال برنامجه على الهواء. وقال منصور، إن عدد التوقيعات على طلبه وصل الآن إلى 250 نائبًا، مشيرًا إلى أن الطلب يتضمن استدعاء رئيس الوزراء ورئيس هيئة الاستثمار للحضور فى جلسة لمناقشتهم وطلب غلق قناة أوربت بسبب إساءتها للشعب المصرى. وجاءت الأزمة بعد فترة وجيزة من تصريحاته العنيفة ضد أحمد حسام "ميدو"، المدير الفني للزمالك، والتي قال فيها: "أقسم بالله هخلى أصغر عيل عندى يضربك يا سافل، وهضربك بالجزمة أنت وأبوك"، كما عاير حازم إمام مدير الكرة المقال قائلاً له: "أنا عامل لأبوك عزا متكلف 300 ألف جنيه". "بلاش أنا ياض" وردًا على تقدم النائب هيثم الحريرى، بطلب بضرورة إعادة منصور للقسم، هاجم مرتضى منصور الحريري قائلاً: "أنا بحذر هيثم الحريرى تحذير أخير، بلاش أنا ياض، أنا بقلك لم نفسك بدل ما أقولك كلام يجرحك، مش انت اللى هتقيمنى، أنت جبت كام صوت، أنا حصلت على أكثر من 80 ألف صوت، في حين أنت مجبتش 30 ألف صوت". "يشربوا من الخرارة" وبعد أن تم تشكيل لجان مؤقتة لدراسة القرارات بقوانين التي صدرت في غيبة البرلمان وتم اختيار رؤساء اللجان وأمناء السر بناء على الأكبر والأصغر سنًا، كانت رئاسة اللجنة المؤقتة لحقوق الإنسان من تصيب مرتضى منصور، وهو ما أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، وما كان من مرتضى منصور إلا أن يعلق على هذا النقد بقوله: "أنا لا أعترف ب"البكابورت" اللى اسمه "سوشيال ميديا" ده، دا بكابورت ضارب اسمه "سوشيال ميديا"، والمعترضين يشربوا من "الخرارة"، وأنا مش بخاف". وكاد مرتضى يفسد الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب، بسبب تلاوته القسم الدستوري بطريقة غير لائقة، حيث أبدل كلمة "أحترم الدستور" ب"أحترم مواد الدستور"، وذلك لاعتراضه على ديباجة الدستور التي أكدت أهمية ثورة 25 يناير، معلقًا "أنا برفض جو المُخبرين، وأنا مش معترف ب25 يناير الثورة"، فرد عليه المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الجلسة الإجرائية لمجلس النواب، قائلاً: "مش وصاية ولكن احترام للدستور"، ومضى في تحديه قائلاً: "مش ها أقسم.. على الطلاق ما ها أقسم"، وبعد محاولات عدد من النواب لإقناعه أدى القسم بشكل سريع جدًا، بعد تأكيده: "هحلف على التانى بس الأولانى هو اللى جوايا". وعلق عبر إحدى القنوات الفضائية، على انتقاد البعض له بعدم اعترافه بثورة 25 يناير، قائلاً: "كلامي واضح، يا عيال يا هايفة يا تافهة، أنا نزلت 25 يناير الساعة 12 بليل لقيت الميدان فيه العيال الصيع، تانى يوم قلت لأ دى مؤامرة على البلد وده رأىّ ومش هغيره لكن 28 يناير بعد صلاة الجمعة دى انتفاضة شعب". ووجه كلامًا لكل منتقديه خلال لقائه بأحد البرامج الفضائية؛ حيث قال: "اللى هيتريق عليا.. هتريق على أمه.. أنا جاى من حوارى روض الفرج وشبرا.. ولو لقيت الفيسبوك وتويتر هيهدم دولة همنعه". ومرة أخرى، هاجم منصور، بصفته رئيس لجنة حقوق الإنسان المؤقتة، جمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان، حيث قال في مداخلة تليفزيونية: "إن بوتيكات ومحلات حقوق الإنسان تعرض في الفاترينات مصاحف ولما تدخل تلاقى أفلام جنس، هما بيقولوا حرية وديمقراطية لكنها في داخلها عمالة وخيانة". وفي حوار أجرته معه صحيفة "نيويورك تايمز"، أكد مرتضى منصور أنه استقال من القضاء عام 1984 في رسالة إلى رئيس الجمهورية آنذاك محمد حسنى مبارك، مؤكدًا أنه أثبت نص الاستقالة في محضر جلسة وعلى منصة المحكمة، وأن مضمون الاستقالة جاء كالآتي: "القانون في مصر لا يطبق إلا على الضعفاء، ويوجد مصريون يدوسون على القانون بأحذيتهم". وبعد قطع البث التليفزيوني لجلسات مجلس النواب، نفى أن يكون هو سبب قرار وقف البث نتيجة ما حدث من مشادات في الجلسة الأولى على خلفية أدائه اليمين الدستورية، وقال: "بيقولوا إنى السبب في وقف البث، أنا مش السبب، وده رأيي اللي قلته في البرلمان، واليمين الأول الذي أديته هو الذي اعتد به، ومعنديش كلام تانى، واللى هيفتح بقه معايا هضربه بالجزمة". وفي جلسة يوم 20 يناير الجاري، استنكر مرتضى منصور، في كلمته ما قام به بعض النواب من توزيع منشورات رافضة لقانون الخدمة المدنية، الذي تم التصويت عليه، وقام بتمزيق أحد تلك المنشورات، مطالبًا بإحالة موزعيه للجنة القيم، في حين قابل النواب حديثه بالتصفيق، وقال منصور: "هناك منشور وزع النهاردة في البرلمان إحنا مش في اتحاد طلبة ولا تروماى والورق اللى اتوزع ده في صفيحة الزبالة، لما نوزع هذا الكلام يحال النائب للجنة القيم". ووجه كلامًا لكل منتقديه خلال لقائه بإحدى البرامج الفضائية، حيث قال: "اللى هيتريق عليا.. هتريق على أمه.. أنا جاى من حوارى روض الفرج وشبرا.. ولو لقيت الفيسبوك وتويتر هيهدم دولة همنعه". أما عن اللاعب محمد أبوتريكة، نجم نادى الأهلي فقد وجه "منصور" لكمة له من خلال تصريح أدلى به بعد تكريم اللاعب في الكويت، معلقا: "أبوتريكة إخوان، ورفض 50 ألف يورو، واستخسر الفلوس في أولاد شعبه بعد تكريمه في الكويت". كما هاجم المعلق الشهير مدحت شلبى، وفاروق جعفر أحد نجوم الزمالك السابقين قائلاً: "أنت مال أهلك أنت وهو، انتو الاتنين ضاربين صبغة سودا كلت عقولكم". ومن بين التصريحات التي أطلقها "منصور" للصحفيين والإعلاميين، والتي أحدثت ضجة كبيرة ولكنها مقارنة بالتصريحات الأخرى التي أطلقها تعد أمرًا عاديًا، ومن ذلك ما قاله لجابر القرموطي المذيع بقناة ال"أون تى في": "مين الحمار اللى خلاك مذيع، لا شكل، ولا لون، ولا منظر". وقال منصور، عضو مجلس النواب، للإعلامي عمرو أديب: "أنا مستشار غصب عنك.. ولو مبطلتش هجيلك الاستوديو"، كما قال ل"محمد الأمين" رئيس غرفة صناعة الإعلام: "اتنيل بستين نيلة مرة باسم، ومرة أبلة فاهيتا، ومرة زفت الطين على دماغك"، وللإعلامي يوسف الحسينى: "عاوز أضربك بالجزمة على نفوخك، وأديك 50 قلم على قفاك". وقد توعد لاعب الزمالك إبراهيم صلاح قائلاً "موش هتلعب في الزمالك تانى ورحمة أمى موش هتلعب تانى" وعن إسلام جمال وتأخر تهديفه مع الزمالك قائلاً: "جاب جول من غله وهو دا آخره وموش هتشوفوا منه حاجة تانى". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد صرح عبر ببرنامج "انفراد" المذاع على قناة العاصمة بأنه سيقوم بنشر فيديو فاضح يجمع بين النائب محمد أنور السادات مع الإعلامي جابر القرموطي، على حد قوله، إنه سيقوم بنشر الفيديو على موقع نادي الزمالك وصفحته الشخصية بموقع “فيس بوك”. وأعلن النائب أنه سيبث فيديو للنائب محمد أنور السادات مع الإعلامي جابر القرموطى يُظهر فضائح النائب، قائلا له: "سيديهاتك عندي"، وأضاف، أن المستشار هشام عبدالمجيد الذي يفحص القضية 250 أمن دولة سينتهى منها خلال أسبوع وتضم القضية اسم محمد أنور السادات لحصوله على تمويل خارجي من ألمانيا. وأوضح منصور أن السادات لن يستطيع الترشح لرئاسة لجنة حقوق الإنسان، خاصة أن التفاصيل التي سيكشفها ستجعله غير قادر على الترشح، وشهدت الفترة الماضية مشادات كبيرة بين النائب مرتضى منصور من جهة والنائب محمد أنور السادات من جهة أخرى.